الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية المقص ولعبة الملف المغلق لحكومة التكنوقراط

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2016 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يقول الفيلسوف الهندي الكبير (بيدبا) ان القصص كتبت للجاهل متعة وللعاقل لتكون عبرة، لكن اعتقد اننا الوحيدين اللذين لا نتعلم .
حكاية المقص و(امال الضعفاء)
قصة من الموروث الشعبي الموصلي، ليست ساذجة على الاطلاق كما تقرأها للوهلة الاولى، لكنها تعكس الثقافة الحقيقية للمجتمع في فترة زمنية سميت تاريخيا (بالفترة المظلمة) وهي احط فترة مرت بالمنطقة كلها ابان الاحتلال العثماني (جهل وأمية) أدت الى سيطرة الخرافات على المجتمع.
وقد كتبت أيضا بطريقة تسخر من الخداع والوعود الكاذبة في مجتمع حالم لا يعرف غير الثرثرة وحصد ألأوهام.
أحكيلكم (احكي لكم) حكاية المقص كلمتين وبس
كلمتين وبس
حداد ابوي وجدي
وسطوح بيت الحجي
والحجي يريدلو بيضة
والبضة عند الجيجي
والجيجي تريدلا لقط
واللقط بالعلية
والعلية تريدلا مفتاح
والمفتاح عند الحداد
والحداد يريدلو فحم
والفحم يريدلو فلوس
والفلوس عند العروس
والعروس بالحمام
والحمام يريدلو قنديل
والقنديل وقع بالبير
والبير يريدلو حبل
والحبل بحلق الجاموسي
والجاموسي تريدلا حشيش
والحشيش بالجبل
والجبل يريدلو مطر
والمطر عند الله
والتوبة واستغفر الله.
المسكين لم يرد أكثر من بيضة
والبيضة فيها الحياة وفيها استمرارية الحياة
لكنها جرته في دوامة من (المطبات والمعوقات) وكلما أعتقد أنه قد وصل الى نهاية المطاف يجد نفسه في مطب جديد وهكذا حتى يوصله الكاتب الى الحالة التي لا يمكنه تجاوزها وهي ارادة الله، ليقول له هل أيضا ستتدخل في أرادة الله، اذهب وتوب اليه واستغفره.
مجرد كلمتين، اسكت استغفر ربك.
دراما على بساطتها تمثل واقع حال مجتمع يعيش تحت رحمة الوالي الأجنبي يساعده في نهب ثروات البلد مجموعة من منافقي السلطة يطلق عليهم وحسب مواقعهم (النقيب/ السركال/ الاغا) مراتب اجتماعية تشترى بالمال لتسترد لاحقا من ألاتاوا (الضرائب) المسؤولين عن جمعها وتسديدها للوالي مقابل ما ينهب منها حسب شطارتهم.
وهكذا فالفساد لم يكن وليد اليوم ولا أفضل منه ولكنه تغير مع متغيرات الواقع الاجتماعي والسياسي.
ولكن هل تعلمنا او تغيرنا، نعم تعلمنا، وعلى مدى كل هذه السنين وحتى يومنا هذا، تعلمنا اغراق البلاد في المطبات والأزمات والمماطلات ووووو.
وأخيرا
وبعد ان استبشر العراقيين خيرا كثيرا جدا بالتغيير وتوقعوا أكثر من ذلك خاصة بعد أكثر من سنة من النضال السلمي في التظاهرات الجماهيرية العفوية لشعب
قدم كل شيء مما متوقع منه،
اعطى الكثير وابرياء اختفوا واخرين دفعوا الثمن مقابل،
ووثق بكل شيء وعد به،
لكن ما حصل فقد كل شيء،
ولم يحصل على أي شيء،
الجماهير تطالب بالعيش المحترم ومحاسبة المقصرين في تخريب البلد،
وجاء المدعين بالتغيير فرفعوا شعار الإصلاح، شعار بات واضحا انه أكبرمن حجم أصحابه.
رجل اريد منه إزاحة سابقه لإنقاذ العراق من الغرق، ولكن تبين ان العصابة واحدة متماسكة مصممة على خراب البلد مهما كلف الامر، وأنه جاء لامتصاص غضب وهيجان الجماهير.
بعد كل ما حصل في العراق من كوارث وماسي خصوصا في السنتين الأخيرتين وتسببت في تمزق العراق وسيطرت داعش بهذا الشكل الدراماتيكي حتى تحولت اغلب محافظاته الى معسكرات للاجئين من كل القوميات والأديان والطوائف.
رئيس البلد والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع وكالة ووزير الداخلية وكالة، أضاع ثلث العراق (ثلث العراق وليس ثلث البحرين او مونت كارلو مثلا).
كل واحدة من هذه المناصب كافية لمحاسبته عن مسؤوليته في هذه الجريمة.
اما فساد سنوات حكمه السابقة ومئات المليارات المتبخرة فحدث ولا حرج، مع الا عيبه ومراوغاته في الاستحواذ على السلطة، هذه وحدها يكتب عنها دائرة معارف.
ومع هذا لم يقدم استقالته، بل ورفض الاعتراف بالخطأ ولازال صاحب الحق المتمكن وهو المظلوم أيضا، يا لسخرية الاحداث.
وحتى بعد عزله لازال رئيسا لحزبه، يهدد، يغادر البلد ويعود باستقبال رسمي وكأنه هو الامر الناهي، هل هذا معقول وهل حصل هذا في أي مكان اخر من العالم؟
لكنه واقع الحال في العراق!
لنقل المهم حسم الامر
الا اننا لم نرى من الوجه الجديد الا المماطلات والتسويف بلعبة الإصلاح والتغيير.
وأخيرا وبعد التهديد، ولامتصاص غضب الجماهير، جاء البطل (بالظرف المغلق) ليقدم لنا حكومة التكنوقراط، لماذا مغلق؟
في بادرة لم تحصل هي الأخرى في أي مكان في العالم، يبدوا اننا لازلنا من أيام حمورابي نقدم للعالم كل ما هو جديد.
الظرف مغلق واختلفوا على محتوياته، الله يكون في عون العبادي.
لكن لماذا حكومة التكنوقراط ؟
اليس التكنوقراط من العلوم؟ أي العلمانية بمفهوم جديد وذلك باختزالها بشخصيات محسوبة على المثقفين كونهم يحملون شهادات.
مهما تلاعبتم بالمفاهيم والمصطلحات فان مجرد الإعلان عن التكنو قراط يجب ان يتبادر للذهن مفهوم واحد لا غيره وهو:
(الرجل المناسب في المكان المناسب)
وتشمل كل فرد في المجتمع يحمل الجنسية الوطنية ويمتلك الكفاءة
بعيدا عن كل الضغوطات والتكتلات والمحاصصات الحزبية الطائفية اوالعنصرية او اية محددات أخرى.
فهل يعقل ان يرفع الاسلامويين شعار العلمانية ولو بمسمى جديد، رغم كل الحملات المعادية لها واتهامها بألالحاد والأفكار الغربية المستوردة، وكأن كلمة تكنو ليست غربية او انها صينية مثلا.
ام نحن امام مؤامرة خطيرة ومزدوجة:
اولا- امتصاص الغضب الجماهيري وتشتيته ثم القضاء عليه، وبوادر هذه اللعبة ظاهرة من خلال دعوة المواطنين للتفرق بمجرد الإعلان عن الظرف المغلق، وكأن الأمور كلها حسمت والفاسدين قدموا للعدالة وهو المطلب الجماهيري المركزي.
ثانيا- ثم الالتفاف على العلمانية او التكنوقراطية او اية مسميات أخرى، واثبات فشلها وتشويه صورتها وبالتالي عدم ذكرها او التفكير بها، من خلال تقديم وجوه من الفاسدين الجدد من مكونات الطبقة الحاكمة كبديل للوجوه الحالية التي ثبت فسادها وفشلها.
وهل يجنى من الشوك عنبا، او من الحسك تيننا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م