الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل الحديث عن الوحدة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني

عماد صلاح الدين

2016 / 4 / 9
القضية الفلسطينية


قبل الحديث عن الوحدة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني
عماد صلاح الدين
لو سأل احد نفسه كم هي محاولات لم الصف الفلسطيني، وكذلك التوفيقات النظرية بخصوص المشروع الوطني الفلسطيني من الناحية النظرية؟؟ لكان الجواب هو بعشرات المحاولات، ليس من يوم مشكلة قبيلة حماس وقبيلة فتح، بل ذلك منذ عشرات السنين، وما قبل النكبة عام 1948.
لماذا تفشل المحاولات؛ رغم أنني في حقيقة الأمر أجد الكلام سليما ومنطقيا، في وثائق الوحدة، وأيضا بتوافقيات المشروع الوطني، يبدو أن المشكلة ليست بما يكتب وبما ينظر له في الخطاب السياسي الفلسطيني.
المشكلة تكمن لدينا، في منظومة بناء الإنسان، الذي يستطيع أن يرى جيدا وعلى وجه الحقيقة، ويستطيع أن يقرر أيضا على وجه الحقيقة.
بالمعنى العلمي والمعرفي للاجتماع الإنساني، وبدون لف ولا دوران، لا يوجد لدينا بشكل متوسطي علمي إنسان سليم اجتمعت لدية مقومات السلامة النفسية والمعنوية ولا الصحية بالمعنى الفيزيائي للكلمة؛ ومثل هذا الإنسان حتما هو غير مدرب وغير قادر على القيام بانضباطاته والتزاماته الفردية، وبالتالي هو غير قادر على القيام طبعا بالتزاماته على مستوى الشأن العام؛ كل ما أراه للأسف من حراك الأفراد والمجتمع تقريبا قائما على الديماغوجيا والسبهللة وردات الفعل، وبالتالي عدم القدرة على تقرير المصير في كثير من قضايا حياتية، المفروض أن تكون تحصيل حاصل بالنسبة للإنسان العادي السليم في المجتمع السليم؛ فكيف لهذا الإنسان أن تكون له المقدرة والسعة والإمكانية --والحال هذه -بالقيام بواجبات أعلى واهم تمس المجموع الوطني؛ إلا أن تكون من نفس النسق الفردي الأهوج، والقائم على انتظار احتمالات وتمنيات لا سند إنساني معد لها سلفا، لتكون الوقائع أو المتحققات على قدر التمنيات.
السائد الأعم في مجتمعنا هو المرض والجهل والتخلف والتسليم والاستقبال في قضايا الوطن والدين، والتي تتحول إلى حالة من الخيال الجامح والمريض، المبني على شعارات وخطابات حتى أننا لا نفقه ولا نفهم مضامينها، وعلى ديباجات واعتذاريات دينية تقوم على التواكل، وتعزز المرض والحقد الاجتماعي وعموم الفشل.
وفوق هذا وكله، تسمع من يسمعك بأننا شعب الجبارين، وبأننا سندخل الجنة جميعا، لان لنا وضعا استثنائيا، بحكم أننا أهل رباط إلى يوم الدين، وما إلى ذلك.
بدون منهجية متكاملة في الدين، القائم على الفكر، وفي علم ومعرفة تطور في شخصية الإنسان، والاهم في صحة متكاملة نفسيا وفيزيائيا، وضمن منظومة تربوية واعية، يتشارك فيها الجميع في المسؤولية، وعلى كل المراتب والمستويات؛ فستكون مقاومتنا لإسرائيل عبثية، وسيكون كل حديث أو محاولة عن الوحدة الوطنية والتوفيقات فيها عبثية هي الأخرى، وسيكون حديثنا عن التحرر والاستقلال مجرد ضرب من الخيال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع