الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سودان البشير يستعد لالتهام النيل الابيض

عدلي محمد احمد

2016 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



ان بناء سد النهضه الذي سيكتمل في يونيو المقبل , وقطع مياه النيل الازرق عن النيل المصري يعتبر اخطر تحقق لوثيقة العار التي وقعها السيسي في اثيوبيا , حيث يتحول التوقيع الي عصف فعلي باتفاقية 1929 التي تنص صراحة علي حق مصر في حصه مائيه لا تقل عن 55 مليارمتر مكعب , كما تنص علي ضرورة الاخطار المسبق من جانب اي دوله من دول الحوض تشرع في بناء منشآت مائيه علي النهر , وضرورة الاجماع فيما يخص بناء اي منشآت علي النيل.
الامر الذي يفتح الابواب امام حكم البشير لاستكمال الكارثه عبر نهب المياه التي تأتي من النيل الابيض والتي تقدر ب 30 % من مياه النيل , وذلك عبر النهب غير المراقب من خلال الري بالضخ للدرجه التي لا توفر لمصر ولا حتي متر مكعب واحد .
فاتفاقية 1929 التي حددت حصة مصر التاريخيه , لم يفرضها توتر العلاقه مع اثيوبيا التي كانت اتفاقية 1906 قد فرضت عليها تأمين وصول مياه نهر النيل الازرق الي النيل المصري , فالذي استدعي اتفاقية 1929 هو اطماع كبار ملاك الارض السودانيين في التوسع في زراعة القطن باراضي منطقة الجزيره من خلال استخدام مياه فيضان نهر النيل , حيث لم يكن هناك أي اتفاقيات رسميه قبل هذا التاريخ تحدد كمية المياه المسموح بسحبها من مياه النيل , ولقد عمل الانجليز كسلطة احتلال , من خلال هذه الاتفاقيه علي التوفيق بين طبقتي كبار الملاك في مصر والسودان , بما يوقف الغضب المصري العارم الذي انتاب وزارة محمد محمود , فجري التأكيد علي الحقوق المصريه التاريخيه المكتسبه من مياه النيل , والتي حددتها الاتفاقيه ب 48 مليارمترمكعب من المياه كما حددت نصيب السودان ب 4 مليارمتر مكعب , وقننت بالتالي المسموح به للسودان من سحب من زاوية حجمه , وتاريخ سحبه الذي اقتصر فقط علي شهور الفيضان العاليه , والتي يجتمع فيها التقاء مياه النهرين الابيض والازرق وهي الفتره من16 يوليوحتي 31 ديسمبر , علي ان يتوقف أي سحب من اول يناير وحتي15 يوليو , باعتبارها الشهور المنخفضة التصريف للنيل الابيض , والتي يكون الازرق خلالها قد توقف عن الجريان ما عدا السحب بالمضخات بعد ان حددت حجمه ومواعيده , وحددت بدقه شروط التخزين في خزان سنار , ومواعيده , واحجامه , ولقد اشتملت الاتفاقيه بالاضافه الي مصر والسودان تنزانيا واوغندا وكينيا , ولم تكن اثيوبيا الا عضواُ مراقباً.
فالاطماع الاصليه في مياه نهر النيل بدأت سودانيه , وها هي تنتهي سودانيه في المتبقي من مياه النيل.
واذا كانت اتفاقيه 1959 قد وفرت رفع حصة السودان من 4 مليار الي 18 ونصف مليار بعد ان اكتفت مصر ب 7 ونصف مليار من ال 22 ونصف مليار متر مكعب التي شكلتها الفائده المائيه التي وفرها السد العالي للبلدين.
فان المنطقي ان يترتب علي حجز اثيوبيا لمياه نهر النيل الازرق , تخفيض حصة السودان بنفس نسبة ما يلحقه الاجراء الاثيوبي العدواني من تخفيض لن يقل عن نسبة الثلثين بمياه النيل.
ورغم ان احدا لم يطرح ذلك بالمره لا علي صعيد شعبي او رسمي من المصريين الا ان حكم البشير سادر في اطماعه التي بدأت من الموافقه علي بناء سد النهضه مرورا بتوقيع اتفاقية دفاع عسكري مشترك مع اديس ابابا , وصولا الي امتداد الاطماع في مياه نهر النيل الابيض حتي يتمكن من بيع السعوديه لمياه النيل عبر البحر الاحمر.
وايضا حتي يتمكن علي ما يبدو من معالجة ما ترتب علي موقفه من بناء سد النهضه ودعم استراتيجيات زراعة الوقود الحيوي , حيث تؤثر الزراعات الاثيوبيه علي مناسيب الانهار الاثيوبيه بما لم يتوقف عند مياه النيل الازرق الذي يؤثر انخفاضه الان في جزئه السوداني علي مخزون سد الروصيرص وسد سنار لدرجة توقف الكهرباء , وامتداد ذلك الي سد مروي شمال الخرطوم , والذي توقفت كهربائه ايضا وتهديد امتداده الي كهرباء سد وخزان خشم القربه المقام علي نهر عطبره الذي تناقص منسوبه في الاسابيع الاخيره.
واذا كان حدوث ذلك التوقف متوقعا لدي حكم البشيربعد استكمال سد النهضه وحجزه لكامل المياه , فان الصدمه والمفاجئه في حدوث ذلك الانخفاض في مياه الازرق قبل هذا الاستكمال.
وخطورة هذه المفاجئه لا تتوقف علي ذلك فاخطر ما تثيره , هو ما يتعلق بمنسوب نهر عطبره علي وجه التحديد والذي يمد النيل ب 12 مليار والرهد والدندر الذين يمداه بنحو 5 مليار , الذين يعول البشير علي مياههم البالغه 17 مليارمتر مكعب للحصول علي قرابة حصة السودان في مياه النيل والبالغه 18 ونصف المليار , باعتبار ان الانهار الثلاثه تصب مياهها في نهر النيل الازرق بعد ان يكون قد غادر الاراضي الاثيوبيه , اي ان مياه هذه الانهار لن يوقفها بناء سد النهضه.
ان زراعات الوقود الحيوي والمحاصيل المستنزفه للمياه وشروع اثيوبيا في بيع مياه الي جيبوتي والسعوديه ضربت احلام البشير في مقتل , بعد ان هبطت بمناسيب جميع الانهار الاثيوبيه لدرجة تأثر ما جاء من الازرق هذا العام , وخصوصا انهار شمال الهضبه الاثيوبيه باعتبار قربها من جيبوتي التي باعوها المياه.
ان هذه المفاجئه الصاعقه لحكم البشير تقف باطماعه الان امام مياه نهر النيل الابيض بصوره لم تحدث من قبل , ورغم اننا توقعناها في مقالنا : حكم البشير يستكمل الكارثه المائيه , الا اننا كنا نتوقع لها تحقق تدريجي يتصاعد مع زيادة عقود بيع وايجار الاراضي للشركات العالميه , فالصدمه المروعه هنا في الحاح حدوث ذلك في نفس اللحظه التي سيجري فيها استكمال بناء سد الموت في بني شنقول.
وهي اطماع ستجد في المبالغه الاثيوبيه في حديث الجفاف , وكأنها هديه هبطت من السماء , حيث تتيح لحكم البشير تبرير تهاونه مع الاثيوبيين للشعب السوداني كما تتيح له مبررله وجاهته لالتهام مياه نهر النيل الابيض , كما تقدم له خطته البطيئه السابقه لحجزه عبر 3سدود يجري التنسيق مع السعوديه لبنائها وتمويلها شمال الخرطوم , ضمان وقوف السعوديه الي جانبه في مواجهة حكم السيسي الذي ستصعقه هذه التطورات المفاجئه وتعري موقفه الخياني المفرط في نهر البلاد الوحيد.
ان تصريحات المسئولين السودانيين مؤخرا , يجب ان تثير اشد الغضب لدي كل المصريين ضد حكم البشير الذي يشكو من توسع المصريين في الزراعه , ومن توصيل مياه الي ترعة السلام بسيناء , لان ذلك الخطاب لا يمهد الا لتحويل النيل الي قاعا صفصفاحيث لن ترد اى مياه اعتبارا من الآن مع التوقف الفعلي للمياه القادمه من اثيوبيا , ان سودان البشير يتوجه لاستكمال الكارثه الاثيوبيه علي الفور ويدفع بالمصريين للفناء بصوره اوسع واسرع مما لو اقتصرت الكارثه علي فقدان مياه نهر النيل الازرق , مترجما توقيع السيسي علي اتفاقية العار الي توقيع مشئوم علي فناء المصريين.
ان مهمة هدم سد العار الاثيوبي تنتصب امام الشعب المصري الان كمهمة حياه وموت لا تقبل اي تأجيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح 300 ألف من رفح.. واشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية


.. لا تنسيق مع إسرائيل بمعبر رفح.. القاهرة تعتبر اتفاقية السلام




.. السير نحو المجهول.. مأساة تهجير جديدة تنتظر نازحي رفح الفلسط


.. الخلافات تشعل إسرائيل..غضب داخل الجيش الإسرائيلي من نتنياهو




.. موكب أمني لحماية المغنية الإسرائيلية -إيدن جولان-.. والسبب -