الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المومن .. والسداين !!

طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)

2016 / 4 / 5
كتابات ساخرة


عودت نفسي ان اعتكف مرددا بيني وبين نفسي قول المتنبي : انام ملأ جفوني عن شواردها .... ويسهر الخلق جرائها ويختصموا ...!!!
لكن تلك الخلوة التي اعتكف بها يقتحمها بين الحين والآخر الشيخ شنآن .. لم يأتِ يوما الا وسيجارته ( امثعوله!!) وأصابعه ترتجف وهو في أشد حالات الغضب والنرفزة ..
ما ان جلس حتى أشعل سيجارة اخرى من تلك التي لا زالت مشتعلة ... ثم بدأ بسيمفونيته المعتادة ، بعد ان نزل ( حدرة) سبا وشتائما بكل ( الشجولات ، كما يسميها ) وهو ينعت قادة الكتل السياسية التي سلبت العراق وباعته في سوق النخاسة ولم تشبع ... قال :
هناك مثل يقول : لا تاخذ ارملة سيد .. ولا تاكل من افضالة المومن !!! الاولى لم يبقي بها السيد شيئا وماعون المومن لاحسه لحس !!!
أضاف الشيخ شنآن .. سالفة شعبنا مثل سالفة الحرامي وأبو السداين...!!! والسدانة اذا ما تعرفها هي عبارة عن وعاء طيني كبير وطولاني كأنه مأذنة جامع الفقراء ... اما ( الطينية) فهو وعاء طيني دائري بقطر مترين تقريبا وكلاهما يستعملهما الفلاحون لخزن الطعام وتغطيته بالحصير ثم طبقة من الطين ...
ذيج السنه ..
اصاب الناس قحطا وافلاسا يشبه افلاس دولتنا الديموغراطية الاسلامية التوافغية .. ولكن ذلك الافلاس كان ربّانيا وليس بسبب البوك والحرمنة والفساد ..!!
لاحظ احدهم ( مستغربا) ان جاره ( مومن السلف !!) قد أخذ يبني في باحة حوشه عشرات السداين والطياني !!! ظل يراقبه وهو يعلم جيدا ( سوالف الموامنه ويخبرها) ليلا ونهارا حتى جاءت احدى الليالي .. لاحظ ان المومن قد جلب ( مغطا) ( ما يعادل ربع كونيه) وقام بافراغها بأحد السداين !! ااااه قال الجار !! هذا هو سر التمويه والتغطية لبناء تلك السداين ...!!
بعد ان عوعت الديوجه معلنة انتصاف الليل وراح المومن يغط في نوم عميق ويطلق سيمفونيته المعهودة من الشخير .. سطى صاحبنا على جاره ودفع باب التنك بهدوء .. كان عاريا لا تستره سوى عبائته .. راح يزحف باتجاه السدانة التي فقد موقعها بالضبط ... أخذ ينقر على جدار كل منها من الأعلى الى القعر ( كالطبيب الذي يفحص البطن) فينعكس صوتا فارغا : دن ، دن ... يتركها ويبدأ بالأخرى وهكذا الى ان سمع في قعر واحدة ان صوت النقر قد تغير : دن دن .. ثم : دُم دُم ..!! قال وجدتها .. فرش عبائته قرب قاع السدانة ..! حفرها من الأسفل .. ااااه انه دخن !! راح يفرغها حتى مسحها ومسطح القاع من كل حبة وهو يهيلها على عبائته فرحا ... راح يلم فرحا أطراف عبائته لكن أصابعه اصطدمت بالأرض !! بحث عن اثر للعبائة فلم يجد ... التفت نحو ( المومن )النائم !! فلاحظ انه يتوسد عبائته التي كورها جيدا تحت رأسه !! آفتهم ان المومن كان اشطر منه .. ذهب يائسا وهو يدحلب وقد فقد عبائته وأمسى عاريا .. حين وصل الباب صاح ورائه ( المومن) اخوي اخوي .. عود سد الباب وراك ثواب الموتاك ..!! اجابه ساخطا بدون ان يلتفت اليه : لا شيخنا لا .. خلّيه امشرّع بلكي الله يرزقك ابغشيم اخر غيري ...!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج عادل عوض يكشف كواليس زفاف ابنته جميلة عوض: اتفاجئت بع


.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة




.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي


.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا




.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR