الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرهاب (الجادرية) وفلسفة الانتحاريين في العراق الليبرالي الجديد!!

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2005 / 11 / 23
حقوق الانسان


لا شك أن فضيحة قبو (الجادرية) قد شكلت صدمة لدى الرأي العام العراقي والعربي عموماً، وتناقلتها الصحافة العالمية كحدث يحوي من الغرابة بمقدار ما يحوي من الوحشية والحقد.. والرغبة التي لا تقاوم بالانتقام.
غرابة الحدث أتت من كون هذا القبو تابعاً لحكومة (شرعية) تنطق باسم الشعب العراقي.. وفي دهاليز (الجادرية) كانت بصمات (الجعفري وصولاغ جبر) واضحة مثل بصمات منظمة بدر بزعامة عبد العزيز الحكيم... وبصمات المخابرات الإيرانية!!.
غرابة (الجادرية) تتجلى في هذا التواطؤ الكبير بين (شرعية) تمثل الشعب بمعنى ما، مع ميليشيا قائمة على التمذهب والعنف متقاطعة مع مخابرات دولة أخرى، والضحية التي يتم التآمر عليها هي أبناء طائفة أخرى.
من الصعب فهم هذه المعادلة:
وزارة الداخلية مع ميليشيا غير شرعية متآمرتان مع مخابرات تحمل أطماعاً وأحقاداً على البلاد بأكملها من جراء حرب دامت ثماني سنوات ..
معادلة عصية على الحل: خيانة شعب ووطن... ربما؟!..
الترويج والعمل على تعميم العنف الطائفي والميليشياوي... ربما؟!!.
عمالة لجهاز أمني متخلف وقمعي أصلاً في سبيل إذلال أبناء البلد.. ربما؟!..
وربما هي هذه الأمور مجتمعة؟!!..
غرابة (الجادرية) تجاوزت الوحشية والتوحش، التعذيب لا يجري إلا بأدوات حادة تهدف إلى الكسر والتهشيم والتشويه والقتل، وممارسات سادية من الصعب على المرء تخيل فظاعتها...
لم يعد التعذيب هنا بقصد الحصول على معلومات مثلاً..
إنها رغبة جارفة بالانتقام ليس إلا!!
هذه الرغبة تعدت إرهاب صدام واستعراضاته (الزعاموية) بوصفه ديكتاتوراً وحاكماً أوحد للبلاد... نحو إرهاب من نوع جديد تحول البشر من خلاله إلى كائنات فقدت بوصلتها الإنسانية واستمرأت طعم الدم، و(متعة) الذبح وتقطيع الأعضاء البشرية... وكأن هؤلاء خرجوا للتو من كهف حجري منسي منذ مئة ألف عام!!...
من أين أتى هذا الحقد؟.. وهذا الانتقام... وهذا الذبح المتوحش؟!..
أليس قبو (الجادرية) من عناوين العراق الجديد؟!..
كيف يمكن للرئاسات الثلاث أن تتحدث عن الديمقراطية والحريات العامة والفكر الليبرالي وحقوق الإنسان... وقبو (الجادرية) ماثلٌ في أذهان العالم أجمع؟!..
في تاريخ إجرام المافيات العالمية والعصابات المأجورة التي لا هدف لها أبعد من (الأجر) الذي تتقاضاه من مموليها، قد تجد إجراماً من هذا القبيل... وقد لا تجد!!.
إلا أنه في تاريخ الدول والحكومات، (مهما بالغت في قمعها وديكتاتوريتها) حتى إبان الحروب الأهلية، فإن العنف لم يصل إلى هذه المرتبة ـ (السوبر) الذي يقدمها اليوم دعاة العراق الجديد..
القتل لا يولد إلا قتلاً ..
والدم المستباح لن يفجر إلا ينابيع حقد وكراهية وانتقام ..
وإرهاب (الجادرية) لن يولد إلا إرهاباً أشد حلكة يصدمنا يومياً في (فلسفة) الانتحاريين وأحزمتهم الناسفة وهي تحول أطفالنا ونساءنا إلى أشلاء وترشق وجه الوطن بالدم البريء من بغداد إلى آخر حبة تراب في أرض العراق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما


.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش


.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر




.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..