الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام الوطني العراقي..واقع وتحديات

جمال الهنداوي

2016 / 4 / 6
الصحافة والاعلام


نستطيع ان نصنف نفي المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، ما ورد في تقرير وكالة رويترز الذي حمل عنوان"تحالف ضمني بين واشنطن وطهران في دعم رئيس وزراء العراق" على انه حلقة في سلسلة طويلة من بيانات النفي والانكار لعدد متطاول من الاخبار التي تنهمر علينا يوميا ويشترك في بثها طيف واسع من وسائل الاتصال يبدأ بمواقع التواصل الاجتماعي ولا ينتهي بالعديد من الصحف والمجلات ووكالات الانباء,حتى العالمية منها.. ومع ان هذا النوع من البيانات قد يكون مألوفا في الدوائر السياسية في العالم, وقد يكون نوع من الرد على حملات اعلامية مشبوهة قد تستهدف التشويش على الواقع السياسي والامني في العراق, ولكن تواتره وروتينيته -حد الالحاح- , قد تشير الى وجود خلل بين في تواصل الحكومة مع وسائل الاعلام والمواطنين , او بتعبير آخر افتقاد الدولة العراقية الى منبر اعلامي متمكن يمكن الرجوع اليه في مثل تلك المواقف للتوثق والتيقن من دقة الخبر قبل تبنيه وبثه من قبل وسائل الاعلام العالمية..
فعلى الرغم من الوعي الواسع بان الاعلام اصبح من الامور التي تتخذ صفة الضرورة الحتمية كاحد اساسيات التواصل والتدافع بين مكونات وافراد المجتمع من جهة, وبين المجتمع ممثلا بالدولة والعالم الخارجي من جهة اخرى, ولكننا نلاحظ عدم وجود ارادة سياسية حقيقية تتعاطى مع موضوعة اعلام الدولة على مستوى التحديات ويرقى إلى تطلعات وحاجات المرحلة..
ومع صحة وصوابية توجه الدولة العراقية نحو نبذ مفاهيم الاعلام الموجه والانفتاح الكامل على الاعلام الحر المستقل وتمكينه من تولي زمام المناطق التي كان ينشط بها عادةً الاعلام الرسمي وبصفة خاصة تجاه القضايا المعنية بالحراكات السياسية وقضايا الامن الوطني, الا ان ضعف ولا مهنية وسائل الاعلام المحلية قياسا بالامكانات العالية المتاحة للقوى المعادية لحرية العراقيين, وترهل وتأخر مؤسسات شبكة الاعلام وتعثرها في صد حملات التشكيك في مصداقية اخبارها وتقاريرها الاعلامية, واعتمادا على حجم المواجهة الاعلامية الشرسة التي تتعرض اليها العملية السياسية في العراق..نجد انه قد يكون من المفيد اطلاق سلسلة من المراجعات النقدية للتجربة الاعلامية الماضية مما يمكن ان يفضي الى اعتماد معادلة تثبت للدولة العراقية الحق –بل قد يكون الواجب- في امتلاك ادواتها الاعلامية الخاصة والمدارة عن طريق الجهاز الحكومي لتحصين عملية الدفاع عن التجربة الديمقراطية ومكتسباتها كضرورة قصوى تبررها الظروف بالغة التعقيد التي تعيشها الساحة الاعلامية العراقية, ان كان من داخل الوسط الاعلامي العراقي, او خارجيا من خلال التركيز المسرف العداء وسوء النية الممنهج سياسيا تجاه الحراك الديمقراطي في العراق..
كما ان امتلاك الدولة لوسائل اعلام وطنية ليست بدعة او امرا مستغربا في الانظمة الديمقراطية..بل هو تقليد له من الشواهد ما يمكن الرجوع والبناء عليها واعتمادها كمبدأ يشكل وسيلة تواصل منتظم مع الرأي العام ..ومنبر يمثل وجهة نظر الدولة العراقية, البعيد عن التزييف والتشويه, تجاه الاحداث والوقائع الطارئة داخليا وخارجيا..
نجرؤ ان نقول اننا متأخرون اصلا في التعامل مع هذا الامر ..ويجب إن نعي ان التكالب الاعلامي المضاد لن يكون رحيما بنا منتظرا ان نتوصل الى حقيقة حاجة العراق الى خطاب اعلامي مرجعي يمثل وجهة النظر التي تتبناها الدولة..وتؤطر الجهود الرامية لبيان الحقائق أو تصحيح الاتجاهات, والاهم ان يكون بمستوى التحدي ويمثل حصنا للوطن والمواطن من حرب الشائعات والتهويل التي ترافق كل ايامنا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث