الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة الطائفية بين مؤتمر القاهرة وبغداد... الى أين...؟

قاسم طلاع

2005 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


علينا أن نقول مقدما، وبدون أي لف ودوران، أن ما يجري في العراق الآن من عمليات قتل جماعي هي احدى النتائج التي ترتبت عما يسمى " بالمحاصصة الطائفية / المذهبية التى تبلور فيها مفهوم الصراع " المذهبي/ الطائفي ، الذي هو في الواقع، امتداد أو تكملة لتلك السياسة التي سار عليها النظام الدكتاتوري المطمور وتبنتها الاحزاب الدينية، التى ظهرت على الشارع العراقي ، وبشكلها الحاد، في محاولة منها في جعل هذه المحاصصة واقع لابد منه، ولا يمكن غض النظر عنه وفق المعيار الواقعي الذي فرض على العراق، والتي كانت احدى نتائجه حصول هذه الاحزاب الدينية على نسبة عالية من الاصوات أهلتها ، ولحد الآن، السير على هذا النهج الذي باركته كل الرموز الدينية ، والتي خلقت بدورها معادلة طائفية بدل السياسية، والتي تتلخص بالصراع " السني/الشيعي " الذي انعكس بشكل إيجابي على بقايا النظام الدكتاتوري السابق، حيث أعاد الحياة الى هيكله المنخور بصيغة " أحزاب أهل السنة "، التي تطالب بشرعيتها كطرف ثان في هذه المعادلة اللا " سياسية " . والشيخ ضاري هو واحد من هؤلاء الذين يدعي، بأنه ممثل التيار السني من جهة، والذي يعترف، كما قيل ، بالعملية السياسية الجارية في العراق. ولكن من جانب آخر يقف على منبر المؤتمر التحضيري في القاهرة ليدافع عن الاعمال الارهابية ، التي راح ضحيتها آلاف من الابرياء والتي سماها " بالمقاومة العراقية المسلحة " ومطالبة الجامعة العربية والمجتمع الدولي الاعتراف بها.وليس هذا بجديد. أن هذا الشيخ الموقر كان واحد من الذين يهدي بركاته والدعاء في أوقات الصلاة الخمسة أن يطيل عمر النظام الدكتاتوري السابق وأن يحفظ قائده...!!!.

أن ذهاب القوى أو ممثلين عن القوى والاحزاب السياسية والدينية العراقية الى المؤتمر التحضيري في القاهرة كان هدية لا تثمن لهؤلاء الذين لا زالت أيديهم ملطخة بدماء الشعب العراقي، حيث أن وجودهم معهم على طاولة أو " خيمة " واحدة يعني ضمنيا" اعترافا شرعيا " بهم. هذا من جهة. أما من جهة اخرى، فإن مثل هذا اللقاء يصب أيضا في مصلحة الجانب الآخر الذي يراهن ، بأن ما يحدث في العراق الآن ، ليس إلا صراعا طائفيا، لا يمكن حله، إلا من خلال المقاسمة التي تسمى أو أطلق عليها " بالمحاصصة االطائفية " التي ستنتهي في الآخر لتضعنا أمام عتبة خيمة أفغانستان وديمقراطية أيران وبماركة ما يسمى بالحكام العرب الذين تحولوا، وبقدرة قادر، في ليلة وضحاها، الى قادة يهتمون بالحالة العراقية ويذرفون دموع التماسيح عليها.

أن الانتخابات القادمة والمزمع عقدها في كانون الاول من هذا العام، ربما ستؤكد على واقعية هذا المنطق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهة مضحكة بين اللهجة السعودية واللهجة السودانية مع فهد سا


.. مع بدء عملية رفح.. لماذا ستتجه مصر لمحكمة العدل الدولية؟ | #




.. معارك -كسر عظم- بالفاشر والفاو.. وقصف جوي بالخرطوم والأبيض


.. خاركيف تحت النيران الروسية.. وبريطانيا تحاكي حربا مع روسيا |




.. نشرة إيجاز - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في جباليا