الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاج في الجاهلية

خالد خالص

2016 / 4 / 7
دراسات وابحاث قانونية



يُعبِّرُ مصطلحٌ "العرب قبل الإسلام" عن أحوال العرب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في شبه الجزيرة العربية والمناطق التي سكنها العرب قديما قبل انتشار الإسلام. ويسمى هذا العصر كذلك بالجاهلي رغم سمو الأدب والشعر العربي ، (- المعلقات - )، ونحت البتراء وبناء قصر غمدان والإسراف في الكرم وغيرها نظرا لجهل أهله بالدين.
ولم يكن للعرب قبل الإسلام دولة بل كانت الجزيرة العربية تتكون من أمة متفرقة ومن عشرات القبائل تتناحر بعضها مع بعض إما على الماء أو على المراعي أو على السلطة أو على الشرف.
وأمام غياب سلطة مركزية فأنه لم يكن هنالك تشريع حتى يكون هنالك قضاء يحتكم اليه. وكان طابع العنف لفض النزاعات هو المتبع في غالب الأحوال.
ثم عرف العرب في الجاهلية بعد ذلك القضاء الذي كانوا يسمونه "الحكومة" وكان القاضي وهو شيخ القبيلة يسمى "حكيما" ويمثل السلطة والحكم في نفس الوقت كما كانوا يحتكمون أحيانا الى رجال الدين أو إلى الأشخاص الذين عرفوا بسداد الرأي.
ولم يكن للعرب في الجاهلية نظام قضائي أو قوانين مكتوبة بل كانون يركنون للأعراف والعادات التي نشؤوا عليها ويستنبطون أحيانا من قواعد الديانة اليهودية. وكان لليهود في زمن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام رجال مختصين يشتغلون في الدفاع عن الآخرين ولم يكونوا مأجورين لأنهم كانوا يأخذون جعلا من بيت المال. ومنهم من ينتخب كقضاة فيما بعد.
ورغم أن العرب لم يكن لهم مهنة منظمة للدفاع فإنهم عرفوا "الحجاج" أو "الحجيج" وهو شخص قوي الحجة يوكله من له نزاع معروض على القضاء للقيام مقامه بطريقة شفوية بسيطة بحيث يقول المتقاضي للحجاج "وضعت لساني في فمك لتحج عني" أو "أنا عاجز ولساني قصير وفلان يحج عني" أو "فلان حجاج عني". كما عرف عصر الجاهلية خطباء ربما كان لهم دور في كتابة بعض الخطب الموجهة للقضاء على الطريقة اليونانية أو الرومانية إلا أننا لم تعتر على أي منها ضمن أبحاثنا. ويقال بأن الشعراء مارسوا مهام الدفاع في العصر الجاهلي إلا أن أسماء هؤلاء لم ترد عند المؤرخين.
وعرفت قريش حلف الفضول الذي حضر البعض منه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يافع في دار عبد الله بن جدعان ويهدف منه رد الظلم وردع الظالم ونصرة المظلوم وكان يتم بالالتفاف إلى جانب هذا الأخير وإعانته على أخذ حقه.
ويمكن الاستنتاج مما سبق أن الدفاع كان موجودا في الجاهلية ويتم حسب الطقوس المعروفة وقتها إلا أن المحاماة كمهنة لم تكن قائمة بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية