الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر.. إلى أين؟

جودة عبدالخالق

2016 / 4 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مصر الآن أشبه بسفينة تبحر وسط أمواج عالية وتعصف بها من كل اتجاه رياح عاتية، وهذه لحظة فارقة بكل معنى الكلمة، وهى تتطلب أقصى درجات اليقظة من كل المصريين، حكامًا ومحكومين، الأخطار التى نتعرض لها ليست من الخارج فقط، بل من الداخل أيضا، أخطار الداخل وأخطار الخارج تمثل تهديدًا وجوديا لمصر كما عرفناها، وكما نتمنى لها أن تكون، ويبدو لى كمراقب لمجريات الأمور أننا كمجتمع لسنا على مستوى الحدث، ولا ندرك جسامة التحديات التى تواجهنا، فنظامنا السياسى يعانى من قلة الإتزان، واقتصادنا يعانى من شدة الهزال، ومنظومة قيمنا تنتمى إلى عصر قد انتهى وزال.

مصر الآن تعانى من أنيميا سياسية حادة، نعم، فقلما نستخدم السياسة فى إدارة الشأن العام، وسأضرب مثالين على ذلك: أزمة وزير العدل السابق وأزمة رئيس جهاز المحاسبات، وزير العدل السابق أدلى بتصريح مضمونه أن الجميع أمام القانون سواء، لكن التعبير خانه كما نعلم جميعا، لكنه استدرك بسرعة، واعتذر عن سوء التعبير، طبعا كان الوزير والجميع فى غنى عن سوء التعبير هذا، لكن ما حدث قد حدث، وكان يمكن احتواء الأزمة بقبول استدراك الوزير واعتذاره، وبسبب غياب السياسة، انتهى الأمر بإقالة الوزير قبل أسابيع من التعديل الوزارى الأوسع والمرتقب، وكان يمكن انتظار التعديل المرتقب وتغيير الوزير.

بالنسبة لأزمة رئيس جهاز المحاسبات، واضح أن الرجل قد جانبته الدقة فيما أعلنه عن حجم الفساد فى مصر، واعتبر البعض أن هذا الإعلان عن حجم الفساد قد أزعج أطرافًا عدة، وإلى حد الإضرار بسمعة مصر الدولية، بالذات فى نظر المستثمرين، وانتهى الأمر كذلك بإقالة رئيس الجهاز، هذا رغم أن تقارير الشفافية الدولية تضع مصر فى موقع أسوأ من معظم دول العالم بالنسبة لانتشار الفساد، وهى تقارير متداولة على رءوس الأشهاد، هنا أيضا كان يمكن احتواء الأزمة بإصدار تصحيح للمعلومات بالطريقة المناسبة، لكن ما حدث فعلا أعطى انطباعا أن الدولة المصرية ليست حريصة على كشف الفساد واستئصاله، وهذا لا يقل خطرًا على سمعتنا الدولية.

وزير العدل أخطأ ورئيس جهاز المحاسبات أخطأ، وتمت إقالتهما بسبب الأخطار الناتجة عن تصريحاتهما، لكن فى المقابل، وزير الاستثمار السابق صرح عندما كان وزيرا بأنه يجب تخفيض قيمة الجنيه المصري، وجاء تصريحه هذا أمام مؤتمر لمجلة أجنبية عُقد فى القاهرة منذ شهور فقط لكن هذا التصريح غير المسئول من وزير غير مسئول مر مرور الكرام، رغم الأضرار الفادحة التى ألحقها بعملة البلاد واقتصاد البلاد ومعاش العباد، وليس المقصود من كلامى هذا الدفاع عن أشخاص أو الهجوم على آخرين، بل المقصود التحذير من استمرار غياب السياسة على هذا النحو فى إدارة الشأن العام، فليس لهذا النهج إلا نتيجة واحدة هى الدوران فى حلقة مفرغة، لكن إلى أسفل، فهل وصلت الرسالة؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امن الدوله
emad.emad ( 2016 / 4 / 7 - 10:34 )
ان محاوله تهميش مشكله مصر
مابين وزيرالعدل ورئيس الحهاز المركزى
ما هى الى الاخذ بمصر بعيدا عن مشاكلها الحقيقيه
ان الحكم السلفى لمصر هو اساس المشكله الحقيقى
ان الاتفاق الاخير بين اجهزه امن الدوله والحكومه فى الافراج عن
صفوت عبد الغنى وابو سمره وطارق عبد الجابر وتعينهم فى مناصب فى الدوله
هوكارثه حقيقيه
ما هو الا عوده بالبلد الى ايام المخلوع
الذى يسال مصر رايحه على فين
الاجابه واضحه بعد هذا الاتفاق الوضيع
مصر رايحه الى ايام خكم امن الدوله والاتفاق بين الاخوان والسلفين
لا تقولى الدولار طلع ولا الزيت شح
ولا اقاله وزير العدل ور رئيس الجهاز المركزى اللى مالوش اى لازمه ولا شفنا منه اى حاجه
من ايام المخلوع
المشكله فى عوده حكم امن الدوله السلفى الوهابى
هو ضياع الامل فى دوله مدنيه
مصر رايحه الى دوله الملالى
مصر رايحه على
با كستان

اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم