الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان قصيرتان .. بقلم نبيل محمد سمارة

نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)

2016 / 4 / 5
الادب والفن


بقلم / نبيل محمد سمارة
فلسفة في الكلام
تسأل الشاب الذي تركته حبيبته بسبب خلاف فكري : لماذا احببت هذا المخلوقة المجنونة ؟ اجاب : لأنني مجنون..
ثم استدرك : اهذا معقول ؟ وانا العاقل الذي شهد الجميع لعبقريتي , حين سألني احدهم
وكنت صبياً عن الفرق بين الكرسي والطشت .
يومها تسائل الجميع محملقين في السائل باندهاش : ولكن ما الصلة بيت هذين النقيضين ؟ كان الذي طرح السؤال :
يلوذ بالصمت مبتسما .
فلت للحضور وانا لا افقه معنى ثرثرتي الواعية : لا عليكم . انني اتحداه , قالوا ضاحكين : هات ما عندك .
قلت : الطشت وسخ والكرسي نظيف .
قالوا : حسناً ... اكمل ...
قلت : لكن من يجلس في الطشت يغادر نظيفاً بالتأكيد . اما الكرسي فهو برغم نظافته فأنه سيتسخ اذا كان الجالس عليه وسخاً .
ضحك الجميع , واستحسنوا الجواب . وقال الذي طرح السؤال : - عجيب .. انني لم اكن اقصد هذا اطلاقاً . ولكن الجواب كان اذكى الف مرة من السؤال ! واختتم قوله : انك ذكي ايها الصبي . والان .. لماذا تركتني هذه المجنونة التي لا تعرف يقيناً الصلة بين الكلب الاسود والبيت الامريكي الابيض!

طيور
توقف الصبي امام مركز الشرطة . فسأل الحارس : ماذا تريد ؟ قال الصبي : سرقت حماماتي . دهش الحارس . قال : ماذا .. حمامات ؟ اجاب الصبي : اجل . زوجان من الحمام الزاجل . توقفت عينا الحارس على الصبي النحيل . وحاول ان يفهم الامر بشكل افضل , وكان يتأمل براءة الصبي ذي السنوات العشر . قال :ما الذي تعنيه بسرقة الحمامات ؟ اعني ان حماماتي سرقت , واريد الاخبار عن السرقة .
ابتسم الحارس وقال : تفضل . الغرفة المقابلة تماماً . اطرق الباب وادخل . قال المفوض للصبي بعد ان سمع شكواه : من الذي سرق حماماتك ؟ اعني : هل تشك بأحد . هل هددك احد بسرقتها مثلا ؟ وجم الصبي لحظات ؟ انها حمامات وديعة جداً ، ذات لون حليبي ، اذا سقطت اشعة الشمس عليها تحول لون الاجنحة الى لون قرمزي فلا اصدق كيف يحدث هذا ؟ لكن اين حماماتي الان ؟ تركت لها صباح اليوم كوزاً من الماء كالعادة ، ونثرت الارضية بحفنة كبيرة من الحبوب , ثم ذهبت الى المدرسة . قال المفوض : ثم عدت ولم تجدها . اليس كذلك ؟ قال الصبي : تماما ، ولم يكن هناك ما يدل على كسر في القفص . قال مفوض الشرطة : واين موقع هذا القفص ؟ قال الصبي : على السطح طبعاً , فالطيور تعشق الاماكن المرتفعة دائماً , فهي تشعر بالحرية . دهش المفوض : واذا وضعتها في الطبقة الارضية . قال الصبي : انها تختنق . قال المفوض : وانت .. اين تنام ؟ اجاب الصبي : في الغرفة طبعاً ، في الطبقة الارضية ، واين تريدني ان انام ؟ قال المفوض مداعباً : ولماذا لا يكون على السطح ايضاً . الا يحق لك ان تنام مثل الحمام ؟ شعر الصبي بالحرج لكنه قال : وماذا عن حماماتي ؟ اجاب المفوض مبتسماً : عد لنا غداً ، وسيكون لنا شأن مع حماماتك . عاد الصبي الى البيت . وفكر في الحديث الذي دار مع المفوض بشأن النوم على السطح . وقال : قد يكون محقاً ، ثم ان الجو ليس بارداً جداً ، عندما نام على السطح , شعر ببرودة منعشة وزارته احلام كالورد . ومع الفجر التقطت عيناه صورة زوجين من الحمام الزاجل يرفرفان في الفضاء على ارتفاع منخفض , ثم يحطان بالقرب منه , وكانت اجنحتها تتوهج بلونين اخاذين , اسرين . فهتف بلا صوت غير مصدق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية