الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيلول الأسود والدّماء المجّانيّة

رنا القنبر

2016 / 4 / 10
الادب والفن


رنا القنبر:
أيلول الأسود والدّماء المجّانيّة
صدرت سرديّة "أيلول الأسود" للكاتب الفلسطينيّ شريف سمحان، وتقع السّرديّة الصّادرة عام 2016 عن جمعيّة الزّيزفونة لتنمية ثقافة الطفل في رام الله، وصمّمت غلافها الفنّانة ندى مصلح في 64 صفحة من الحجم الصّغير.
لعلّ بعض الأسئلة في هذا الوقت لا تضيف إجابتها لنا شيئا، البقعة السّوداء في دفترالعروبة لا زالت تمتدّ وتمتدّ، يتساءل الكاتب فراس الحج محمد في تقديمه للكتاب عن موقفنا نحن أبناء الجيل الجديد، وهل ينقصنا "أياليل" سوداء فاضحة ومتراكمة؟ لعلّ الاجابة ستكون أكثر وجعا من سؤاله، فالسّهم الذي غرسه العرب في صدر العروبة مخلفا جثّة غطتها رمال الصّحراء ومازالت تبنى فوقها الخسائر والهزائم المتكررة ..لازالت الرائحة تملأ الأجواء وكما قال النّواب "أيلول مازال هنا يتربص بالأجواء" نحن لم نعش تلك التجربة القاسية، لكننا سمعناها على لسان من عايشوها، وسأذكر هنا جدّتي فاطمة التي شهدت على الحرب إبّان نزوحها إلى الأردن في العام 1967، وذاقت الأمرّين هي وأبناؤها في تلك الحرب الضّروس، جدّتي كانت محايدة آنذاك، كانت تدافع عن حقها بالعودة إلى بيتها ووطنها، لكنّها شهدت على حادثة بتر قدم " احمد" الذي كان جنديا في الجيش الاردني من أصول فلسطينية، حيث أصيب برصاصة من الجانب الاردني حينها، فقط لأنّه فلسطيني، وفقد على أثرها ساقه، وما أن سألتها عن أيلول الأسود قالت: لم أشاهد عربًا آنذاك، لم أرَ انسانًا حتى يقاتلنا بتلك الشراسة زيعتبرنا أعداء، واقتتال الأخوة مرعب ومحزن، وكلاهما خاسر، والرّابح هو العدوّ فقط، فقلت لهم "رجعوني ولو لخيمة بهالوطن ولا أبقى هنا ذليلة " لعلّ الحرب منذ بدايتها إلى يومنا هذا لم تكن إلا تحصيل حاصل لأوجاعنا نحن الفلسطينيين الذين فرض علينا التشريد والقهر "وظلم ذوي القربة" ولعلها لم تكن "أشدّ مضاضة" علينا بدءًا من تسليمنا أسلحة لا نفع لها، أسلحة تطلق نيرانها للخلف ومن "نص كيس رصاص" كهدية من أبناء العروبة؛ لندافع عن شرف الأمّة العربيّة المسلوبة في معركة القسطل، حتى خسرنا المعركة وسقطت القدس مثل باقي مدن فلسطين إلى "أياليل" أخرى.
لعل الاسئلة كثيرة ومتشعّبة، ولعلّ الأجوبة ستبقى عالقة هناك في أرض المعركة، وفي ضمائر من كانوا سببًا في ذلك الشّهر المشؤوم، الذي أزهقت فيه أرواح الأخوة فلسطينيّين وأردنيّين، ولكن استوقفني الاهداء" إلى كلّ الذين قتلوا في أحداث أيلول الأسود أقدّم اعتذاري لهم، لأنّني كنت طفلا ولم يكن بيدي أيّةة حيلة؟ وأتساءل ولو كنت كبيرًا آنذاك ما الذي كان سيتغيّر؟ وأنت الذي فضلت أن تكون محايدًا غير منتمٍ إلى حزب حسب ما ذكر بالكتاب إلى يومنا هذا؟ لن يتغيّر شيء، فالأسلحة هي التي تحكم وترسم وتخطط، والدّم العربيّ على العربيّ لا زال رخيصًا، ويقدّم بالمجان لصالح الدّول العظمى.
كيف يستطيع الانسان أن يكتب بحيادية متناسيًا الواقع والضحايا الذين سقطوا، والأطفال الذين قطعت أطرافهم.
من يذكر معركة الكرامة لا يستطيع أن ينسى دور الفدائيّين الفلسطينيّين والجيش العربيّ الأردنيّ في الدّفاع عن نهر الأردن دفاعا شرسا، وألحقا بالعدوّ خسائر فادحة، أجبرته على الاندحار والتراجع يجرّ أذيال الهزيمة.
لعلّ ذكر كلّ هذا لم يكن مجديا، وأنّه أي الكاتب فضّل الحيادية؟ ولكن ما كان سيقوله كشاهد على تلك المرحلة؟
الكاتب شريف سمحان الشّاهد على تلك الحرب كان محايدًا كباقي الفلسطينيّين، ولكن لم يسلم "الباقي" حتى من الظلم والاضهاد والشّتائم، أمّا عادل فقط اختار توجهه وانضم لتنظيم الحزب الاشتراكي الشّيوعيّ، ووفقاً للطبيعة البشرية فإنّ كلّ من يتعرّض للظلم والاضطهاد يصبح شرسًا نوعًا ويأخذ موقفًا، وعادل الذي تعرض للاهانة رغم أنّه لم يكن مع فدائيّا، فقد كان صغيرًا، ولم يشارك في المعركة قطّ ولكنه زجّ به في السجون، كباقي الفلسطينيّين في تلك المعادلة.
لعلّ الحيادية هنا غير ممكنة فنحن ضحيّة للهجمة الصهيونيّة، ولعلّ الضحية الذي حاول العالم تزوير حقيقته، ترفع صوتها للقاصي والدّاني، إنّنا أبناء شعب ووطن تكالبت عليه الامبرياليّة العالميّة.... ولا أجد مبرّرا واحدا لموقف "الفدائيين " ولا لموقف "الجيش الأردني" في "ايلول العرب الاسود" وسأسمية أيلول العرب الأسود لأنّه وصمة عار في جبين الأمّة جميعها. وليت أبناء أمّتنا اتّعظوا، ولم يواصلوا الاقتتال فيما بينهم، فدمّروا أوطانا وقتلوا شعوبهم كما يحصل في سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، وغيرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال


.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان




.. -مقابلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ-.. بداية مشوار الفنان المغ