الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة السورية ..... الحسم العسكري في مواجهة الحل السياسي

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لايُمكن أن يتقدم الحل السياسي للازمة السورية وفق منظور ومسار مؤتمرات جنيف طالما أن المعارضة الاسلامية الطائفية لم تزل طرفاً في الحل السياسي لهذه الازمة , وطالما أن هذا النوع من المعارضة يأتمر من دول إقليمية وخليجية متآمرة تعمل تحت سمع وبصر وخداع من دول الغرب وحلف الناتو ... وطالما أن هذه المعلرضة المأجورة تُنسق مع الغرب لتزويد الكتائب والالوية المسلحة للجماعات السنية المُتطرفة بكافة أنواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة سواء الجماعات المسلحة السورية أم الجماعات القادمة من دول الجوار وكافة أنحاء المعمورة من أجل العمل على تنفيذ المشروع الطائفي والتقسيمي والتدميري للمنطقة الذي يخدم مصالح المنظومة الغربية ويُؤمن الحماية الاستراتيجية للكيان الصهيوني والدول الخليجية والرجعية في المنطقة.... وهذا المشروع الذي تتبناه وتعمل على خدمته بكل إخلاص هذه المعارضة الطائفية يتمركز ويتم تنفيذه على نحوٍ مُكثف على الجغرافيا السورية ويمتد الى العراق ولبنان واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة والشرق الاوسط ...... وبالتالي فالحل السياسي للازمة السورية (إن كان هنالك حل سياسي) لايُمكن فصله عما يجري في المنطقة من صراع أقليمي ودولي بين محورين لهما إمتداد أقليمي ودولي .... وأحد هذين المحورين يرى في المشروع الطائفي والتقسيمي المُدمر للمشرق العربي والشرق الاوسط تحقيقاً لمصالحه الاستراتيجية والرجعية ضمن استراتيجية الشرق الاوسط الجديد والفوضى الخلاقة .... أما المحور الآخر فهو يقف في مواجهة هذا المشروع ويجري التنسيق بين أطرافه لاحباط وإسقاط هذا المشروع باعتباره يُلحق الاذي ليس فقط بوحدة شعوب ودول المنطقة وبثرواتها وتطلعتها نحو الحرية والتكامل الاقتصادي والرخاء والتقدم , بل يُلحق الاذى أيضاً بمصالح الامن القومي ومصالح التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة والقوى الاقليمية والدولية الصاعدة ولاسيما إيران وروسيا والصين وعير ذلك من دول البريكس أوتحالف شنغهاي .....وقد قطع هذا المحوربقيادة روسيا والصين وسوريا وإيران شوطاً كبيراً في تغيير موازين القوى وفي أحباط المشروع الغربي الصهيوني بامتداده التركي والخليجي , ولا سيما بعد التدخل العسكري الروسي الحاسم في سوريا .... وهوتدخل أضعف بلا شك المحور الغربي الصهيوني وأدواته , كما أضعف بشدة من مواقف المعارضات الاسلامية الطائفية التي تفاوض من خلال مؤتمرات جنيف ..... ولكن بالرغم من ذلك لم يقضي التدخل العسكري الروسي المدعوم صينياً على طموحات الاطراف الفاعلة والمتآمرة في المحور الآخر للعبث بأمن المنطقة ومُتابعة ماتبقى من مشروعها الطائفي والتقسيمي والتدميري .... ومن هنا جاء الضوء الاخضر والخرق الكبير لوقف إطلاق النار في بعض مناطق حلب وأريافها على أمل بعث الحياة في مشروعها التآمري الذي أخذ يتهاوى على كافة الجبهات .... ولكن الرد الصاعق والهجوم العسكري الشامل والرادع للجيش السوري في مناطق حلب وأريافها بدعم من الطيران الروسي قضى على ما تبقى من أحلام محور التآمر وعملائه ..... فهل يُمكننا بعد ذلك الحديث عن حل سياسي للازمة السورية بمشاركة المعارضة الاسلامية الطائفية والمُتطرفة , وهل يُمكن أن يحتمل هذا الحل أي منهجية دات طابع وفكر ديني أو مذهبي أو طائفي .... اليس الحل السياسي للازمة السورية لا يُمكن أن يكون سوى حل دو أفق علماني وقومي وديمقراطي وتقدمي وقادر على جمع واحتواء مُختلف المكونات العرقية والمذهبية الشقيقة للمُجتمع العربي السوري من عرب وأكراد وآشوريين وكلدان وسريان وأرمن وتركمان وشركس ...الخ , وهي في معظمها مكونات جمعتها فيما مضى حضارات الشرق القديم ولايزال يجمعها كأمة تاريخ طويل من العيش المشترك والتقاليد والعادات وتشابه المأكولات والرقصات الشعبية والموسيقى والدبكة ....الخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |