الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة .. لرسم نهج سليم للتعامل مع المكونات الكوردستانية

صبحي خدر حجو

2005 / 11 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اثار نشر خبر عن مرشحي الايزيدية للبرلمان العراقي في جريدة هوال الكوردية ، ضجة كبيرة في الشارع الايزيدي وعدم رضا واستياءاَ بالغين ، سواء بسبب قلة عدد المرشحين او تسلسلهم غيرالضامن لنجاحهم. مما استدعت هذه القضية كتابة المقالات والتعليقات العديدة ، والتحرك السريع من بعض الشخصيات الايزيدية ومنهم السيدين ميرزا الدنايي وسفو قوال سليمان ، من اجل ايجاد معالجة متأخرة في الساعات الاخيرة من الوقت الضائع كما يقال . وهي ليست المرة الاولى التي يعلو فيها صوت الايزيدية واحتجاجاتهم وباشكال عديدة منذ مؤتمر المعارضة العراقية في لندن قبل اسقاط النظام الدكتاتوري . واذا ما لاحظنا ان هذه الاحتجاجات والمطالبات والدعوات موجهةجميعها الى الاطراف الكوردستانية وقياداتها وادارتيها فقط ، ولم توجه للجانب العراقي اوالحكومة المركزية في بغداد. والسبب في هذا الامر معروف ، اذ ان الاطراف الكوردستانية وقياداتها اعتبرت ان الايزيدية هم جزء من الشعب الكوردستاني ، وكانت تحركاتها ومطالبتها بضم المناطق الايزيدية التي مازالت معلقة اداريا مع ادارة محافظةنينوى ( اقضية سنجار والشيخان وتلكيف ، ومناطق بعشيقة وبحزاني ) مستمرة وهذه القضية تتجسد برمتها في المادة 58 من قانون ادارة الدولة العراقية التي تطالب القيادةالكوردية بتطبيقها حرفيا . والاغلبية من الايزيدية ايضا اقتنعت بهذه الفكرة وعملت من اجلها خاصة المنتمين والمتعاطفين مع الحزبين الكورديين الكبيرين . والمتتبع لهذه الاحتجاجات والمطالبات والمذكرات و...الخ يلاحظ انها كانت تحدث في كل المناسبات السياسية التي مرت على البلد من انتخابات او استفتاءات اوتشكيل مجلس الحكم او تشكيل وزارة او تشخيص اعضاء مقترحين للبرلمان . ويمكن للمرء ان يجزم من ان مسار هذه القضية يوضح بصورة جلية ان القيادة الكوردستانية رغم احترام الايزيديين لها ، ورغم ما قدمه الايزيديون من تضحيات وقرابين ومساهماتهم المتنوعة في الحركة الكوردية بكل مأسيها ، الاّ انها ( القيادة الكوردستانية ) واحزابها واداراتها مازالت لا تمتلك النهج الواضح والمستقيم الذي يؤمّن ويطمن الحقوق الاساسية ومن جميع الجوانب للمكونات الكوردستانية خاصة الاقلية منها ، وهي مازالت لم تستوعب تماما الخصوصيات التي لدى هذه المكونات، ومن ان هذه ( الخصوصيات ) ما زالت لها المكانة الكبرى والاولى لديها. واذا ما لجأ المرء لحسن النية يمكن القول ، ربما بسبب انشغال القيادةالكوردستانية بالاحداث الكبرى التي تمر على الوطن العراقي وكوردستان منذ سقوط الصنم وحتى الان ، قد جعلتها ان تضع هذه القضايا على اهميتها في مجال الاهتمامات الثانوية ، وتركتها للقيادات المحلية التي ربما تكون نظرتها قاصرة في هذا المجال وهي لا تفرق او تهتم بالخصوصية الدينية او الاجتماعية لهذه المجموعة او تلك ، خاصة وبحكم التوسع الافقي الكبيرلتنظيمات الحزبين الكبيرين وطبيعة الصراع والنهج الخاطئ في ضمان اعدادا واسعة من المؤيدين ، ومحاولة كل منهما تسجيل نجاحات مضمونة على حساب الاخر ، مما اضطرهما لللجوء للكسب السريع وعلى حساب النوعية الجيدة . فقد اغرقت تنظيمات الطرفين بكل من هب ودب وفي مقدمتهم الكثير من اعضاء حزب البعث ومسؤولي الجحوش وامراء سرايا مخابرات النظام السابق . ولسنا بصدد الدخول في تفاصيل هذه القضية ، ولكن المعروف ان لهؤلاء الداخلين الجدد امكانيات واسعة مالية او اجتماعية اوتأثيرات شتى تمكنهم من بلوغ الكثير من الاهداف التي تتناقض مع مصالح الجماهير وعلى حسابها . ولن تهتم هذه القوى باية خصوصية للمكونات الاقلية ، بل عكس ذلك ستصوراي حركة اومطالبة من الجماهير لحق من حقوقها المشروعة على انها" مؤامرة ضد الحزب والثورة وكوردستان" !!
وبصراحة فإن هذا الغياب للنهج الواضح ، قد ادى في كل المرات الى نسيان ضمان حق الايزيديين في الحالات التي كانت تتطلب ان يتم تذكرهم ، ويضطر الايزيديون في كل مرة من هذه المرات وعلى كثرتها الى رفع ا صواتهم الى ان تبح مما ادت هذه الحالة الى انعدام الثقة لدى شريحة واسعة من الايزيديين بكل ما يصدر عن القيادة الكوردستانية من مديح واطناب بحق الايزيديين ويعتبرونه ليس الاّ من قبيل المجاملة ولا يتطابق مع الوقائع على الارض . وادى ويؤدي في نفس الوقت الى اعادة التفكير بجدوى ارتباط مناطق الايزيدية باقليم كوردستان ، خاصة عندما يقترن النهج الضبابي هذا بالكثير من التصرفات والاجراءات من الادارات المحلية التي لا تبعث على الارتياح لدى اغلبية كبيرة من الايزيدية ، اضافة الى الشعور بالاهمال والتفرقة في توزيع مشاريع التنمية والبناء .

اننا جميعا نعلم ان القيادات الكوردستانية والادارة تواجه الكثير من المصاعب والمشاكل والمسؤوليات الكبيرة والمتنوعة ، وقد يؤدي هذا الى اهمال او نسيان في جانب من الجوانب وهو امر طبيعي جدا ، ولكن ان يصيبها النسيان ولمرات كثيرة ولشريحة هامة وما زالت تعتبرها في تصريحاتها بانها الاصل في الكوردايتي ، فهذا امر غريب ولا يمكن التسليم به .

ان تجربة الاتحاد السوفياتي السابق وبقية البلدان علمتنا ان احدى اهم الاسباب التي ساهمت في تقويضه كانت بسبب منعه واهماله لان يتمتع السكان والمكونات القومية والدينية الصغيرة بكامل حقوقها وحرمانها من ممارسة تلك الحقوق والخصوصيات . الى جانب عدم اتباع الآلية الصحيحة لتمثيلهم تمثيلا حقيقيا في المجالس والمؤسسات والدوائر الرسمية .

ان من الاهمية بمكان من اجل ترصين وضع كوردستان ومن جميع الجوانب ، ولاجل سد كل ما يؤدي الى فتح ثغرة في البناء القويم للوضع الكوردستاني ، ينبغي العمل وبجدية من اجل رسم نهج قويم وثابت يؤسس لمنح كامل الحقوق لجميع المكونات ووضع الضمانات والاليات الناجحة وضمان مساهمتهم في وضع هذه الاليات واختيارها ، وتجنب ما هو قائم وما يمارس الان في فرض آلية واحدة تستند للتحزب في اختيار الشخصيات لتولي المسؤوليات عن هذه الاقلية او تلك . اضافة الى منحهم الثقة والنظراليهم على انهم فعلا جزء من شعب كوردستان وليسوا طارئين عليه .عند تكليفهم بالمهام الوظيفيةاوالتشريعة او المناصب العليا التي ينبغي ان يتولونها اسوة بذوي الكفاءات الاخرين .

ويلجأ البعض من المسؤولين الى محاولة اقناعنا بمقولة حق يراد بها باطل ، عند توزيع المناصب والمسؤوليات ، اذ يدعّون ان المهم الشخص الذي يتولى هذه المسؤولية هو كوردي . مضيفين ، لهذا فهو يمثلنا جميعا ! جعفر امينكي في مقابلة مع فضائية ( كي تي في ) والسيد فريق فاروق مسؤول فرع الشيخان في البالتالك الجمعة الماضية . نعم هذه المقولة كانت ستصح عندما كانت مسيرة الديمقراطية في كوردستان قد قطعت شوطا بعيدا جدا وقد ذابت الفروقات في التعامل بين الاقليات والاثنيات ، وتحققت العدالة في الاختيار الاصلح للمسؤوليات وغيرها من الشروط المرتبطة بتحقق الديمقراطية ، فعلا لكنا نعتبر في هذه الحالة ايٍ كان في موقع المسؤولية هو ممثلنا بغض النظر عن جنسه او دينه او اعتقاده . ولكننا ما زلنا بعيدين عن تلك المرحلة باشواط كثيرة ، اذ ربما قد تخطينا بعض الشيئ ، اومازلنا في مرحلة ( حارة كلمن ايدو ألو ) .

ومن غير الصائب ابدا الاستهانة باي من المكونات في كوردستان ، والنظر بعين الاستصغار لها مهما كان عددها . ومن الضروري جدا ايضا اخذ تجارب الشعوب الاخرى بالاعتبار والاستفادة منها ، ولن يكون كسب اي مكون من هذه المكونات الاّ عن طريق واحد وحيد الا وهو ضمان حقوقهم وجعلهم جزءا فعالا في المجتمع ، ووضع الضمانات الدستورية والقانونية للحفاظ على هذا المكون وعدم تذويبه .

ان نجاح الايزيدية في كسب هذه الضمانات لن يكون حتما بالاعتماد على القيادات الكوردستانية او احزابها فقط . وانما عليها ان تنظم نفسها ، وتعمل على توفير ما هو ضروري لوحدة شرائح المجتمع ، والاتيان بقيادات شابة ومثقفة ولكن مضمونة وثابتة في دفاعها عن حقوقها ، والتأثير الايجابي في العناصر المؤيدة للاحزاب الكوردستانية لكي تلعب دورا ايجابيا في هذا المجال . كما لا يمكن نسيان اهمية التعاون والتنسيق الفعال مع المكونات الاقلية الاخرى في جميع المجالات التي تساهم في ضمان كامل حقوقهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: قتلى فلسطينيين في عميلة للجيش الإسرائيلي بقرب


.. غزة: استئناف المحادثات في مصر للتوصل إلى الهدنة بين إسرائيل




.. -فوضى صحية-.. ناشط كويتي يوثق سوء الأحوال داخل مستشفى شهداء


.. صعوبات تواجه قطاع البناء والتشييد في تل أبيب بعد وقف تركيا ا




.. قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين