الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهم، ما بين الجامع والكنيسة!!

ضياء رحيم محسن

2016 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قرون طويلة هيمنة الكنيسة فيها على المسيحيين في أصقاع العالم، وخاصة أوربا، جراء هيمنتها على أفكار وأموال الناس، من خلال فرض وصاية رجال الدين على الناس البسطاء، في وقت نجد أن الطبقة الأرستقراطية لم يمسها رجال الدين، وكل هذا نتج عن الضغط الذي مارسته السلطات على الديانة المسيحية وأتباعها، الأمر الذي جعل الدعوة الى الديانة المسيحية، محاطة بالخوف والبطش، تؤدي الى هلاك مريديها، بالإضافة الى ما يتبعه من حرق كتب الإنجيل التي بين أيدي هؤلاء.
هذا الأمر جعل رجال الكنيسة يحتفظون بحق الإحتفاظ بالإنجيل وتفسيره، حتى بعد أن إعتنقت الدولة الرومانية الديانة المسيحية، حيث أيدت بقاء ذلك بيد رجال الكنيسة لسببين، الأول لجمع رعايا الكنيسة على عقيدة واحدة، والثاني هو محاربة المنشقين عنها.
في القرون الأخيرة التي سبقت الثورة على الكنيسة، حصل ما لم يكن في الحسبان، عندما أخذ الناس يحاولون التخلص من المسيحية؛ من خلال إدعاء الكفر (من وجهة نظر الكنيسة) للهروب من ذل الكنيسة، الأمر الذي كان له أبلغ الأثر في تقنين الحرية الدينية بعد ذلك، من ثم جاءت الثورة والتي كانت من ضمن نتائجها إلغاء النفوذ الديني الكاثوليكي وإرساء الحقوق الديمقراطية، وحقوق الشعب والمواطنة، وبروز نظرية العقد الاجتماعي للكاتب جان جاك روسو، الذي يعتبر منظر الثورة الفرنسية وفيلسوفها.
لا يزال بعض الناس يعيش الوهم، عندما يتصور أن تجربة الغرب مع الكنيسة، والتي سقنا بعضها من خلال تحجيم دورها تنجح مع الدين الإسلامي، وينسى هؤلاء أن الدين الإسلامي يختلف مع المسيحية في إختلافات جوهرية منها، أن الكتاب الذي بين أيدينا هو نفسه قبل 1400عام، بالإضافة الى وجود قيادات إسلامية تؤمن حقيقة بالعدالة والمساواة بين الناس؛ مهما إختلفت مشاربهم وألوانهم، والأهم هو وجود قادة روحيين أكبر همهم، هو تعريف الناس بتعاليم الدين الحقيقية، بدون أن يكون سيفا مسلط على رقابهم.
الجامع والحسينية وأي مكان يؤمه المسلمون اليوم، مكان روحي وليس سياسي، يقربه من الباري عز وجل، ويتعرف على تعاليم دينه، ذلك لأن الدين الإسلامي دين متجدد، وليست تعاليم منغلقة على عادات وتقاليد إندرست قبل أربعة عشر قرن، وهما يختلفان عن الكنيسة من حيث تلقي العلوم الدينية والتعريف بتعاليم السماء، من خلال حلقات الدرس التي تعقد فيهما، وهو الأمر الذي نتج عنه كثير من المؤلفات التي تزخر به المكتبة الإسلامية، في مختلف العلوم والمعارف الإنسانية، ونقلها الغرب إليهم عن طريق المستشرقين.
من هنا فإننا نجد بأن إطلاق تعابير، عن ضرورة فصل الدين عن السياسة، والدولة المدنية، وغيرها من الشعارات الفضفاضة، إنما يراد بها إبعاد الناس عن الدين وتشويه صورته في أعين الناس، فليس كل من تلبس بلباس الدين، يمثل الدين، حيث نرى كثير من دعاة المدنية والوجوديين؛ من لبس العمامة ويركب الموجة لكي لا تدوسه أقدام الناس، ليخرج بعد حين وهو يلعن الدين والمتدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اياكم وفصل الدين عن السياسة والحكم
سيلوس العراقي ( 2016 / 4 / 9 - 14:02 )
السيد ضياء
مرحبا
ايكم والتشبه بالكنيسة أو بالغرب
فان الاسلام لا يشبه المسيحية
فالاسلام دين الله الوحيد وهو دين للحكم والقضاء والسياسة وللمجتمع ولكل الحياة الانسانية
وليس هناك من حل لتخلف الدول العربية سوى بالعودة الى ايمانها وتمسكها القوي بالدين
لانه ان أضاعت الشعوب العربية الدين والايمان والاسلام
فمالذي سيتبقى لها ؟ لا شيء غير الضياع
وسيكون مصيرها الضياع من دون الاسلام ومن دون تحقيق الحلم الكبير باعادة بناء الامة الاسلامية الواحدة
وحمل الاسلام لكل العالم فالبشرية تتوق الى الاسلام والى التعرف على نور الاسلام الحقيقي
وهذه رسالة المسلمين الواحدة والوحيدة
والعالم ينتظر خلاصه من الشر والموبقات والانظمة الكافرة الوثنية المجرمة التي تحكم الغرب واميريكا وباقي دول الشر في العالم ولن يتم اهتداءها وخلاصها الا على يد المسلمين
خاصة ان تعاليم الاسلام منفتحة كثيرا وليست منغلقة كتعاليم المسيحية والكنيسة
تقبل تقديري

اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ