الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نخيل العراق

طاهر مسلم البكاء

2016 / 4 / 9
الصناعة والزراعة


يعتقد ان العراق كان الموطن الاول لزراعة النخيل ومنه انتشر الى العالم ،وتشير الدراسات التاريخية الى إن زراعة نخل التمر بدأت في بلاد ما بين النهرين نحو 4000 ق.م.
لاغرابة أن إحتل العراق المرتبة الاولى في عدد النخيل وانتاج التمور ، حوالي 30 مليون نخلة ، وينتج آلاف الأطنان من التمر،ووفقا ًلحالة طبيعية فرضتها الظروف البيئية المناسبة وتوفر العوامل الصالحة لتكاثره ،ولم يكن هناك أي مسبب صناعي كتدخل الدولة أو غيرها ، غير ان هذا تعرض لتغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة ، أدت الى تراجع هذه الريادة مع أهمال واضح من الحكومات المتعاقبة ،وعدم مبادرتها بأي معالجات لتدارك الواقع ، حاله حال المنتوجات العراقية الأخرى، حتى اصبح العراق احد بلدان النخيل وليس أولها،ويعود السبب الى تغيير الظروف الطبيعية السائدة وخاصة انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات الى مستويات قياسية وارتفاع الملوحة في اراضي الجنوب .
تعمّر النخلة عشرات السنين فقد يصل عمرها الى اكثر من مائة عام استنادا ً الى قوة النخلة والاهتمام بها .وأعتبرت البصرة اكبر بقعة لزراعة النخيل في العالم ، أيام العراق الزاهية ، وتزداد زراعته على ضفتي شط العرب وصولا ً الى الحدود الايرانية شرقا وتمتد جنوبا حتى البحر .
تكاثر النخيل :
1- التكاثر الجنسي ( بالنوى ) .
2- التكاثر الخضري بالفسائل أو بالزراعة النسيجية .
ولاتستخدم حاليا ً طريقة التكاثر بالنوى والتي استخدمت سابقا ً على نطاق واسع ،وخاصة التكاثر العشوائي الذي ينتج عند رمي النوى ،بسبب ان النخيل الناتج يظهر نصفه فحول وماتبقى لايظهر مشابه لصنف النخلة الأم ،وعادة مايكون من النوع الردئ المسمى (الدكل ) وذلك بسبب التلقيح الخلطي .
وتعد طريقة الإكثار بالفسائل هي الطريقة المثلى لكن الأعداد التي يمكن الحصول عليها من الفسائل قليلة، وخاصة في الأصناف المرغوبة والنادرة، ولذلك تم اللجوء إلى استخدام زراعة الأنسجة النباتية في الإكثار الخضري للنخيل لغرض توفير أعداد كبيرة من الفسائل وبمدة قصير نسبياً، وتستعمل معظم أجزاء النخله في زراعة الأنسجة، فقد تستعمل النواة والسويقة المنفصلة من النبات، والأجزاء الزهرية والورقة والجذور، وكذلك البراعم الإبطيه والقمه النامية، إلا أن الجزء النباتي المستعمل في الاكثار بمعظم الحالات هو قلب الفسيلة .
النخلة والتمر :
تنتج النخلة الرطب ، مثل اصناف البرحي والخستاوي والبريم والمكتوم ، والساير والحلاوي والشكّر ,والشويثي وغيرها ، كما يستهلك الجزء الاخر كتمور ناضجة او يصنع الى الدبس او الخل او العلف . والتمر ذو قيمة غذائية عالية ويمكن اعتباره غذاءا ً كاملا ً، حيث يحتوي على السكريات والبروتين وأملاح مثل أملاح البوتاسيوم وفيتامينات، وهو غذاء يمكن تخزينه بسهولة، وينتج النخيل ثماره في منتصف الصيف وبعض أنواع النخيل قد يتقدم في نضج ثماره أو قد يتأخر، وذلك مرتبط بصنف النخلة ومكان تواجدها. وعلى العموم فالمناطق الأكثر ارتفاعا ً بدرجات الحرارة تثمر فيها النخلة قبل غيرها .
النخلة هي صديقة البيئة لأن جميع مخلفاتها يستفيد منها الإنسان فللنخلة فوائد كثيرة عدى عن ثمارها، حيث يصنع من أليافها الحبال ومواد حشوة الأثاث، ومن أوراقها الزنابيل والقفف والقبعات الشعبية، ومن جريدها تصنع السلال وأوعية نقل الفواكة والخضراوات والأثاث الخفيف مثل الكراسي والأسرة، ومن نوى التمر تستخرج زيوت وتستخدم البواقي كعلف للحيوانات، وجذع النخلة المقطوعة يستخدم لتسقيف المنازل الريفية وكدعامات.
النخل يتحمل العطش وملوحة الأرض، وتزرع بساتين النخيل على شكل خطوط مستقيمة يستفاد منها في توفير الظل لفسحة الأرض تحتها لزراعة الحمضيات والخضراوات مثل البقدونس وغيره من الخضراوات.
وقد انحسرت زراعة النخيل ،وتدنى عدده وتدنت انتاجية النخلة الواحدة حتى وصلت الى 14 كيلو غرام في حين وصلت في مصر والسعودية الى 30 كغم .واصبحنا نستورد التمر المصنع من بلاد الصحراء !
انواع النخيل :
توجد انواع من النخيل لا تثمر التمر وانما تنتج الزيت وهو نخيل الزيت كما ان منه النوع الوحشي )كما في الهند( الذي لا ينتج اي ثمر ،غير ان مثل هذه الأنواع لايوجد منها في العراق سوى القليل ، ورغم تعدد اصناف التمور في العراق الا ان التجارية منها هي :أنواع محددة مثل الزهدي والحلاوي والخضراوي والساير ، ويكون انتاج الزهدي أعلى من الاصناف الاخرى وتنمو اشجار النخيل في اجواء مرتفعة الحرارة، قليلة الامطار خلال عملية النضج ،ويتحمل النخيل تقلبات درجات الحرارة ، ان سقوط الامطار خلال فترة تكوين الرطب يؤدي في أحيان كثيرة الى اسوداد الثمر ،وتتركز غالبية أشجار النخيل في مناطق معينة من العراق دون غيرها إذ تشتهر مناطق جنوب العراق ووسطه بزراعة النخيل .
تسمية النخل :
تسمى النخلة نسبة الى صفة معينة من صفات التمر كالاتي :
أ / اللون فيسمى : الخضراوي، الاشقر .
ب/ الشكل والحجم فيسمى : اصابع العروس ، ظلف الغزال ، ليلوي .
ت/ اسم المكتشف او المسمي الاول : ابراهيمي ، دكل منصور ، دكل موسى .
ث/ اسم المنطقة ، نجدي ، بهرزي ، بصراوي ، حجازي .
ج النوعية : ام الدهن ، سكري .
وغيرها ،وهناك تسميات محلية تختص بها بعض المناطق دون غيرها .
بعض اصناف التمور العراقية المهمة :
1- الحلاوي والخضراوي والساير )اسطة عمران( وهي من تمور البصرة التجارية المهمة ، وكذلك صنف الديري، اما الزهدي فتكثر زراعته في المنطقة الوسطى اضافة الى منطقة شط العرب .
2- البريم والجبجاب : فهي من الاصناف التي تصدر على شكل خلال مطبوخ مجفف .
3- الخستاوي والاشرسي فتزرع بالمنطقة الوسطى .
4- البرحي : وهو من الاصناف الممتازة واصله منطقة ابي الخصيب واشتهر على المستوى العالمي كونه فائق الجودة .
5- ليلوي وام الدهن والخصاب فمشهورة بالبصرة .
استهلاك وتصدير التمور :
يعتبر التمر ثروة وطنية مهمة فهو وان كان يستهلك في الداخل كغذاء ومواد مصنعة أخرى ،فهو مادة غذائية مطلوبة على شكل رطب، مثل اصناف البرحي والخستاوي والبريم والمكتوم والساير والحلاوي .. كما يستهلك
الجزء الاخر كتمور ناضجة او تصنع الى الدبس او خل او علف ، ومازاد عن الحاجة فأنه يصدر الى الخارج كغذاء بشري مباشر ، وقامت بعض الدول باستيراد التمور لتصنيعها في داخل بلادها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا