الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلاب الفلوجة في بروكسل

واثق الجابري

2016 / 4 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


عبر زعماء أوربا عن سخطهم لجريمة بروكسل، وإستذكروا أحداث باريس ولندن ولوس أنجلس، ولم يعطوا ما يجري لأحداث العراق وسوريا واليمن وليبيا؛ تلك الأهمية لتتبع وإيقاف مؤسسة فكرية داعمة للإرهاب.
تعتمد تلك الدول علاقتها على أسس مادية، والإرهاب وظف نفسه كأداة سياسية، وهي فرحة بما تدر عليها أرباح اسواق السلاح.
مايثير الاستغراب والإستهجان وجود أدوات بالمنطقة تؤيد الإرهاب لأسباب طائفية، ويحكمها نظام القبيلة، الذي حول البترول الى سلاح إرهابي وفكر فتاك، وساعدها أنانية الغرب الباحثين عن رفاهية شعوبهم، ومتغاضين عن جرائم يعتقدونها تستنزف المسلمين، وهم يتفرجون ويربحون، ولا يصلهم حتى دخان الحرائق، وأنصتوا الى شكاوى الإرهابيين بدعوى المد الطائفي، وضخوا أموال لإنتاج معارضة وصراعات تعيد ترتيب المنطقة.
إستمر السعي العربي لتبرير بوادر الإنقسام، وإشعال الصراعات الداخلية، وكأنهم يغضون الطرف عن الفكر التكفيري ومنابعه الوهابية، وتفسير أن ما يحدث من جرائم بأنها ردود فعل لمنع المد الإيراني، والفكر الشيعي وحزب الله والحشد الشعبي، وزاد طينهم بلّة نواب عراقيون يذهبون كممثلين عن الدولة ويتحدثون بطائفية، وعنصرية تبعد العراق عن محيطه العربي، ولم يتحدثوا عن عوائل أنتهكت أعراضها وأموالها، والأغرب أن العرب يبحثون عن أسباب تبرر دعمهم أو سكوتهم عن الإرهاب؟!
يتحدثون عن مظلومية السنة وخطر الشيعة على العرب، وينسون أنهم من مخلفات نظام سني حارب العرب، وقطع العلاقات مع معظم المنظومة العربية والعالمية، والعرب ما يزالوا متوجسين من فتح سفاراتهم في العراق، وأيران أول من فتح سفارة وبارك النظام الجديد، الذي سمح لظافر العاني وغير للحديث بحرية.
إن جرائم بروكسل وما سوف يتلوها؛ نتيجة تغاضي الغرب عن الفكر الوهابي، والسماح لصداقة أنانية؛ تجني أرباح لرفاهية الغرب وريع للإرهاب، وهذا ما فتح أبواب مدارس التكفير في عقر أوربا، وسبب بلاء العراقيين وجود ساسة يسافرون بأسم الدولة، ويتحدثون بطائفية مناغمة للتكفير.
بعض العرب ككلاب مسعور تعضُّ أبناء جلدتها، وتحرك أذنابها خضوعاً للغرباء، ويحدّون السكاكين على جراح العراق وسوريا واليمن؛ بينما يتبرع ملوكلهم بالدم لضحايا بروكسل.
كيف لا يتغاضى العالم، والصورة مشوشة بين الأنا والإقناع، ويرون ما يسمون ممثلي شعب العراق يتباكون ويستجدون المواقف الدولية، وكيف لا يصل الإرهاب الى بروكسل ولندن، وهم يصدقون أن الفلوجة جائعة، ولا يقال: أن داعش سلب أهلها كرامتهم وأموالهم وطعامهم، إذن يستمر الإرهاب بالإنتشار؛ إذا كانت السياسة والمصالح تتطلب التغاضي عن جرائم ذبح شعوب، كيف لا ورئيس برلمان العراق يتحدث في العراق شيء، وفي غرف الدول الآخرى بطائفية، وها هي كلاب الفلوجة الجائعة للدماء؛ تتجول في بروكسل ولو أنجلس وباريس، وستعض تلك الدول التي أعطتها حرية الإنتشار، وداعش ينشر أن الفلوجة لا تجوع، وبعض الساسة يقولون تموت جوعاً؛ كلما أقتربت عملية تطهيرها؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال