الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاماً شهداء الناصرية

راغب الركابي

2016 / 4 / 5
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في البداية أبلغ التحية والسلام لأهالي الشهداء ، وأحيي بإحترام المجروحين ، وأشد على أيد الجميع من أجل تجاوز هذه المحنة ، والإلتفات إلى حل المعضلات والقضايا المصيرية ، إن ما يميز هذه المدينة البطلة إنها مدينة الحضارة والتاريخ - مدينة الحياة - ، إنها مدينة حيوية وفاعلة ونشيطة ، وهي دائماً في المقدمة تمد العراق بأسباب التطور والرقي ، ومنها نبغ علماء وفنانيين وشعراء محترمين وكبار ، وفيها نمى وكبر عود كل فكر تقدمي حضاري بناء ، مدينة أرست قواعد المجد للعراق قديماً وحديثاً ، فكانت لإبراهيم النبي مرابض صبا ومراتع خير ، وكانت لسومر مهد حضارة ، ولأكد رمز شموخ ، هي ذي قار مدينة العطاء ، فيها أنتصر الخير مع الإمام علي ، ولازالت تمارس دورها الريادي في نهضة العراق ، و تماسكه حين زعزعه الدهر ، هي مهد الشهداء وقوافل العز ، لذلك يتكالب على أطرافها رجال السوء والإرهابيين محاولين ليّ ذراعها ، عبر عمليات بائسة تعبر عن خيبة أمل وقنوط ، إن إستهداف المواطنيين العزل في مدينتي الناصرية دليل على حيوية شعبها وجديته في التصدي للإنحراف وللفساد وللإرهاب ، ولهذا تستهدف المدينة من جميع الحانقين والحاقدين ، ويستهدف شعبها لكي يسترخي ويهدء في مطالبه الثابتة في التغيير والإصلاح .

إن صمود أبنائها في وجه مثيري الفتن وفاقدي الضمير ، قد عزز روح البطولة وأثبت إن هذه المدينة عصية على المؤامرات ، وستبقى كذلك في وقفتها ضد الفساد وضد الإرهاب حتى تتحقق كل الأهداف لكل العراق والعراقيين ، ولاشك بان الوقفة التاريخية التي يقفها أبناء الناصرية تجسد إرادة العراقيين جميعاً ، وإن تصميمهم على استحقاق النصر في معاركه الوطنية ضد الإرهاب والفساد ، أمر حتمي وإن ميدان الصراع سيكون للقوى الوطنية الشريفة ، لأنها تكافح من أجل إعادة العراق للموقع الذي يستحق بين الأمم ، ولهذا يحاول الإرهابيين ومن معهم قهر إرادة المدن الحيوية الفاعلة والنشيطة ، من خلال عمليات خائبة وفاشلة وخاسرة ، لكن النصر سيكون دائماً حليف الصابرين المحتمين بشعبهم وبالحق وبالإرادة وبالوعي الصحيح .

إن من واجبنا جميعاً دعم حراك شعبنا نحو التغيير الشامل وبناء دولة القانون والنظام ، والتي يتحقق معها إرادة النصر والتحرير ، إن الشهداء الأبرياء الذين يسقطون في ساحات الوطن وشوارعه ، إنما يسقطون دفاعاً عن الشرف العراقي العام ، وهم يفتدون بأرواحهم العزيزة الغالية مستقبل العراق المهدد بالضياع .

وإننبي في موقفي هذا أحيي شهدائنا الأبطال شهداء الناصرية الأعزاء ، وإننا مع أهلهم نشاركهم الحزن والعزاء ، ونحن معهم بقلوبنا وضمائرنا ولن نسكت عن المطالبة بحقوقهم التي ضيعها الفساد والمختلسون والسُراق ، و إن التاريخ والناس جميعاً سوف لن يغفروا للمنبطحين الأذلاء من الذين لا يشاركون بالقول والفعل في نصرة حقوق شعبنا المظلوم ، ولم يشاركوا معه من اجل العبور نحو ضفة الأمان .

وأحيي جنودنا البواسل هناك في ساحات العز من أجل تطهير الأرض من رجس الإرهاب والفساد والظلم ، وأحييي الرجال المخلصين من الحشد الشعبي المؤمنين بعدالة قضيتهم ، وأقول لهم إنكم منتصرون بعون الله ، لهم ولكل عراقي حر غيور شريف كل تحية وكل إحترام .

ومرة أخرى أقدم التعازي الحارة لعوائل الشهداء ، وأحيي روح الصابرين من المجروحين وعزيمتهم ، وإني واثق إنه قد آن الأوآن لكي يقتطف العراقيين ثمار صبرهم ونضالهم وتضحياتهم ، وماهي إلاَّ جولة ، لكي يعود العراق من خلالها ومن جديد ، وعبر هذه الدماء الزكية إلى ألقه وعنفوانه ، فلكم التحية أيها الشجعان ولكم من القلب سلاماً شهداء الناصرية الخالدين …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح