الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى البحر الاحمر

صبا مطر

2016 / 4 / 3
الادب والفن


البحر, أيها الوطن العاري من الخيبات والكذبات المفبركة, يا مملكة من موج راقص بين الشطآن والأحلام الجميلة. لن يملكك الانسان يوماً فأنت الحر في زمن ماتت فيه الحرية وذبح فجرها على أيدي السفاحين, وانت ترفض الثورة وترفض الافصاح عن أسرارك الدفينة في قاعك المليئ بالأسرار.
هل يعقل أن دواخلك لم يلوثها الاثم؟ وان الحب لا يزال يسبح كما السمكات حراً ولاهياً مع لونك الشفيف؟
هل يعقل ان تبكي محاراتك اللؤلؤ وتضحك شطآنك المرجان؟
هل يعقل ان دمعك مشروخ مثل دمعي بالملوحة الابدية؟
آه أيها البحر لو كنت تتحدث لغتي لكنا صديقين حميمين نتسامر مع القمر ونجوم السماء. آه لو كنت تفهم لغتي لأخبرتك أن حياتي شقية بدونك, وانك العالم الأكثر صدقاً وغموضاً الذي أرغب في اكتشافه, وانك عرس الصمت المتشظي على شطآن وحدتي.
آه لو كنت تفهم وحدتي التي تشبه وحدتك لأحترت من اين تبدء قصتك معي! ولأحترت كيف يمكنك ان تضمد جراح الروح الخفية وهي تئن خلسة كما موجك الذي يضرب شطآنك الملونة.
أيها الممتد في افق الروح والدنيا والمسافر عبر تكوير الأرض لتعود الينا مع طي النهايات ورجوعها الى نقاطها الاولية, كيف لي ان أحمل نقاؤك ولا أتعب؟
كيف لي ان أحمل هيبتك ولا أصرخ؟ كيف لي ان أكتم أسرارك ولا أبوح؟
فأنا الشقية بالهذيانات الكتابية, وأنت الخبير بلغة الموج التي لا أفقهها ورغم ذلك أحبك جداً.
هل تذكر قلادتي الزرقاء ورسائلي التي رميتها الى أعماقك يوماً؟؟
انها أسرار عشقي الجهنمية وحكايات خيبتي التي داستها قلوب كنت اظنها صادقة معي!. قررت ان اخبئها مع أسرارك البعيدة. هل تذكر وحدتي بعدها وأنا أرى خرزات القلادة تذوب على حافات موجك الساخن والداكن الزرقة ؟
كان نهار صيفي حار, والعبّارة تحملنا على سطحها لتقلنا من بلد الى آخر بعد ان تركنا وطننا الام بلا عودة حيث تذاكرنا كانت رحلة ذهاب بلا عودة وانت كنت مبتسماً راضياً, وحملتنا على وجهك المكتنز بالدلال والصخب أحيانا. أكثرت من تأملك وأنت تبتسم لي وكأنك الحبيب الذي أنتظر, والوطن الذي أنشد, والعالم الذي أرغب. كنت رصينا في ابتلاعك لأسراري التي حملتها مع رحلتي. لكن هل ستعيدها اليّ يوما؟
هل ستذكّرني يوما بحماقاتي الشابة التي أودعتها على رفوف ذاكرتك ؟ أم انك غسلتها بدموعك الملحية وقذفتها الى شواطئك البعيدة؟.
ايها السيد العظيم, اكتب اليك لأنني أشتهي ان أغترف من قبضة غموضك وشاحا ألبسه لأكون البحر المتهدج الامواج على شطآن الحقيقة الترابية, وأن أكون وجهك الاخر المنفصل عن الكذبات في عالم أضنته الصراعات والمعارك الدنيوية. أريد أن أكون مثلك سيدة الاسرار الغامضة ووطناً من صدق, يلجأ اليه الذين يرغبون في التجلي والأنسلاخ عن قشورهم الصدفية. اغمرني بعطاؤك الزاخر وعمدني بمياه عينيك النقية فأنا وأسراري ملحك وزوادتك الأبدية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى