الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام في العراق بين الفوضى وغياب السلطة

مجاشع محمد علي

2016 / 4 / 8
الصحافة والاعلام



الجميع في العراق اليوم رافض فوضى الإعلام بجميع وسائله، بما فيهم الإعلاميين انفسهم، الحكومة غير راضية، وخاصة رئيس الحكومة حيدر العبادي فهو يشكو من الإعلام، والشعب العراقي رافض أداء الإعلام على مختلف ملكيته، ومع كل ذلك فالجمهور يشاهد ويتابع، لكن عندما تبتعد عن هذه الفوضى الإعلامية والشكوى منه، وتتأمل بهدوء وبعلمية وموضوعية المشهد الإعلامى، سوف لن تصل إلى نتائج محدد، وإنما سيتبين لك سؤال صعب وهو: هل الإعلام في العراق سلطة رابعة أم انه محكومة وفاقدت السلطة والقوة؟ وهل إعلامنا خارج السيطرة بالفعل وفوضوى ولا سلطة عليه، أم أنه محاصر وهو تحت سلطة مالكيه ومموليه وهوومجرد ضحية للحكومة ورجال الإعلام والاحزاب والإعلان والمعلنين؟
اذا مظاهر الفوضى الإعلامية واضحة وهذا تسبب في تراجع المهنية في ادارة تلك المحطات، وبسبب الانقسامات الكبيرة سياسياً وإعلامياً غابت مواثيق الشرف وهذا ما تسبب بضرر كبير للجميع، كل ذلك تسبب بفقدان الإعلام العراقي لمصداقيته وقدرته على التأثير في المجتمع بالشكل المطلوب واصبح أداة هدم وليس بناء.
برأيي الفوضى والتخبط التي يعيشها الإعلام العراقي هي نتيجة طبيعية لبلد غير مستقر وحكومه تعاني الضعف؛ فضلاً عن غياب التشريعات والأطر القانونية لتنظيم هذه المسألة التي تنظم عمل الإعلام العراقي والعاملين فيه، فلا يوجد إعلام في منطقتنا والعالم بدون قوانين وتنظيمات ضابطة حديثة وواضحة إلا الإعلام العراقي الذي اصبح فوضى ما بعدها فوضى، والسبب برأيي أن هيئة الإعلام والإتصالات التي تنظم التراخيص والقنوات تليفزيونية لا تمتلك قوانين أو قواعد واضحة تحدد عمل هذه القنوات أو تتصدى للاحتكار فى ملكية القنوات الخاصة وبقية وسائل الإعلام، لان هناك قنوات عديدة تعمل بدون الإفصاح عن مصادر تمويلها برغم أننا نعلم جيداً أن أي قناة تلفزيونية بحاجة إلى تمويل كبير تعجز عنه عدد كبير من دول العالم، فكيف لرجل أو حزب في العراق يمتلك أكثر من وسيلة إعلامية ومنها فضائية بدون معرفة مصدر التمويل.
في العراق نحن نعلم أن القنوات التلفزيونية عدا قنوات شبكة الإعلام العراق تمول خارجياً ومن جهات اقليمية لكن هيئة اللإعلام والإتصال عاجزة عن التدخل في هذا الشأن لان ذلك يعني مهاجمة تلك القنوات للهيئة، وبما أن الهيئة لديها مخالفات كبيرة فهذا ما يجعل الهيئة تغض بصرها عن هذا الموضوع.
أذا الفوضى الإعلامية حولت قنوات تلفزيونية إلى منصات لإطلاق الشائعات والفضائح بدون اي اعتبار للجمهور، لانها تخلت عن وظيفتها واصبحت وسيلة للرد بيد مالكها ومموليها، وتبادل السباب والشتائم بين مقدمي البرامج (الذين تم شراؤهم أيضاً) أو بين بعضهم وشخصيات عامة فى المجتمع أو مكونات سياسية، دينية، قومية، أو طائفية! كل ذلك يحدث وهيئة الإعلام غير قادرة على إدارة ملف القنوات الخاصة لأسباب كثيرة، وفي مقدمتها اقحام الهيئة بالعمل السياسي حتى أصبحت طرف في العديد من الأزمات، وحتى لو أرادت، فإنه لا توجد قوانين تستند إليها فى منع هذه الممارسات أو حساب المخطئين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس