الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قردة وسعادين وظباء

رعد تغوج

2016 / 4 / 9
الادب والفن


قردة وسعادين وظباء

أدغال تنزانيا مليئة بالسعادين والقردة ، وفي بُحيرة مُحاطة من جهة الجنوب بأشجار جوز الهند الشهية والسامقة تدنو غزالة مُرقطة بالبياض الناعم مِنْ غدير ماء تتجمعُ حولهُ بعضُ الحشائش الخضراء التي تكتفي بها الغزالة الرشيقة والتي عُرف عنها منذُ الأزل أنها نبايتة وبعيدة عن كولسترولات الحضارة البرجوازية !


يرقدُ فرد آدميّ عِندَ سيارته القديمة من نوع لادا نيفا ذات المُحرك الذي يخترقُ الأذن الوسطى بضجيجه وتنتمي بطبيعتها – أقصد السيارة أو العربة – إلى حقبة ما قبل ظهور قوانين البيئة ومعاهدات المُحافظة على الهواء والمناخ، ولأنهُ مُستغرقٌ في النوم على بطنه الذي ملأهُ بالبيرة الرخيصة نوع "رويال داتش" لم يسمع ما دار بين السعدان والغزالة من حديث جانبيّ قريبٌ من البوح لكن بصورة أكثر رشاقة تليقُ بغابات تنزانيا المُريحة للأعصاب والأنسجة معاً .

بداية لم يلحظ السعدانُ قدوم الغزالة التي تعبرُ الحجارة السوداء والداكنة كأنها تتهادى على سلسلة من الحرير والقطن، وقدْ كانَ السعدانُ مُتوسداً باحدى ذراعيه جذوع شجرة جوز الهند مُحاولاً أن يضرب بيده الأخرى على صدره، وهي لغة السعادين المشهورة في افريقيا منذ عصر الأجداد!

دنتْ الغزالة من المكان فرمقها السعدانُ وفي نفس الوقت بالذات كان قد بدأ بالقفز الواثب للأسفل مُتشبثاً غصون الشجرة حتى اقترب من الغزالة، وفي الأثناء كانت الغزالة تُبحلق في المكان مُؤمنة نفسها واحترازا من اختراق حدودها الإقليمية وجبهتها الداخلية رسمتْ خطوطاً وهمية بفضلاتها بحيث تستطيع أن تحدسَ خطرَ البشر والآدميين والإنسَ حالَ وُصولهم ! وهي خاصية تُضاهي أنظمة الإنذار المُبكر والجي بي إس في الألفية الثالثة الأعجف في التاريخ الطبيعيّ كما يقول العارفون.

قالَ السعدانُ :
للهِ أنتمُ الظباءُ أمنُ الحديثِ عِندكمُ ألوانُ

قالتْ :
أحرقوها بقولهم أرضُ حشدٍ وبئسَ المَقولة الأمنُ والأمان

هذه اشارات لا يعرفهما بطبيعة الحال إلا العارفون وأهلُ الخطوة والحظوة، لهذا لم يُتعبْ الفأر الذي يرقدُ بعيداً عقله في تفسير ما ذهب إليه السعدانُ ولا الغزالة.

يُقالُ أنهُ في الأثناء كانَ التِمساحُ – وقد كان الجو استوائياً وحاراً جداً – يُحاولُ أن يَتبغدد ! لكن كيف ؟ بالطين ! فهذا الحيوان هو أخفضُ الحيوانات إلى الأرض، أي أوطاها ! ويملك أكبر فمَ وهو مع ذلك يبقي فمه مفتوحاً دائماً ، والمُحزن كما يقولُ العارفونَ هُوَ أنَّ العصافير الجميلة ذات الألوان النادرة وبعضُ فراشات المونارش الملكية الشهيرة تنزلُ إلى أسنان هذا التمساح لتنظفها ، فقد لاحظ البعضُ أنُه بعد تناوله طعامه يُبقي فمه فاغراً ، ويكونُ مُنزعجاً من أسنانه البعيدة عن بعضها البعض، لهذا يُتيج للعصافير سالفة الذكر والفراشات الملكية أن تأتي وتلتقط برشاقة بعضاً من زوائد أكله، لكنهُ ما أن يشعر براحة حتى يُغلقَ فمه! وهذه صفة أخرى تُضافُ إلى قربه من الأرض وانغماسه في الطين وفتحه فمه دائماً !











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل


.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب




.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح


.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال




.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان