الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العاشق

عبدالله مهتدي

2016 / 4 / 7
الادب والفن



العاشق



إلى محمد بوكرين
في مساء آخر حين يصبح للوطن معنى أجمل من حدائق الذكرى إلى الوميض الممانع في عينين مفتوحتين على الحلم



1-
بوكرين
ضاحكا
يفتح ثغره هذا الصباح
و الأفق مثقل بالزغاريد
ووجه الشوارع مزين بالغناء
بوكرين
هو ذا طفل جاوز السبعين
وما نضبت سيول العشق في مقلتيه
بوكرين
وحين يبرق
أول خيط من الضوء
في حنايا السماء
يفتح للفراشات الزرقاء
كنانيش قلبه الحمراء
يتفحص أوراقه الثورية
يقرؤنا سلام المهدي و عمر
يسكرنا من دمه الندي

بوكرين
ضاحكا
هودا وقت الظهيرة
لا يشبع من فمه البوح
ولا رايات رفضه
تكنسها المقصلات
جسد مجرح بالحكايا
ويد
أشعلتها
فوانيس الأمنيات
هودا حالما
يشتهي من جرحه
غزل الكلام
يبقر بطن الغمام
يزوج الوطن القضية
بدم الحقيقة

بوكرين
ضاحكا
هودا يقاد إلى عفن الزنازين
وشارات النصر تكلل ساعديه
وعطر الرياحين
يترقرق شهد الأغاني
على عينيه
وسرب الأناشيد يحبو
بين حنايا يديه
وما سكن السؤال إلا شفتيه


2-
هيهات .......
هل لكم أن تصدحوا
ها " زمن السلخ قد فات " ؟
وأنا كلما علي تزاحم القتل
صفت رؤية العين
ولاحت فتائل الذكريات
هل لكم هيهات
أن تمنعوا عن رئتي الهواء
وأنا الذي
ما تعبت خطاه
خلف خيط الدم المتألق
في عرصة الشهداء
خلف عرق الريق المتفجر
في بحة الفقراء
هيهات..........
هل لكم أن تقبروا
بصبا عات الخنق الهمجية
حزمة صوتي البهية؟
وأنا البوح
بارودتي
صوت الروح في داخلي
يلهث بالغناء
وها أندا أفتح
دفاتر العصيان
ها أنذا اسرح ضفائر التاريخ
كما أشتهي
ها أنذا تزغرد في مرافئ
قلبي
نوارس العشق و النار
ويدي
على زناد الرفض
يدي
تلوح في أفق السماء


3-
لن ترغموا الصوت الذي
يفترش
نوابض القلب
ليختار بين الصمت
و بين الغناء
سيختار ما ادمن الشهداء
ورد النشيد
في كبرياء
لن تخنقوا الحرف الذي
في القصيد
يداعب
جديلة ضوء بهية
لن تدخلوه الغرف المظلمة
لن تلبسوه غمام الاقبية
لن تسوقوا عصافير الأغنيات
كما الخراف تساق
إلى ساحة المذبحة
وكما اعشق
أن أغني
لن ترغموا الصوت
على الانحناء
لن تخنقوا في قلبي الأمنيات
تلك التي أسكرتني
عسل البلاد السبية
تلك التي أسكنتني
فسح الحلم الشقية
لن تجبروا فراشات لحني
كي تصير
كما تصير العصافير
من طلقة البندقية
.............................
ستبقى ها هنا
على حنايا الصدر تحبو
ليزهر ورد القضية
لن ترهبوا بوح الحنجرات
لا الرصاصات التي
تفقأ كبد الهواء
لا عيون المخبرين
لا خيوط الكهرباء
سترغم
قطيع الفراشات
كي تخون بهاء الحقيقة
لن تطفئوا
حزمة الضوء التي تستطيع
أن تعبر
من أنشودة القلب
إلى خفق الينابيع
وان تزهر
على وميض يدي
لتشعل فتائل العشق
في مقلتي
وان تقود خطاي
لساحات الفاتح ماي
لن تشطبوا وشم الحرائق
و الجنازات
من ريق الحناجر و السهر
من نفس البلاد التي
يطوقها الحنين
من سواقي النشيد الحزين
لزغرودة
أفرشتها
وجع السنين
ليورق جرح المرحلة

عبد الله مهتدي
اسفي-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي


.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه




.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان


.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو




.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف