الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افياء الاسدي : الشعر والحضور

وجدان عبدالعزيز

2016 / 4 / 5
الادب والفن


قالت : افياء امين الاسدي


قولوا لهُ
أن الربيعَ قد رحلْ حين رحلْ
قولوا لهُ
أن الفراشاتِ استظّلتْ
بالدموعِ
وبالمناديلِ العتيقةِ
بالسكونْ
أن التويجاتِ الجميلةَ انبرَت دونَ ندى
حين الهطولْ
أن النوارسَ لم تعُد بيضاءَ
أن العصافيرَ الرقيقة تيهّت اسرابها
أن الترانيمَ الملّونةَ انتفَتْ
من حيثُ كانتْ لن تكونْ
قولوا لهُ
ان احتضارَ القلبِ في صمت ٍ
يكونُ كما الأزلْ
يكونُ كما استحياءِ مرساة ٍ
عتيقةَ َ
لا تغوصُ في خجلْ
قولوا لهُ
أن الكواكبَ لم تزلْ
تقتاتُ من لونِ زُحلْ
أن التويجاتِ العنيدةَ
لم تُندَّ من مَحلْ
أن انتظارَ الحبَّ أمسى
كحكاياتٍ قديمةْ
دونَ أن يأتي البطلْ
ذلكَ الحبُّ المغطّى بالعسلْ
ذلكَ الوجدُ الملّظى بالطَللْ
ذلكَ الصبرُ المُحلّى بالأملْ
قولوا لهُ
أن اتّباعَ خرائطَ الكفّ غدا
دونَ أزَلْ
إن احتباسَ الشمس في مجرة ٍ
لن يجعلَ الأحجارَ ترنو للبللْ
قولي لهُ يا كلمتي
أنَ المساءَ قد أفلْ حين أفلْ
أن النجومَ هاجَرت موطنها
أن الغيومَ احتفَتْ بالصاعقاتِ بالجللْ
قولوا لهُ يا مُقلي
أن الدموعَ انبرَتْ دونَ خجلْ
في حينِ قلبي يصرخُ ، بل يهتفُ :
يا راحلينَ على عَجلْ
بلّغوهُ إن رأيتُمْ حُسنَهُ
أن الحبيبَ ينتظر دونَ فللْ ، دون مللْ ..دونَ كللْ


وقلت انا كقاريء :

حينما كنت اتابع الشاعرة النشطة افياء امين الاسدي اشعر بحيوية الشباب تتدفق في روحي ، كانت ذات اندفاع جميل مثمر يصب في رسم معالم مكانة اجتماعية ثقافية لها قبل المكانة الشعرية ، ثم بدأت تطرح نفسها قليلا ، قليلا .. لتقول للمتلقي انا موجودة حضورا وشعرا ، ولما كانت قصيدتها (قولوا له!) قد رُسمت امامي على لوحة الفيس بوك ، استنهضني الفضول لاداعب كلماتها بهدوء لاجد قبل كل شيء (ولما كانت اللغة فعلاً يتوازى مع حركية الحياة الإنسانية، فيمارس الإنسان فعله في اللغة، فإن اللغة بوجودها الحي، هي "فعل يحيل إلى الواقع، ويعرف بكونه يمارس على أرضه"، لذا، يمكن أن تصبح اللغة مشاعاً إنسانياً كبيراً وواسعاً في آنٍ، لاحتمالات التغيير التي تحدث في طريقة القول والتركيب، والانبعاث والتجدد، والانطلاق من حيويتها، لتجاوز أي فعل مكرر، أو مسعى مبتذل، أو نمط سائد معزول عن القيم المتغيرة والمتجددة في الحياة. ولعل هذا ما يجعل كثيراً من الأفعال تبدو وكأنها "فعل مشوه، لا تسمح ممارسته أن يكون ذا فعالية تذكر، قياساً بالأفعال المتكاملة التي تتعلق بالإنسان والتي هي
ذات مساس مباشر بهيئته التي يوصف بها تحركه"(2).
وهكذا بدأت المحاولات الجادة لتجاوز النمطية السائدة لا في كتابة الشعر، وحسب، ولكن في استخدامات اللغة نفسها، باعتبارها أداة ووسيلة لكل العناصر المكونة للنص الأدبي. ولربما نتلمس تلك الجدية في محاولات وممارسات الشعراء المهجريين والتي بدت في كتابة الشعر بصفة عامة، ومنه الشعر المنثور.) ، المهم وضعت هذا في الحسبان ، ثم بدأت اقرأ القصيدة ، وكانت ابتداءا من (قولوا له) الى (أن انتظارَ الحبَّ أمسى / كحكاياتٍ قديمةْ) ، هي متوالية افتراضية وهمية ، لاثبات صورة الحب والاحتياج للاخر كونه رمز ذلك الحب المغطّى بالعسلْ و ذلكَ الوجدُ الملّظى بالطَللْ و ذلكَ الصبرُ المُحلّى بالأملْ ، وهي مقارنة بين الحب الحقيقي وهو العسل وبين الحب المزيف المغطى بالعسل ، لكن الشاعرة الاسدي استدركت الحال ، بعلة امتلاكها الاداة الفارزة ، وحولت الصورة المزيفة الى صورة مقلوبة ، بحيث جعلت الحب صبر محلى بالامل اذن من هنا تبدأ صناعة الحياة ، من مبدأ الصبر ومبدأ انتظار الامل لتستمر وتيرة الحياة بالتصاعد في كشف المستور .. وجعل العبارات الشعرية تعبيرات مخلوطة بخلجات النفس وصدقها وحبها للجمال باعتبار الجمال صدق تهفو له النفوس النقية وتعاف كل ماهو زيف وكذب ، فكانت احتجاجات الشاعرة افياء الاسدي ، وعظية في العنونة (قولوا له!) ، تحمل شاعرية شفيفة في المتن .. وعذرا هذه قراءة سريعة ، لشاعرة فتية ، برعم جديد في شجرة الشعر العراقي الكبيرة جدا ، تحتاج لتعب كثير في القراءة والكتابة لتعلن عن نفسها اكثر واكثر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??


.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي




.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط