الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين وزارة الداخلية وقوى الأرهاب.. الخطاب والممارسة

فراس عبد المجيد

2005 / 11 / 23
حقوق الانسان


لو تتبعنا المخزون اللفظي في معاجم الأطراف السياسيةالعراقيةنجده يشير بوضوح الى "ترسانة"من المفردات والعبارات التي تترجم توجهات كل منها. ولنبدأ منالتاسع من نيسان ، ونستعرض ما أطلقته الحركات السياسية على هذا التاربخ الفاصل في الحياة السياسية العراقية .فالحركات الدينية المرحبة بهذا التغيير أسمته "يوم سقوط الصنم" والحركات الليبرالية التي راهنت على الحرب كحل وحيد لأسقاط النظام أطلقت عليه "يوم تحرير العراق". والحركات السياسية التي تحفظت على الحرب، ورحبت بسقوط النظام أسمته" يوم سقوط الدكتاتورية". أما القوى السياسية التي تصطف في الطرف الآخر، ، فنجدها تتفق على "سواد" هذا اليوم.. فهو "يوم الأحتلال البغيض " و "يوم دخول القوات الكافرة بغداد " وغيرذلك من عبارات الندب
من هذه الفوارق اللفظية يمكن للمتتبع أن يتلمس ارتفاع وخفوت نبرة هذا الصوت أو ذاك .. تبعا للمتغيرلت السياسية على أرض الواقع، وتبعا للممارسلت المرافقة لهذه المتغيرات سواء على الصعيد السياسي أو الأجتماعي
ومما يؤسف له ، حقا ، أن استقطابا دينيا ، طائفيا ، بدأ يطغى على تلك الأصوات ، بما يشكل خطابا " اسلامويا"ذا شقين متباعدين في الأهداف ، متقاربين في التوجهلت
.. ولم يكن هذا الخطاب مفاجئا لمن يرصد بدقة تحولات الوضع السياسي منذ انتخابات المجلس الوطني وتشكيل حكومة الجعفري التي تعطلت كثيرا حتى رأت النور.. وحتى كتابة مسودة الدستوروالأستفتاء عليه، وما رافق كل ذلك من تعثرات ونواقص . بل ان تصاعده ، ومشاركة اطراف حكومية فاعلة فيه ، بدأ يدق أجراس الخطر . فأذا كانت عمليات القوى الظلامية من اعتداء على السفرات الجامعية وتحريم الموسيقى ومهاجمة صالونات الحلاقة ومحلات بيع المشروبات ااكحولية وفرض الحجاب على النساء.. اذا كانت كل هذه الممارسات يمكن أن تحسب على قوى وميليشيات " منفلتة " يمكن للحكومة أن تتبرأ منها ، فأن السجون السرية لوزارة الداخلية التي كشفت مؤخرا .. والتعذيب وعمليات التصفيات التي تجريها الميليشيات الدينية التي تشهد العديد من الدلائل على ضلوع جهات حكومية نافذة فيها ، برغم النفي المتكرر ، يؤكد الدور الحكومي والحزبي الديني في هذه الممارسات .. وهو ما يجعل المواطن ضحية ارهابين طائفيين متناقضين ومتشابهين في آن.. أحدهما تحالف القوى التكفيرية (الأفغانية) ومخابرات النظام السابق ، ومن يصطف معهم من قوى رجعية مختلفة ، والثاني يمثل الميليشيات الدينية التي انضوت تحت جناح وزارة الداخلية أو التي تبتعد عنها بهذا القدر أو ذاك .. وأخذت تمارس سلطتها في اقامة السجون السرية وحفلات التعذيب السيئة الصيت، والتي أفاد منها المعسكر الآخر افادة قصوى حين ارتكب( تحت ضجيج الدعوات الموجهة للهيئات الدولية للتدخل) أبشع الجرائم ومررها بصمت مريب.. وهذا ما حدث بالضبط في مجزرة الجمعة بخانقين حين فجر انتحاريان نفسيهما في وسط حشود من المواطنين العراقيين من الكرد الفيلية تؤدي صلاة الجمعة
ان هذا الأستقطاب المتطرف في الجانبين لم يأت نتيجة فراغ ، ولا هو ثمرة عداء مسبق بين الشعب العراقي الذي عاش متسامحا ومتآخيا على مر العصور.انه ، بالضبط ، نتيجة طبيعية لسياسة المحاصصة البغيضة التي تلت سياسة التوافق التي بني على أساسها مجلس الحكم.والمؤسف ان نتيجة انتخابات 30 كانون الأول التي أفرزت حكومة الجعفري دفعت في البلاد الى الهاوية الطائفية بدلا من ان تطور سياسة التوافق الى حكومة وحدة وطنية حقيقية تشعر المواطن بانتمائها اليه ، وتسعى الى توفير الخدمات الأساسية التي افتقدها ، وتوسع من المشاركة الشعبية في السلطة التنفيذية . ان الفوز " الساحق " الذي تغنى به رئيس قائمة الأئتلاف ترجم الى خطاب متعالي النبرة تشحذ على صداه سكاكين القتل وآلات التعذيب
أين الحل؟
الحل في خطاب معتدل يترجم ممارسة تنطلق من مبادئ الحق والقانون ، خطاب علماني ديمقراطي يرسخ قيم المواطنة ، ويعيد تشكيل مؤسسات الدولة المنهارة على اساس الكفاءة والنزاهة والوطنية.. يحارب المذنبين القدامى والجدد، بعد أن يقتص من مهندسي المقابر الجماعية وأركان النظام الدكتاتوري السابق على جرائمه في حق شعبنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #