الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتتاحية اللصوصيه

صافي الياسري

2016 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


9-4 - 2003افتتاحية اللصوصية الاكبر والاوسع في تاريخ العالم
صافي الياسري
نعم هي افتتاحية ،انما كالحة سوداء مقفرة مفقرة ، تعودت البشرية ان تسمع اروع افتتاحيات الموسيقى تخلد الرقي والانتصار السلمي والثقافي الفذ ،اما نحن فسجلنا افتتاحية الحواسم المستدامة صعودا من سرقة مرحاض الى سرقة المليارات ،ومن سرقة ستارة نافذة وشباك دائرة حكومية الى سرقة ابار النفط ،صديقي الفنان قاسم السبتي وثق اكبر مجزرة ثقافية جرت في بغداد حين جمع ايام الحواسم ،اغلفة الكتب المنتهكة الممزقة وجعل منها لوحات شهادة على الجريمة التاريخية التي اصلت لسيرورة الحواسم ،كنت ارى على التلفزيون مشاهد مصورة لبعض الشوارع وبخاصة شارع المحيط في الكاظمية حيث تقع الشعبة الخامسة لمديرية الاستخبارات ،كانت تتوزع الشارع رتب وملابس عسكرية بل وحتى مسدسات ورشاشات ،وللاسف الذين جمعوها لم يهتموا لقيمتها التاريخية وانما اهتموا لقيمتها المادية وكيفية بيعها ،وينقل لي صديق كان في بغداد عندما هبت عاصفة الحواسم ،ان ارصفة الباب الشرقي باعت حتى حبال المشانق ،وقيود المعاصم ( الكلبجات ) وزناجيل تقييد الاقدام واكياس تغطية الرؤوس ،بانوراما الحرامية هذه ذكرتني بفرهود اليهود عندما اعلن قيام اسرائيل وكم يؤلمني ان اقر ان اغلب هؤلاء اللصوص ان لم اقل جميعهم كانوا من فقراء العراق الذين تفننت الحكومات المتعاقبة في تشريع حرمانهم حتى عاد مفهوم الحرمان وواقعه هو الطبيعي ولا وجود للاشباع حتى في حدوده الدنيا ،ومن هذا الخط الملتهب تصاعدت نيران النهب ،فالمنهوب لم يعد مالا عاما يجب الحفاظ عليه وانما مال عام يجب تقاسمه كل يد بما سبقت اختها ، ولم تكتف تلك الايادي بالسرقة ،فقد رايت جدران مكتبة الاوقاف وقد نهبت تماما بما فيها اثمن المخطوطات ،ليس هذا وحسب بل احرقت حتى جدرانها ورفوفها ،انه الحقد على الدولة وحكومتها وعلى وفق سايكولوجية الانسلاخ عنها وعن مفهوم الوطن الذي لم يكن يعني شيئا للحوسمجيه بفعل ما رسخته ورسبته الدولة وحكوماتها العرقية الطائفية في نفوسهم من فرز وابعاد واقصاء وتجويع وافقار واحتقار حتى ،الذين يلومون ويتهمون هؤلاء الحوسمجية بالانفصال عن منظومة القيم الوطنية والعشائرية والاخلاقية والدينية ،يغفلون عمدا او جهلا تاشير مسؤولية الدولة وحكوماتها المتعاقبة في تاصيل هذا الانفصال ،الذي تؤصله اليوم ايضا دولة العمائم السود والبيض ،ولننتظر فان حواسما شعبية اخرى قادمة على يد هؤلاء اللصوص ،الذين يسرقون ويجيعون ويحرمون الجميع حقوقهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال يروون تفاصيل قصف مدرسة نزحوا إليها في دير البلح بقطاع


.. كاميرا الجزيرة ترصد غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوب




.. كيف استعدت إسرائيل للقضاء على حزب الله؟


.. شهداء وجرحى بغارة إسرائيلية على مسجد يؤوي نازحين في دير البل




.. مظاهرات في مدن ألمانية عدة تأييدا لفلسطين ولبنان