الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جفاف اثيوبي حاد ام مبالغه لتمريراغتصاب النيل

عدلي محمد احمد

2016 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لجأت العصابه الاثيوبيه الحاكمه , وتواطئ معها الاعلام العالمي الامبريالي خلال الشهور الماضيه الي التعتيم والسريه , وفرض الغموض علي اجراءات استكمال بناء سد الموت والعار , وعلي احتمالات تخزين السد المشئوم للمياه من عدمه , حتي تضلل ما امكنها التضليل المصريين عن موعد حلول الكارثه المائيه , وتفاصيل ذلك الحلول الاجرامي حتي لا تفرض علي حكم السيسي ضغوطا شعبيه يمكن ان يترتب عليها باي صوره ارتباك في خطوات الاستكمال اللصوصي لوقف مياه نهر النيل الازرق عن النيل المصري .
ولكن مع تسرب صور الاقمار الصناعيه الي عدد من وسائل الاعلام , بل وتأكيد بعضها علي تخزين السد للمياه , اصبحت هذه المحاولات غير مجديه.
ويبدو الان ان السياسه الاثيوبيه التي يباركها عالم رأس المال بما فيه حكم الجنرال تتجه الي مبالغه ابتزازيه سخيفه , ومكشوفه في حجم ما الم باثيوبيا من آثار لظاهرة النينيو التي تسبب الان في معظم بلدان العالم جفافا متراوح الشده وفيضانات , ولكن هذا الجفاف يختلف من زاوية شدته ومداه الزمني عن موجات الجفاف التقليديه العسيره المعروفه بدورات الجفاف السباعي والتي تعرض لها القرن الافريقي بالفعل في بداية السبعينات لمدة عامين , والتي اودت بالفعل بحياة 200 الف اثيوبي , وتعرض لها في الثمانينات لمدة السبع سنوات وقتلت مليون اثيوبي , والتي تأثرت بها بلادنا بشده ولم يحمنا من ويلاتها الا مخزون بحيرة ناصر التي كادت ان تجف مع مطلع التسعينات بعد ان استنزف مخزونها في مواجهة الكارثه .
لا جدال في ان الشعب الاثيوبي يتعرض مع شعوب شرق افريقيا كالصومال واريتريا وجيبوتي والسودان لآثار جفاف النينيو المترتبه علي ارتفاع حرارة مياه المحيط الهندي , ولكن اثيوبيا لا تعتبر اكثر هذه الدول تضررا مثل الصومال , ولكن ما تستند اليه محاولة وضعها هذا الوضع لا يتعدي زيادة اعداد المتضررين بحكم التفوق السكاني الاثيوبي مقارنة بهذه الدول , اضافة الي ذكريات جفاف الدوره السباعيه في 1984 , وذلك بهدف الاستفاده من هذا التضرر المحدود نسبيا عن تضرر الصومال مثلا والمحدود بما لا يقاس عن تأثي جفاف الثمانينات , في توفير مظله خادعه يمكن ان تساهم في تمرير حجز مياه نهر النيل الازرق عن مجري النيل
ان المحاوله الاثيوبيه التضليليه الجديده تستند الي ابراز الجفاف السنوي التقليدي , وتقديمه مع اعلام عالم الراسماليه المتواطئ علي انه جفاف مشابه للجفاف السباعي , والمعروف ان موسم الامطار الاثيوبيه لا يمتد علي مدار العام , وان نهر النيل الازرق باعتباره الآباي الكبير او النهر العظيم , ومعه كل الانهار الاثيوبيه لا تجري مياهه الا من يونيو الي ديسمبر.
و يعتمد التضليل هنا علي انخفاض فعلي في مناسيب هذه الانهار خلال هذا العام عن مناسيب الاعوام السابقه بل علي توقف مياه بعضها عن الجريان كنهر شمبيلي المتوجه الي الصومال والذي جف بالفعل.
مع ان هذا النقص في المناسيب , مترتب علي عنصر طارئ مجسد في تعريض مياه الانهارالاثيوبيه الي نهب مياه مسعور من جانب الشركات العالميه , التي اجرت واشترت ما يعادل اكثر من 10 مليون فدان من الاراضي الزراعيه والاراضي القابله للزراعه , والتي تحيط بهذه الانهار , وهي الجريمه التي ينوي الحكم الاثيوبي التوسع فيها لدرجة تقديم 100 مليون فدان خلال اقل عدد ممكن من السنوات للتأجير والبيع من اجل زراعة الوقود الحيوي والمحاصيل المستنزفه للمياه بل , وحتي البيع المباشر للمياه المنهوبه من الفلاحين الاثيوبيين الفقراء او المسروقه من المصريين بعد استكمال سد العار , كما يجري الحديث عن توجهه الان لبيع السعوديه عدة مليارات عبر انابيب تعبر من ميناء نور بجيبوتي الي نجران , في مشروع استهر بانه مشروع النور , بالاضافه الي البيع لجيبوتي ذاتها بالفعل منذ عدة شهور.
ان النظام الاثيوبي يحاول احاطة افتتاح سد النهضه في اكتوبر القادم وقبله احاطة استكماله الفعلي في يونيو , بهذه الشوشره والتضليل من اجل ابتزاز المصريين واضعاف غضبهم , وهو الامر الذي يشارك فيه حكم السيسي , الذي هبطت وتيرة حكاويه واكاذيبه عن سد النهضه مع ما يقدمه هذا الكذب الاثيوبي من حمايه له من تصاعد غضب الشعب , فليس من قبيل الصدفه ان حكم الجنرال كان من اوائل الدول التي بادرت بالتبرع للاثيوبيين الذين يتعرضون بالفعل لنقص مياههم المعهوده , بسبب اصلي لا يتوقف عند الجفاف المحدود بل باستثمار العصابه المافياويه الحاكمه هناك في ارواح الفقراء , وباعت المياه واجرت وباعت اراضي استنزفت ما تبقي في الانهار.
ان هذه المظله المخادعه توفر لحكم السيسي في نفس اللحظه ,اجواء تسمح له بمصارحة الشعب بخطورة الكارثه وابعادها ولكن مع نسب اضرارها الي الجفاف لا الي جريمة حكام اديس ابابا , باعتبار ان هذه المصارحه باتت شديدة الالحاح بالنسبه لحكم قرر التفريط في نهر البلاد الوحيد بما تشكله من مقدمه منطقيه تبرر اجراءات تمرير الكارثه علي المصريين , والتي لن تتوقف عند الرفع المبالغ فيه الي ابعد الحدود لفواتير استهلاك المياه , بل ستشمل مياه ري الزراعه المصريه في الاراضي القديمه في وادي النيل باعتبار ان الزراعه تستهلك 85 % من الاستهلاك السنوي للمياه , وهوشمول لن تتوقف ابعاده الا علي المتبقي من مباه في بحيرة ناصر , مع توقف مياه نهر النيل الازرق ومع طمع حكم البشير الطارئ بالحاح في مياه نهر النيل الابيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا: حسابات روسيا في خاركيف؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يُبعد شويغو من وزارة الدفاع.. تأكيد للفتور بين الحليفي




.. كيف باتت رفح عقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية؟


.. النازحون من رفح يشكون من انعدام المواصلات أو الارتفاع الكبير




.. معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية ترجح أن يحيى السنوار