الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحبلاس , من قاموس الطبيعة وعالم النبات ؟ - 3

مريم نجمه

2016 / 4 / 8
الصناعة والزراعة



من قاموس الطبيعة وعالم النبات
Myrthe الحبلاس = ميرتا -
نبتة الحبلاس للأفراح والأحزان " .
قاموس الطبيعة واسع لا حدود له فأمنا الطبيعة غنية بعطائها وهداياها للإنسان , نستفيد منها إذا اكتشفناها أكثر وتعمقنا بفوائدها واستعمالاتها وخيراتها .
كل شجرة وزهرة ونبتة وعشبة لها فائدة ووظيفة في الطبيعة .
نراه عندما نتنزه ونمشي في الحقول والحدائق أو الغابة والبستان , نرى الأزهارالبرية والأشجار والورود والأعشاب وغيره وكل له فوائده .

هناك نبتة تعيش صيفاً شتاءً وتعطي ثمارها من ثاني ريّة من الشتاء ولها أزهار بيضاء أو وردية عطرية , والثمار لينة سوداء تؤكل غضّة أو تجفف كالتوابل . . والأبيض يعطي نكهة طيبة وله فوائد جمة إسمها ( الحبلاس ) .

ما هي الحبلاس
وما هو تاريخ استعماله , وماهي فوائدها الطبية والجمالية , ولماذا تستعمل في الأفراح ..
بعضها للعطر , بعضها للطب , والزينة , وللحيوان .. وهكذا ...


و‘من الغريب أن الناس عندنا ألفوا الإهتمام بأوراق الحبلاس وأغصانه , المسماة " الآس " - أكثر من اهتمامهم بثماره , مع أن لكل من الإثنين , فوائده وأهميته .
والواقع أن الآس كان على الدوام موضع الإهتمام , ولعل سبب ذلك عائد إلى أن أوراقه الخضر تحافظ على لونها ونضارتها زمنًا أطول من أي نبات آخر , ولذا استخدمه العامة في زياراتهم للقبور * , كما كرّسه الرومان للآلهة فينوس , وقدموه عربوناً للحب والجمال , كما اعتبره الإغريق رمزاً للنصر والمجد .

يكثر وجود الحبلاس على شواطئ البحر الأبيض - بحرنا - ويدعى " حبّ اللآس " , أو حنبلاس " أو رندة " أو ميرتى . كما يدعى في إسبانيا أرّايان " وقد انحدر إليهم من العرب , وفي تركيا يدعى " مرسين " أما في تونس فيدعى " الريحان " وفي اليمن " الهدس " و باللغة الفرعونية ( بالخت ) , وهو من الفصيلة الآسية إسمه العلمي باللاتيني ( ميرتوس )..

نيال الريحان كم هو مدلل بالأسماء على ما يبدو دليل الإهتمام والحب والتكريم !

الآس نبات قديم , اشتهر كثيراً لدى الفراعنة واليونانيين القدماء ووجدت رسوم لفروعه على جدران المقابر الفرعونية .
يستهلك هذا النبات بكثرة في لبنان حتى أصبح على قائمة النباتات المعرضة للإنقراض , وذلك بسبب الإقبال على أغصانه وقطفها وبيعها لمحال الزهور !
إذ قلما تجد باقة أزهار منسّقة من دون أغصان الحبلاس الخضراء - خاصة أنها من شجيرات دائمة الخضرة وأغصانها وأوراقها تفوح منها رائحة عطرية مميزة .

أيضاً الحبلاس , من النباتات البرية ( العاسلة ) التي تدخل في تركيب العسل وتزيد من جودته وقيمته الغذائية , إضافة إلى أنها مصدر غني بحبوب اللقاح . لأن النحلة لا يمكنها تربية حضنة النحل من دون حبوب اللقاح المصدر البروتيني الطبيعي . ويمكننا أن نأخذ قسماً من حبوب اللقاح والإفادة من قيمتها الغذائية الكبيرة .

لا شئ في الطبيعة دون فائدة كل ما حولنا جميل ومفيد وضروري . الطبيعة خزّان وصيدلية وجنات للنظر والحواس والصحة والهواء , والراحة - والتأمل -
أيضاً وأيضاً للآس فوائد واستخدامات كثيرة :
تستخدم شجيرات الآس في عمل الأسيجة والفواصل للحدائق العامة والخاصة والدور السكنية كما هنا في هولندة متواجد بكثرة .
في العراق يرش صيفاً بالماء لترطيب الجو ,
والأجزاء المستعملة منه هي الثمار والأوراق والزيوت .
الأوراق تحتوي على زيت طيار وعفص مركّز .


يستعمل ورق الأس وثمرته في استخراج عطر زكي الرائحة , وخلاصة قابضة توصف في حالات النزلات الصدرية , والتهابات المثانة , كما تحتوي الأوراق على حامض الطرطير . ولذا فهي مدر للبول , كما تفيد للمصابين بالصرع ( الوقوع بالساعة ) فيخفف من شدتها ويقلل من عددها . . كذلك فهو مفيد للشعر . وللزينة والأحزان , ويعيش عدة أيام دون ماء أي انه يتحمل العطش والجفاف .

الحبلاس مقو للجسم , ومنعش , ويستخدم عطر الآس كمطهّر للأنف , أي بنفس الإستعمالات التي يستخدم فيها عطر الأوكاليبتوس المسمّى " كومينول " . وأهم المواد التي يحتوي عليها هو " العفص " وهذا هو السبب في شعور الإنسان بجفاف في الفم عقب تناول هذه الثمرة .
يستعمل الآس مقّبل , بشربه فنجان قهوة بعد غليه وتصفيته بعد الطعام , يستخرج منه الزيت - بلونه الأخضر - الأصلي الكثيف . وزيته مفيد جداً .

ماء الملائكة ...؟
هذا ويدعى الماء المقطر من زهر الآس وأوراقه " ماء الملائكة " , ولذا كان الأقدمون يقدسونه ويتناولونه في طقوسهم الدينية .

وفي صيدنايا نتيحة خبرات قديمة متوارثة , كانت جداتنا وأمهاتنا يستعملن الآس المجفف المطحون مع زيت الزيتون , لدهن جسم الوليد الجديد حديث الولادة بعد الحمام مباشرة .. لمدة أسبوع , ليأخذ جسم الطفل القوة ويتشرّب الرائحة المنعشة , وما لهذه المادتين من فائدة مطهرة ومقوية ..
وهذا دليل لمعرفة العامة بفوائده ... والمعرفة فرح وجمال ما علينا سوى توصيلها وتوريثها للأجيال .
-------------------------------------------------
بعض قراءات من كتاب الطبيب صبري القباني -
مريم نجمه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: لم نكمل إزالة التهديد لكننا غيرنا مسار الحرب


.. عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل إسرائيلية وإصابة آخرين في




.. حرائق وأضرار في كريات شمونة والجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مس


.. ماذا تريد إسرائيل من ساحة غزة؟




.. لماذا مخيم جباليا؟