الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله في عون العراق

تقي الوزان

2005 / 11 / 23
حقوق الانسان


يقول بعض الاخوة من دعاة قائمة "الائتلاف" سواء بكتاباتهم أوتصريحاتهم أن الامريكان ضخموا وهولو من شأن سجن ملجأ الجادرية . وجعلوا منه فضيحة يستندون عليها في محاربة الحكومة العراقية التي تقودها قائمة "الائتلاف" لغرض إسقاطها , ووضع العراقيل أمام قائمة الائتلاف وتشويه سمعتها ونحن على أبواب الانتخابات الثانية .
الكل يعرف الادارات الامريكية المتعاقبة الديمقراطية منها أو الجمهورية , بأنهم يمثلون مصالح أعتى رأسمال عالمي . ويستخدمون كل الوسائل الشريفة وغير الشريفة لتحقيق هذه المصلحة . فلا وجود للاخلاق عندهم . ومثلما يستخدم بعض الاسلاميين " الحيل الشرعية " للالتفاف على تعاليم الاسلام الحنيف , ومن بينها عدم تعذيب الاسير والسجين . يستخدم الامريكان كل الوسائل للالتفاف على الاتفاقيات التي وقعوها مع المؤسسات الدولية مثل " حقوق الانسان" وغيرها .ولذا نجد الاحتجاجات والمظاهرات ترافق إجتماعات ونشاطات الرئيس الامريكي أينما حل وفي أي بلد يذهب اليه . خاصة النشاطات المتعلقة بالعولمة , والتي تهدف لسلب وإقتسام العالم في أغلب جوانبها .

المشكلة ليست بما يقوله الامريكان , بل بالواقعة الفضيحة نفسها . فهل لا يوجد السجن , والسجانين , والمسجونين ؟! وآثار التعذيب , والكلام عن "الدريل" والمنشار الكهربائي , والاهم الادارة السياسية لهذه الممارسة , وذهنية البطش والانتقام .
يقول المسؤولون عن هذه الفضيحة , وتحديداً وزير الداخلية : أن مجموع الذين عذبوا لايتجاوز عددهم سبعة عشر شخص . ويسأل مستغرباً : فعلام هذا الصخب ؟! .. عندما سؤل طارق عزيز عن مصير الستمائة أسير كويتي من قبل لجنة متابعة الاسرى المشكلة من قبل هيئة الامم المتحدة . هز يده وسأل مستغرباً أيضاً : ست ميه شنو ؟! إحنه راحو من عدنه ست الاف وما حجينه . والمثير أكثر للقلق أن السجناء لا تعرف بهم أية جهه قضائية , ولا المسؤولين الكبار في الدولة . بما فيهم رئيس الوزراء الذي أمر بتشكيل لجنة لمعرفة ملابسات القضية , وتخليص ذمته منها . ويقولون أيضاً أن هؤلاء المساجين من المجرمين والقتلة وبقايا النظام المقبور الذين يقومون بأعمال التمرد وقتل الابرياء . وليكن هذا صحيحاً . فعلام لاتعرف الجهات القضائية , ومسؤولي الدولة الكبار ؟ وما ضرورة التعذيب بهذه الوحشية ما دام الوزير يقول أن لديه الادلة الدامغة بأدانتهم . ويضيف قائلاً : أنه أصدر الاوامر ل"ضباطه" كما يسميهم – وليس ضباط وزارة الداخلية – بعدم ضرب أي مواطن . اذاً من الذي فعل هذه الافعال المشينة , والتي لا يفعلها الا السقطة من ذئاب الامن العامة والمخابرات البعثية وفدائي صدام .
في أتعس تبرير لبعض دعاة قائمة "الائتلاف" :أن الذين يشرفون على هذا المعتقل السري هم من ضباط النظام السابق . الذين جاء بهم أياد علاوي , وأعادهم للخدمة . ونحن نعرف أن "التطهيرات" التي قامت بها قائمة " الائتلاف" للوزارات شملت ليس المدراء العامين والموظفين فقط . بل حتى " الجايجية" . فكيف توجد مثل هذه المؤسسة السجنية الكبيرة ولم تعرف بها وزارة الداخلية التي استقتل " المجلس الاعلى" للحصول عليها أثناء تشكيل الوزارة , وتحاصصها ؟!
الامريكان رغم "سفالتهم" فقد إعترفوا وأدانوا التعذيب في سجن "أبو غريب" . وأن السجناء ايضاً من المجرمين والقتلة وأدوات البعث المقبور في سفك دماء أبنائنا . والذي كشف فضيحة التعذيب في أبي غريب هم الامريكان أنفسهم . والامريكان ايضاً من كشف فضيحة التعذيب في الجادرية . الامريكان حاكموا وأصدروا عقوباتهم بحق من إرتكب جرائم التعذيب رغم "سفالتهم" . السيد وزير داخليتنا لايزال يدافع عن " ضباطه " ومنتسبي أدارته في هذه الفضيحة .
أن مرارتنا وخيبتنا لم تأتي من سفالة الامريكان وممارسات وزير داخليتنا وضباطه . فهذه نعرفها جميعاً . بل من أعمدة قائمة "الائتلاف" وخصوصاً من عمل في مجالات" حقوق الانسان " . وما يلفت النظر إن شخصاً مثل الدكتور أكرم الحكيم الذي عمل أغلب سنوات غربته في منظمات حقوق الانسان , وعرف بدفاعه المستميت عن مظلومية الشعب العراقي . وكنا نقرأ مقالاته المسبوكة والمرصوفة بالدفاع عن كل المظلومين . كان هذا أيام البعث المقبور . وحتى في أيام وزارة علاوي , فقد نشر رساله بعث بها الى وزير حقوق الانسان السابق السيد بختيار أمين يطالبه فيها بالاستقالة احتجاجاً على التعذيب " الوحشي" الذي تعرض له سجناء " أبو غريب" . وقال له بالنص : "عار عليك البقاء في الوزارة " . ويذكره بأيام النضال التي جمعتهم سويه بالدفاع عن حقوق الانسان العراقي المظلوم .
بعد الانتخابات الاولى , ومجيئه كأحد أعمدة قائمة "الائتلاف" الى الجمعية الوطنية تغيرت الصورة بالكامل . حتى أسلوبه في الكتابة تغير . وبدل الرصانة والسبك الجيد , كتب مقالة هزيلة في الفترة الاخيرة يوضح فيها ويؤكد وجود صفقة مالية بين رئيس الجمهورية جلال الطلباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري من جهة , والمجرم برزان التكريتي من جهة اخرى . وأن مرض برزان كذبة . وبرزان هو الشخص المسؤول عن أغلب أموال النظام المقبور , ولا يجري صرف هذه الاموال من البنوك السويسريه الا لصاحب المال ذاته .
ما ينبغي قوله أن أبرز الاعمدة"الانسانية " لقائمة "الائتلاف " هو الدكتور أكرم الحكيم . ونترك مسألة عدم ادانته للتعذيب في الجادرية – حتى ولو لذر الرماد في الاعين – لأنها لا تأتي ضمن اهتماماته الان . ولكن لم يسلم منه حتى زميله الذي هو من أبرز الاعمدة في قائمة " الائتلاف" ورئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري , وأتهامه بهذا الشكل. ويقول البعض مبرراً هذا الهجوم : أن الدكتور الحكيم يسعى لان يكون هو المرشح لرئاسة الوزراء إن فازت قائمة "الائتلاف" في الانتخابات القادمة .
اذا كان الاداء بين أعمدة "الائتلاف" بهذا الشكل ؟! فما بالك بالاخرين ؟! ويصبح مفهوماً سلوكيات مليشيات أحزابها التي رفضت أن تحل نفسها . الله في عون العراق والعراقيين أن فازت هذه القائمة مرةً أخرى بالنسبة " الساحقة " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المتحدث باسم اليونيسف: أهل غزة صامدون وهناك روح لم أرها من ق


.. غرق عشرات المهاجرين بعد تحطم سفينتين قبالة إيطاليا




.. Good news from Thailand ?? ?? ?? ?? ?? ??


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في القدس للمطالبة بانتخابات جديدة




.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يشارك في احتجاجات أمام