الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأشياء التي امتلكت البشر

مينا يسري

2016 / 4 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


"الأشياء التي سعيت دائماً لأمتلاكها انتهى بها المطاف بأمتلاكك "
تلك الجملة التي جائت في فيلم fight club توضح عجلة الحياة المعاصرة ، تلك العجلة التي تبتلع جهد الأنسان من أجل تحقيق أكبر قدر من الربح ومن ثم "نقوم بشراء أشياء لا نحتاجها ، لنبهر أشخاص نكرههم " وينتهي المطاف بتلك الأشياء التي أردنا دوماً ان نمتلكها بأن تمتلكنا هي
ما أود أن أقوله أن الأنسان يتم استخدامه كوقود من أجل أن تدور عجلة الحياة ، ترى من الذي يقوم بتحديد مقاييس الجمال كل عام ؟ من الذي يحدد سعر المجوهرات والزينة واشكالها ؟ بالطبع مصممين الأزياء وغيرهم لكن ما أود أن اقوله ان مصمم الأزياء او طبيب التجميل هو مجرد فرد في منظومة كاملة ، نحن في هذا الكوكب نتبع سياسة القطيع ، لا نسأل لماذا تم تغيير المقاييس العامه للأشياء ولا نحاول التساؤل هل هي تعجبنا حقاً أم لا ، كل ما نفعله هو التسارع لأقتناء تلك الأشياء والأندفاع لصرف المزيد من الجهد في العمل من اجل تحقيق أكبر قدر من الربح وصرفه إلى تلك الشركات الضخمة التي تتحكم بالألماس والأزياء والمجوهرات والمعمار وغيرها ، يتم استهلاك مليارات ومليارات من الأموال ، ولكن في مقابل ذلك نحن نفقد الكثير من الجهد والتركيز ونتخلى عن المتعة الحقيقية والراحة وغيرها من الأشياء ،فقط من أجل تحقيق أكبر قدر من الربح

كل تلك الأشياء تبتبلعها عجلة الحياة ، اموالك وجهدك ، كل شيء تملكه ، حتى الأشياء التي قمت بشرائها ، كل تلك الأشياء الضخمة هي فائض من البشر ، ومن أجلها تقوم الحروب ، تقوم الحروب من أجل مناجم الماس الذي تتزين به النساء وتقوم بدفع مبالغ طائله في الحصول عليه ، مما يجعل لدي الحكومات شهوة جارفة للحصول على الماس والذهب والأقمشة الحريرية ، فقط من أجل الحصول على أموال هذا القطيع ، وفي سبيل ذلك يموت الملايين في الحروب ، وكثيرين يصيبهم المرض من جراء بذل جهد اكثر من اللازم في العمل ، تلك الأشياء الصغيرة أصبحت قميتها أكبر مما كنا نتخيل بمراحل

كل تلك الأشياء لا قيمة لها في أرض الواقع والحقيقة ، وكل ذلك الجهد المبذول من الدعايا والتسويق والترويج وتحرك ميول الشعوب وكل مايحيط بتلك العملية يصب في لا شيء ، ما هي قيمة الماس إن لم تكن النساء تتقاتل لحصول عليه ؟ الماس مجرد قطعة من مادة تشبه الزجاج ، ما هي قيمة أي شيء إن لم يحدد النظام الرأسمالي قيمتها ويجعل العلجه تدور ليبتلع كل شيء أمامه في سبيل حصول الشعوب على هذا المنتج

قيمة الأشياء تحددها شهوة الأنسان ، وشهوة الأنسان تحركها الشركات والمصانع والمؤسسات الضخمة والحكومات ، لماذا قيمة الماس أغلى من البترول في حين أن البترول يكاد يكون من اساسيات الحياة اما الماس من كماليات الحياة ؟ الحقيقة أن المجتمع الرأسمالي يقوم ببيع الوهم ومحاولة خلق الأحتياج لدى الناس عليه ، فعلى سبيل المثال الشركات المتحكمة في الماس لديها كمية من الماس تكاد تكفي جميع البشر ولكنها تقوم بأتباع سياسة خلق الاحتياج في السوق من اجل ارتفاع سعر المنتج ، فلو توافر المنتج لدى الجميع فستكون قيمته قليلة ولكن تلك الشركات تحاول تحقيق أكبر قدر من الأرباح لذلك تتبع تلك السياسية

الربح المالي يتحقق عن طريق بذل جهد أكبر في العمل الذي من خلاله تأخذ الأموال من جيوب المشتريين وتضعها في جيبك ، وحين تبذل جهد أكبر تأخذ أموال أكثر ، ومن ثم تقوم انت بصرف المال على أشياء كثيرة لا تحتاجها وذات قيمة مرتفعه عن قيمتها الحقيقيه وهكذا وتدور العجلة ، تخيل لو لم يكن هناك النظام الرأسمالي بذلك الشكل ، فلن تكون بحاجة لشراء أشياء كثيرة لا تحتاجها ، ولن نكون بحاجه لحروب واقتتال من اجل الحصول على ذلك الشيء ولن يموت الناس في سبيل هذا ولن ينتهي المطاف بتلك الأشياء التي تمنينا كثيراً ان نمتلكها بأن تمتلكنا هي وتحرك كوكبنا

حين تصبح فعلياً قيمة حياة الانسان اكبر من قيمة الماس ،البترول ،الأرض حينها سنعيش بطريقة صحيحة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا