الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجن عراقي

بشرى البستاني

2016 / 4 / 7
الادب والفن



شجن عراقي
بشرى البستاني
**
وتدور المنافي بنا
تتلقفُ كانتْ مفاتيحنا
في غياهبها يستهلُّ الرصاصُ تباريحهُ
جسدي شمعةٌ عبرها تتشظى المواعيدُ
أو غيمةٌ تتسامى بأورادها
ومعارجُ للسرِّ أنهارها تتدلى .. دماً ،
وقناديلَ معتمةً
فافتح البابَ ، خذني اليكَ ، التشردُ أرهقني
وخيامُ القبائل ضيقةٌ
ونخيلُ المفازاتِ ليس كسعفك يا نخلَ أهلي

تقولُ :
الفراشاتُ تحرسُ ورداً على شفتيكِ
أقولُ :
النداءاتُ تجرح برقاً على ساعديكَ
تقولُ : تعالي .
أقولُ : الحدودُ حديدٌ ونارْ

والقصيدةُ أصغرُ من شجني
انشقت الارضُ وابتلعت وردها
والشموسُ هوت حينما كبلوكَ
السماواتُ تلقي بابراجها فوق قبعةٍ من رخامْ

وأنت حبيبي الحروبُ توزِّعني مضغةً مضغةً
فوق زرقة حزنكَ أو جمرِ ليمونةٍ في دمائي
فوق عشب الشواطئ او في الشظايا

أبعثرُ آثار خطوي لأنسى فيخطفها القلبُ
والمفرداتُ حبيسةُ روحكَ
أطلقْ لواعجها ، كي أدورَ بحزني حواليكَ ،
أقطفُ وردةَ صبركَ
إنَّ الصحارى تنامُ على بُرهةٍ في جروحي

وفي حلبة الرقص تعزفُ لحنكَ ،
تعزفُ جمرةَ روحي ،

وفي سُرّة الارض ليلكةٌ تتهادى
أُناولها قدحي فتدور بهِ
وحروفي معلقةٌ في غصون فؤادكَ
فوق الروابي وفي عنق الموجِ
عصيانها عطشٌ
لا دليلَ لنرجسةٍ تتأرجحُ ما بين قلبي
وأضغاثِ حلمْ

في أساريرها الزيتُ يطفح دمعاً ودمْ
والتويجات جفَّتْ ، وبابُ الفراتْ
مستباحٌ
وجبريلُ منهمكٌ بالضحايا

ودجلةُ ضاعت شواطئها،
يدها في يدي
الليلُ يشهدنا جائعين ، حفاةً ، عَرايا ..
وجْنةُ الافق مجروحةٌ ، واليواقيتُ غائمةٌ
كلهم كذَبوكَ فلا تلتفتْ
وتعالَ إليَّ ،
إلى النبع يغمر قلبك بالضوءِ
جرحكَ تطلُعُ فيه نواعيرُ ترفعني لبهاء سماواتكَ

الدمعُ يجرح صمتَ الوسائد ياوطني
الليلُ يكبُرُ في شجني
واللآلئ سوداءُ من يشتري حزنها
إذ تغيّبني في سعير عذابكَ أرقصُ بالقيدِ
يصرعني الوجدُ
أبحثُ عمن تمرّغنَ قبلي بهذا الهديلِ
بهذا اليمام القتيلِ
بهذا العذاب يزركشني باللهبْ

ويمنح أنشودتي نايَها
كان لابد من صرخة في المنى المستباحةِ
أو شهقة في الحقيقةِ
كي نستردَّ انخطافاتنا من يد الموج ،
جوعاً وحرقاً وسلباً ونفياً
شواظُ الحرائق يشهدُ
أشلاءُ زورقنا ورمالُ الشواطئ
مَنْ يستردُّ الحواسَ التي غادرتنا.؟

أناديكَ ،
وردي حرامٌ ، دمي ،
دمعُ قلبي ، وأطفالُ روحي حرامٌ وأهلي.
وحبّيَ تغتالهُ الريحُ ، سورُ الحديقةِ يهتزُّ
زنزانةُ الرقص مهجورةٌ
أنا أدخلها كربيعٍ شقيٍّ
أرى الشمسَ تطلعُ من جوف لؤلؤة كاذبةْ

بلا أخوةٍ ، وحدها كانت الشمسُ تأتي وتذهبُ
تفتح جرحيَ ، تبكي
هل الجرحُ كان أخَ الشمس سراً ..!
نهارٌ يجيء وآخرُ يذهب والسرُّ يكبرُ
وجدي الذي كلما دار بي ، دارت الارضُ
صارت اراجيحَ أشجارُها ،
وارتديتُ الندى
لأفوحَ عبيرا ، وتهبط من سقف روحكَ غيمةْ
سنابلها سِدرةٌ
عشبها غربةٌ
ونَداها سرابْ

السرابُ ،، السرابْ
أمنيات الهزائم كان السرابُ
بنفسجَ حلمِ الفيافي
يُضيعُ تراتيلَهُ القلبُ
فلُّ الغيابْ

سوف يطلعُ من رافديكَ
اعرجي قلتَ ..آمنةً تدخلينْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال