الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المحاصصة الطائفية خيار إضطراري؟

ضياء رحيم محسن

2016 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أثناء رده على سؤال لقناة الجزيرة القطرية، بمناسبة الذكرى السنوية لإسقاط نظام صدام، يقول الحاكم المدني في العراق بول بريمر: ((أن المحاصصة الطائفية كانت خياراً إضطراريا لا مفر منه، بسبب تركة نظام صدام حسين، الذي دمر النسيج الاجتماعي، من خلال إعتماده على السُنة في مراكز القوة)) وهو هنا يرفع عن كاهله مسؤولية المحاصصة التي إعتمدها في توزيع المناصب على الطيف العراقي، أثناء شغله لمنصب الحاكم المدني في العراق.
كلام مقبول نوعا ما، خاصة الجزء المتعلق بنظام صدام حسين، وإعتماده على السُنة في مراكز القرار السياسي والإقتصادي في البلد، في وقت أرسل الشيعة الى أتون الحرب مع إيران وبعدها الكويت.
لكن من غير المقبول ولا المنطقي أن تكون الولايات المتحدة عاجزة عن إتمام ما بدأته في العراق، وهي التي كانت قادرة على إسقاط نظام البعث عام 1991، عندما أخرجت الجيش العراقي من الكويت، ووصلت قواتها الى الناصرية، كما أنه من غير المنطقي أيضا أن نجد الحاكم المدني عاجز عن إلزام السياسيين العراقيين في وقتها بنبذ الطائفية، وهو الذي يتبجح بأنه إستطاع تنظيم ستة انتخابات وإستفتاء على الدستور العراقي، بالإضافة الى أن البلد شهد إنتقالا سلميا للسلطة.
لكن هل فعلا أن المحاصصة هو إختيار إضطراري، بمعنى أنه لم يكن هناك خيار أخر يتمكن من خلاله العراق، المضي ببلدهم في طريق الديمقراطية، وينجحوا في بناء بلد فيه من الإمكانات ما لم يتوفر لبلدان مجتمعة؟
لا يبدو الجواب على السؤال السابق صعبا، أو أنه يحتاج الى تنظير من قبل منظري السياسة، بقدر ما يحتاج الى أشخاص لديهم القدرة على توظيف كل ما موجود من طاقات في هذا البلد، لخدمة البلد، والتغاضي عن الإختلافات بين مكونات الشعب، لأن المشتركات كثيرة؛ منها أننا أبناء بلد واحد، والأغلبية تدين بدين الإسلام، مع إحتفاظ بقية المكونات بدياناتها، وإحترام هذه الأديان ما دامت تؤمن بأن الأنبياء والرسل، يؤدون رسالة السماء من أجل خير البشرية، وأن لا أحد سيحاسب في الدار الآخرة مكان شخص اخر، ولن تكون هناك أيضا محسوبية إلا بمقدار عمل الفرد صالحا كان أم طالحا.
إذا بالمحصلة لم تكن المحاصصة الطائفية خيار إضطراري، بقدر ما كانت خطة مدروسة من قبل الولايات المتحدة، لتستطيع السيطرة على مقدرات الشعب العراقي، ومنه تمد أذرعها للسيطرة على القرار العربي في مختلف البلدان العربية، عندما يتم الترويج للديمقراطية الجديدة، وهذا يتم بمسارين أحدهما عكس الأخر، المسار الأول تهدد به الحكام العرب، الجاثمين على صدور أبناء الدول العربية، بأن مصيرهم سيكون مشابه لمصير نظام صدام، فيما لو لم يأتمروا بما تقوله الولايات المتحدة، والمسار الثاني يتعلق بالمواطن العربي ومفاده أن الديمقراطية هكذا تفعل بالشعوب، لأنهم لا يحسنون التعامل معها، بالتالي فمن الأفضل لكم البقاء حتى سطوة هؤلاء الحكام، من أن تدمروا بلدانكم بأيديكم.
والأن هل فهمتم اللعبة الأمريكية، ولماذا المحاصصة الطائفية خيار أساسي وليس إضطراري؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات