الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفعت السعيد...جه يكحلها عماها

طارق المهدوي

2016 / 4 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


رغم أن السياسي الثمانيني رفعت السعيد أمضى عمره كله منتحلاً لصفة المناضل الشيوعي إلا أنه خلال مقابلة أجرتها معه منذ يومين إحدى المحطات التليفزيونية الموالية لنظام الحكم المصري الحالي أطلق تصريحاً صادماً لجميع الشيوعيين، وذلك أثناء قيامه بمحاولة إنقاذ سمعة بعض رموز النظام المتورطين حتى آذانهم في عمليتي اختطاف واغتيال الشيوعي الإيطالي الشاب جوليو ريجيني فوق الأراضي المصرية، من خلال الادعاء بأن ريجيني كان ضابط مخابرات إيطالي مما يراه مبرراً لاختطافه واغتياله ضمن عمليات تصفية الحسابات المتبادلة بين أجهزة المخابرات وبعضها، إلا أن أكذوبة رفعت السعيد جعلته كمن ينطبق عليه المثل القائل باللهجة العامية المصرية "جه يكحلها عماها"، ليس فقط لأن كافة الشيوعيين في العالم لاسيما المصريين والإيطاليين منهم يعلمون جيداً أن الشهيد ريجيني كان عضواً مخلصاً للحزب الشيوعي الإيطالي، وأنه كان يمارس أبحاثه وعمله وأنشطته في مصر تحت إشراف المكتبين الإعلامي والخارجي المنبثقين عن اللجنة المركزية للحزب، ولكن أيضاً لأن جميع ضباط المخابرات في العالم لاسيما المصريين والإيطاليين منهم يعلمون جيداً قواعد كشف ستر ضابط المخابرات العامل داخل أي دولة مقر لصالح جهاز مخابرات دولته الأصلية، حيث تبدأ المرحلة الأولى من تلك القواعد بتسليم ملفه سراً إلى جهاز مخابرات دولة المقر ليكون مسئولاً بشكل حصري عن التعامل معه، لتعقبها مرحلة احترافية سرية يحاول خلالها جهاز دولة المقر تجنيده لصالحه دون لفت انتباه جهاز دولته الأصلية، فإذا لم تنجح محاولات تجنيده يحاول جهاز دولة المقر اختراقه والسيطرة عليه سراً للحصول على المعلومات المتاحة لديه دون لفت انتباه جهاز دولته الأصلية، فإذا لم تنجح محاولات اختراقه والسيطرة عليه يحاول جهاز دولة المقر تضليله لاستخدامه دون انتباهه في تمرير ما يريده من معلومات موجهة تحقق مصالح جهاز دولة المقر على حساب مصالح جهاز دولته الأصلية، فإذا لم تنجح محاولات تضليله ينتقل جهاز دولة المقر إلى المرحلة التالية بكشف ستره وحرق ساتره مع اتخاذ إحدى خطوتين لا ثالث لهما ولا تحتوي أيهما على أدنى قدر من الضرر أو الأذى لشخصه، حيث تتمثل الخطوة الأولى الأقل شيوعاً في اتفاق جهاز دولة المقر وجهاز الدولة الأصلية على استمرار وجود الضابط المكشوف ستره مع تحويل صفته وبالتالي عمله من ضابط خدمة سرية إلى ضابط اتصال علني بين الجهازين، بينما تتمثل الخطوة الأخرى الأكثر شيوعاً في منحه مهلة لمغادرة دولة المقر تتراوح بين يوم واحد وأسبوعين اثنين، وذلك حسب طبيعة العلاقات الرسمية بين الدولتين والجهازين على أن يقوم أحد ضباط جهاز دولة المقر بمرافقته كظله إلى حين مغادرته، ليقوم جهاز دولته الأصلية بعد عودته بنقله إلى وظيفة دبلوماسية أو إعلامية مكشوفة كعقوبة إدارية يتم توقيعها عليه جراء كشف ستره وحرق ساتره، وبالنظر إلى طبيعة العلاقات الرسمية الطيبة التي كانت سائدة بين مصر وإيطاليا قبل واقعتي اختطاف واغتيال ريجيني يمكن استيضاح كل التصرفات البديلة المحتملة للدولتين والجهازين معاً عند كشف ستر أحد ضباط المخابرات هنا أو هناك، والتي ليس من بينها إطلاقاً بديل الخطف والقتل كما جاء في تصريح رفعت السعيد الذي لا يقل عمق تغلغله داخل الأوساط المخابراتية عن عمق تغلغله داخل الأوساط الشيوعية، ولكن أسوأ ما تضمنه ذلك التصريح الصادم كان تبريره غير المباشر لاختطاف واغتيال ضباط المخابرات العاملين سراً تحت مختلف السواتر خارج دولهم، مما يسمح باختطاف واغتيال المئات من ضباط المخابرات العامة المصرية المستترين والمنتشرين في كافة أنحاء العالم بمن فيهم الشرفاء المخلصين فعلاً للوطن والشعب!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن