الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعر التلقائي والابتعاد عن الرقيب الاجتماعي في رؤية الشاعرة احلام الجبوري ..

وجدان عبدالعزيز

2016 / 4 / 4
الادب والفن


قالت احلام الجبوري:

كانتْ
في يدِ اللهِ طينة ً
أودعها الأسرارَ
الحبَّ والإصرارَ
وشوقاً لا يهدأ
زادَ منهُ
أمعن الإكثارَ
حتى غدتْ طينة ً
تقطرُ عطراً
تنضحُ عشقاً
لذلك التمثال
صوّرها فأحسنَ التصوير
جمّلها وزادها تكرير
الفارق بينها وبين غيرها
كبيرٌ كبيرٌ كبير
قدرُها الأسى
قدرها الأنين
وصبرٌ لا ينتهي
ينبجسُ من ذلكَ الطّين
كمْ مِن قلبٍ
على شواطئها انفطَرْ
وعادتْ خائبة ً
تلكَ السُّفن
ومارستْ سفينتُها
إلاّ على أقاصيك
انظرْ إلى قاربِ الحزن ِ
ينسابُ بعيداً
تحتَ النُّجومِ
على خدّها يدُها اتّكأتْ
النوارسُ نحو الغربِ ارتحلتْ
وغدا تُراباً
ذلك الطين
أحلام الجبوري

التحليل :

ان الشاعرة احلام الجبوري تخترق القاعدة الاجتماعية المحاطة بفروض قسرية ، لتخلق جمال البوح والتعبير عن الحب بكل طلاقة جمالية ، منطلقة من مساحات العفوية التي تتمركز في نفسها ، وتكسر الحواجز المفروضة ، ولا تقول هذا الا حينما تختلي مع الحرف وتداعب الكلمة بعيدا عن الرقيب الاجتماعي تقول :

(كانتْ
في يدِ اللهِ طينة ً
أودعها الأسرارَ
الحبَّ والإصرارَ
وشوقاً لا يهدأ
زادَ منهُ
أمعن الإكثارَ
حتى غدتْ طينة ً
تقطرُ عطراً
تنضحُ عشقاً
لذلك التمثال)

لاشك ان الله خلق الانسان ابتداءا من طين ، ثم نفخ فيه الروح ، فدبت الحياة باوصاله ، واذا بهذا الخليط من الطين والروح ممزوج بجمال المشاعر والمحبة ، ثم ان الله وضع الميل فيه للاخر ، قال تعالى : (وخلقنا من كل زوجين اثنين) ، ثم قال الله تعالى : (وخلقنا لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة) ، من هذا السياق الالهي نشأت علاقة الحب ، وهكذا اصبحت هذه العلاقة مقدسة ، تتألق بالصدق الذي يغترف روح التعلق بالاخر ليتحول الى مودة ورحمة نورانية جميلة تجتاح الاعماق وتناغي المشاعر وتداعب احاسيس الانسان وتجعله متعلقا بالحياة .. هذه رؤية الشاعرة احلام الجبوري في الحياة وعلاقات الحب منطلقة من لغة شفافة تلقائية (ولما كانت اللغة فعلاً يتوازى مع حركية الحياة الإنسانية، فيمارس الإنسان فعله في اللغة، فإن اللغة بوجودها الحي، هي "فعل يحيل إلى الواقع، ويعرف بكونه يمارس على أرضه"، لذا، يمكن أن تصبح اللغة مشاعاً إنسانياً كبيراً وواسعاً في آنٍ، لاحتمالات التغيير التي تحدث في طريقة القول والتركيب، والانبعاث والتجدد، والانطلاق من حيويتها، لتجاوز أي فعل مكرر، أو مسعى مبتذل، أو نمط سائد معزول عن القيم المتغيرة والمتجددة في الحياة. ولعل هذا ما يجعل كثيراً من الأفعال تبدو وكأنها "فعل مشوه، لا تسمح ممارسته أن يكون ذا فعالية تذكر، قياساً بالأفعال المتكاملة التي تتعلق بالإنسان والتي هي
ذات مساس مباشر بهيئته التي يوصف بها تحركه"(2).
وهكذا بدأت المحاولات الجادة لتجاوز النمطية السائدة لا في كتابة الشعر، وحسب، ولكن في استخدامات اللغة نفسها، باعتبارها أداة ووسيلة لكل العناصر المكونة للنص الأدبي. ولربما نتلمس تلك الجدية في محاولات وممارسات الشعراء المهجريين والتي بدت في كتابة الشعر بصفة عامة، ومنه الشعر المنثور.) ، وانا كمتلقي متابع لما ينشر في النت ولاسيما ما يكتبه زملائي في موقع الفيس بوك فانه نثرا يلبس جلباب الشعر ، ليكون جمالية رائقة في التعبير عن خلجاتهم وبحثهم المستمر عن حقيقة الحياة والحب .. وكانت زميلتنا الشاعرة احلام الجبوري تضع رؤيتها الرائقة عن الحب والحياة بصورة تلقائية كما اسلفت ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م


.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 34.5 مليون جنيه إيرادات


.. … • مونت كارلو الدولية / MCD جوائز مهرجان كان السينمائي 2024




.. … • مونت كارلو الدولية / MCD الفيلم السعودي -نورة- يفوز بتنو