الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة التكنوقراط مجرد خدعة !

محمد فريق الركابي

2016 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


حكومة التكنوقراط مجرد خدعة !

بعد ان دمر الفساد الدولة و اوصلها الى الهاوية , و تحول بفضله العراق من دولة غنية بمواردها الى دولة تستجدي التعاطف الدولي للحصول على قروض مالية ميسرة , صرنا على قناعة ان الحكومات السابقة و الاحزاب التي شاركت فيها لا تصلح للقيادة , و لكي نصلح الامور علينا البحث عن وسائل جديدة , يمكن من خلالها تحجيم الفساد على الاقل , فجاءت فكرة التكنوقراط , و اصبحت من ابرز مطالب الشعب , و وافقت عليها الاحزاب السياسية على مضض.

فكرة التكنوقراط تقوم على مبدأين , الاول هو استقلال الرئيس او الوزير عن أي فكر سياسي حزبي , و الثاني هو الخبرة التي يملكها في مجال اختصاصه ,بالفعل , يحتاج العراق الى هاتين الصفتين ليس في المراكز الحكومية الحساسة بل في ابسط الوظائف ايضا . و من المؤكد ايضا ان قبول الاحزاب السياسية في العراق بحكومة تكنوقراط امرا في غالية الاهمية , و يحسب للشعب اصراره على التغيير و اجبار الاحزاب على التنفيذ.

لكن السؤال الاهم هو كيف سيعمل وزراء حكومة التكنوقراط ؟!

فلم يعد سرا ان الفاسد تحت الحماية سواء كان مصدرها حزبه او حتى دولا اقليميه , فالوزارة في نظر الاحزاب عبارة عن بنك و الوزير هو مفتاح الدخول , طبعا تختلف طرق التعامل مع الوزارة من حزبا الى اخر , فبعضها يرغب في استثمارها بنفسه من خلال الوزير , و بعضها الاخر يعرضها للبيع مباشرة , و بمبالغ طائلة , مع مراعاة الانتماء الطائفي طبعا , فالوزارة السنية لا تباع إلا للسني و الوزارة الشيعية كذلك .

فأذا كانت الاحزاب بهذه القوة و القدر من الهيمنة على مفاصل الدولة , فما الذي يملكه الوزير التكنوقراط , المستقل ( او الذي يفترض انه مستقل ) , و بعبارة اكثر وضوحا , فأذا ما اكمل الوزير التكنوقراط عمل لجنة للتحقيق في احدى قضايا الفساد و وجد ان المتهم الاول فيها هو فؤاد معصوم و المتهم الثاني حيدر العبادي و الثالث سليم الجبوري , فهل سيقبل حزب الدعوة و الحزب الاسلامي و الاتحاد الكردي , ان يحال هؤلاء الثلاثة الى القضاء ؟ ام سينتهي امر الوزير التكنوقراط نفسه الى القضاء , او خارج الوزارة في احسن الاحوال .

ان العبادي و قبله الاحزاب لم يقبلوا بحكومة التكنوقراط كمبدأ عمل حقيقي ينقذ العراق , بل ان سبب قبولهم بها لأنها تمثل طوق النجاة الاخير للنظام السياسي بأكمله , فالشعب طالب بحكومة التكنوقراط , و النظام السياسي الذي تمثله الاحزاب قبل و استجاب بمطلب الشعب لكن يناسب الاحزاب , و حكومة التكنوقراط التي يريدها الشعب تختلف عن تلك التي اتفقت الكتل السياسية على تشكيلها , فلن يضرها وصول وزير مستقل الى الوزارة , طالما تسيطر هي على الدولة و مقدرتها , و الاهم هو السيطرة على القضاء , و النتيجة التي لا يريد الشعب ان يصدقها هو ان حكومة التكنوقراط مجرد خدعة , اذا ما نظرنا الى البيئة الفاسدة التي تحيط بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل