الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يمكن القضاء على داعش واردوغان بالسلطة

سمير يوسف

2016 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


مايكل روبن / ترجمة سمير يوسف/تجمع سومريون


الرئيس التركي الاستبدادي ، رجب طيب أردوغان ، هو في واشنطن للمشاركة في مؤتمر حول الاستراتيجيات لهزيمة جماعة الدولة الإسلامية ( ISIS ) . هذا مثل دعوة الزعيم الاعلى الايراني علي خامنئي لحضور مؤتمر لمكافحة معاداة السامية .
ببساطة ، تكمن أردوغان من تحويل تركيا إلى " باكستان البحر المتوسط. و قد تقبل الدبلوماسيين سابقاالافتراض ان اردوغان يرغب بمكافحة التطرف العنيف، ولكن بعد سنوات من الإنكار ، يتفق الجميع الان ان تركيا تقف بوجه هذه الجهود بدلا من ان تقدم العون لها.
انها ليست مجرد مسألة الجهاديين من أكثر من 100 دولة تمر عبر تركيا ، في كثير من الأحيان ومن دون مضايقة ، و ذلك للانضمام لداعش . كما ان قيام اردوغان باللقاء اللوم على صعوبة سيطرة الحدود انكشفت عندما تمكن عدد من الصحفيين نصوير كيف ان الاستخبارات التركية هي التي تقوم بمساعدة داعش وتزويدها بالمعدات.
ونجد قيام تركيا بمنح تاشيرات دخوا , والغاء الحاجة للتاشيرة لمواطني تلك الدول التي ترسل الارهابيين الراغبين بالانضمام لصفوف داعش . واذا فرضت تاشيرة الفيزا على الذين تقل اعمارهم عن الاربعين فان تدفق الارهابيين الى سوريا سوف يقل كثيرا.
المعضلة الاساسية التي نواجهها مع اردوغان حقيقة انه لا يعتقد بوجود تطرف سني. وظل متمسكا بهذا الاعتقاد حتى بعد ان احتجز الارهابيون 49 دبلوماسين تركيا اضافة لعدد من سائقي الشاحنات في الموصل. في تلك الحادثة رفض اردوغان اطلاق تسمية ارهابيين على هؤلاء المحتجزين.
وقد دافع أردوغان عن دعوته للرئيس السوداني عمر حسن البشير لزيارة تركيا ، على الرغم من اتهامات الإبادة الجماعية التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية . "لا يمكن لمسلم أن أبدا ارتكاب الإبادة الجماعية "، وأوضح ، مضيفا انه يفضل لقاء البشير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
بعد فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية في يناير 2006، قامت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي و حتى الدول العربية المعتدلة على حث حماس يالاعتراف باتفاقيات اسلو والالتزامات الفلسطينية المترتبة على ذلك ، وهي التخلي عن التشدد والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود . رفضت حماس ذلك ووجدت صديقا لها في تركيا
كسر أردوغان الإجماع الدولي من خلال دعوة خالد مشعل ، الزعيم الراديكالي للحركة ،لالقاء خطاب امام حزب العدالة والتنمية ، حيث تلقى استقبال الابطال . وفي أعقاب تفجير الأسبوع الماضي في قلب منطقة التسوق في اسطنبول ، وعبر نائب عن حزب العدالة والتنمية عن أسفه لعدم سقوط المزيد من الإسرائيليين بين قتيل وجريح.
وتزداد الأمور سوءا . ففي بلاد المغرب الإسلامي تمكن تنظيم القاعدة من السيطرة على شمال مالي ، مما عجل التدخل الفرنسي للقضاء على هذه المجموعة. ما يثر الامر غرابة ان اعلن السفير التركي أحمد كافاز، وهو الذي عينه أردوغان ، " أن تنظيم القاعدة مختلف تماما عن الإرهاب" و " كلمة الارهاب هو اختراع الفرنسي . ليس من عمل المسلمين " .

وان رفض أردوغان الاعتراف أن السنة الذين يبررون العنف من خلال الدين يزيدون من تعرض تركيا نفسها لهجمات ، وكذلك يقلل من جهودها لمكافحة الإرهاب على نطاق أوسع.
عندما هاجم انتحاريون مسيرة السلام في العاصمة أنقرة في أكتوبر عام 2015،قام أردوغان بفرض حظر فوري على التحقيقات. وقد يكون احد اسباب ذلك يعود الى محاولة التستر على حقيقة ان أن عوائل الانتحاريين " قد سبق لها ان ابلغت قوات الأمن أن أبناءهم قد دربت في سوريا مع داعش و طلبت منهم إلقاء القبض عليهم . الا ان الشرطة التركية رفضت. ولكن. في الواقع ، قامت الشرطة التركية باطلاق سراح احد الانتحاريين بعد القاء القبض عليه عابرا للحدودو السورية التركية بحجة المحافظة على "حقوقه الدستورية."

والمفارقة هنا ، بالطبع ،أن أردوغان قام باستغلال موقعه الاداري في الدولة لتسمية الأكراد ، والمدافعين عن البيئة، والأكاديميين والصحفيين و أعضاء الحركة الإسلامية المعتدلة لفتح الله غولن على أنهم إرهابيون دون تقديم اي دليل أو اجراء محاكمة عادلة . و في الوقت نفسه تقوم اجهزته الامنية باعتقال وطوال الوقت وبتقديم تهم مزيفة وبدون ادلة صحيحة قانونا ، كل الذين يعتروض على سياسته من المعارضة المعتدلة أو الذين انتقدوا تزايد الفساد في دائرته الداخلية .
التحية والتقدير للرئيس باراك أوباما لرفضه لقاء أردوغان هذه المرة ، وخاصة بعد أن ايده في السابق ...فالحقائق تتكلم. . لا تزال مشكلة ، على الرغم من أن الاعراف الدبلوماسية السائدة. ان اعتبار أردوغان جزءا من الحل وليس من المشكلة الأساسية هو أقرب إلى القول أن الغربال هو في الواقع وعاء زجاجي ثم نتساءل لماذا لا يحافظ على الماء الذي في داخله.

مايكل روبن هو باحث مقيم في معهد أميركان إنتربرايز . وهو مسؤول سابق عن تركيا وايران في البنتاغون و تعتبرالدبلوماسية احدى مجالات اهتماماته الرئيسية. وهو يقدم الدروس والتجارب الضرورية لكبار الضباط قبل التحاقهم بوظائفهم في الشرق الأوسط و أفغانستان . و قام بالتدريس على متن حاملات الطائرات الامريكية في دورات بخصوص إيران ، عنف المتشددين و السياسة العربية . وقد عاش روبن في مرحلة ما بعد الثورة في كل من إيران واليمن و كذلك العراق قبل و بعد الحرب العالمية الثانية و قضى وقتا مع طالبان قبل 11/9 . آخر كتاب له : الرقص مع الشيطان : مخاطر إشراك الأنظمة المارقة ، ويناقش هذا الكتاب نصف قرن من الدبلوماسية الأمريكية مع الأنظمة المارقة و الجماعات المسلحة .

ترجمة سمير يوسف/تجمع سومريون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Keep the Militias Out of Mosul
غريب بصري ( 2016 / 4 / 8 - 06:25 )
بمجرد استعادة السيطرة على الموصل، سيكون علينا العمل على كيفية توزيع مسؤولية الحك وتوفير الخدمات لهذه المحافظة الشاسعة، وينبغي الترحيب بعودة مختلف الجماعات العرقية والدينية من المنفى في تركيا وسوريا وكردستان العراق الى محافظتهم تحت مراقبة حكومة محلية شاملة.
This conflict also widened the gap between people living in those newly liberated areas and the government in Baghdad. The government not only failed to prevent those atrocities, but it was also unable to contain the scale of damage´-or-bring the militias to justice. Families displaced by sectarian militias are still wondering if they will be compensated for the destruction of their property and the loss of civilian lives and economic resources. If those areas, with their majority Sunni populations, are going to remain impervious to the Islamic State’s offensives in the future, they will need to recover economically. That will require Baghdad’s assistance.


2 - the new york times
غريب بصري ( 2016 / 4 / 8 - 06:28 )
وسيكون البديل هو في البناء على زخم الرمادي، إن الكفاح من أجل الموصل صعباً حتماً، ولك يمكننا النجاح، وبالطبع، نحن بحاجة إلى الالتزام السياسي والمساعدات العسكرية المحدودة من المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولكن من المهم أن نعبئ القوى السنية المحلية والعشائرية كما فعلنا في الرمادي، وعلى القوات الكردية المتمركزة إلى الشرق والشمال والغرب من المدينة دعم العملية أيضا والمساعدة في تأمين تلك المناطق.
The operation to retake Ramadi was different because the people and tribes of Anbar cooperated with the local government. They guarded their families and property, and identified and captured terrorists attempting to escape. They held on to and controlled liberated towns and villages. They helped -restore- basic services for returning families. In the vast province, which borders Syria, Jordan and Saudi Arabia, and stretches over almost a third of Iraq, the Sunni tribes and local people are now the key to long-term stability.


3 - واشنطن بوست ما حكيت
عايش أبو رغد ( 2016 / 4 / 8 - 06:55 )
زين صحيفة واشنطن بوست ما حكيت شي مثل نيويورك تايمز يا غريب ؟؟
يا اخي حسستني اني أتابع برنامج مراءة الصحافة
ههههههه

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا