الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى طفلي

نور جمال عبد الحميد

2016 / 4 / 3
الادب والفن


"رسالة ألى طفلي"

فِي حَديثٍ مُسبقٍ لِي مَع صَديقةٍ أخبرتني :
( إن النِّساءَ أمهاتٌ إذا أحبوا )!!

أنا أُمكَ التِّي تَشكو فِيك الطِّفلَ العَاقَ الذي يَسكنكَ كما يَسكنكَ قَفصُكَ الصَّدري الذي يَزجُ بِقلبي دَاخلَ قَلبك،

ربَّما أنا مَن مَنحكَ فرصةً هذا العُقوق!
(يا ... مَهلاً بَعضَ هذا التَّدلل) بِالإعتذارِ لإمرئ القَيس طبعا.
ربَّما تَناسيتَ أنكَ وَبَعد أربعِ سَنوات قد كَبرت،
كَبرتَ كَما تَكبرُ أيّ شجرةٍ طيبةٍ أصلُها ثابتٌ وَفُرعُها فِي السَّماء لإني دوماً كنتُ المِثال لِلكلمةِ الطَّيبةِ التِّي تَسقي هَذهِ الشَّجرة.

لو كُنتَ رَجلاً أخراً
كُنتُ سَأتفهمُ أنكَ قَد كَبرتَ على أمومَتي،
وَأسئلتي التِّي طالما تَتشكلُ على هيأة سَلالم مِن رُخامٍ تَجعلكَ بَعيداً عنِّي
"اكلت؟"
"شَربت؟"
"رَجعتَ للبيت؟"
"لماذا تأخرت؟"
"لبستَ بلوز ، الدنيا باردة؟"
"أنتَ وين لا تَضربك الشَّمس؟".. الخ الخ
مِن الأسئلةِ ، تَجعلكَ أقرب بِكثيرٍ للأخريات منِّي.
كنتُ حقاً سَأكفُ عَن مناداتكَ "وليدي" وَسَأكتفي أن أناديكَ بِاسمكَ ...

لَكنَّكَ مَهما كبرتَ ياطفلي
سَأبقى خَيمتك
أمكَ التِّي لَم تَنجبكَ
سَأبقى اُرددُ مَا ارددُهُ لكَ دائماً
اهزوجتي المُمتدة على شدةِ التَّعلق
(جابتك و تبسمت أمك
وأني على راسي شلت همك
هي الي عليها سمت أسمك
وأني العليه أبتلي بيك)

إلا أني حقاً حقاً أدفعُ ما تَبقى مِن عُمري،
عُمري الذي لَم المسْ مِنهُ ألا السَّهرَ والقَلقَ و خيوطَ الدُّخانِ اللَّيلية التِّي سُرعانُ مَا تَتحولُ إلى مَشنقةٍ تَحملُ صَحتي الى مَشارفِ النِّهاية،
لاشتري بِهِ هذا البَلاء
البَلاءُ العظيمُ كَما سَميتُك سَلفاً ...

3/4/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بسبب دهس سيدتين


.. كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال




.. هنا صدم الفنان عباس ا?بو الحسن سيدتين بسيارته في الشيخ زايد


.. إيران تجري تحقيقا في تحطم المروحية.. وتركيا تتحدث عن رواية ج




.. ضبط الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في الشيخ