الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق تتحدث

كوردة أمين

2003 / 1 / 27
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 حقائق تتحدث هو اسم لبرنامج عرض قبل ايام وباللغة العربية على القناة الفضائية الكوردية(كوردسات) التي تبث برامجها من مدينةالسليمانية في كوردستان العراق . تناول البرنامج اوضاع الاخوة العراقيين العرب المقيمين بين اخوتهم الكورد بكل محبة وتقدير في هذه المدينةالكوردية الجميلة .  وقد قامت مقدمة البرنامج بزيارة العديد من هؤلاء الاخوة الاعزاء  في بيوتهم واماكن عملهم للاطلاع على ظروفهم واحوالهم المعيشية والمعاملة التي يتلقونها من قبل اخوتهم الكورد والاستماع الى ارائهم بكل صراحة ووضوح . 
ويبدو ان هذا البرنامج قد اعد لتعريف الراي العام العراقي باوضاع الاخوة العراقيين العرب الذين اضطرتهم ظروفهم الخاصة الى الانتقال للسكن في كوردستان بسسب مضايقات الاجهزة الامنية الصدامية ومطاردتها  لهم .  وكذلك جاء هذا البرنامج  كشفا للحقائق بعد ان قامت احدى الجهات المشبوهة بأصدار عدد من البيانات  باسم( لجنة الدفاع عن حقوق الانسان العراقي  – فرع السليمانية) مدعية بانها احدى جميعات حقوق الانسان ونشرت معلومات مزيفة لا تمثل واقع الحال الذي يعيشه اخوتنا من العراقيين العرب في مدينة السليمانية .
وغالبية الاخوة العرب الذين التقتهم مقدمة البرنامج ذكروا بانهم من ابناء المحافظات الجنوبية و لجأوا الىهذه المدينة بعد الانتفاضة الباسلة في الجنوب بسسبب ما تعرضوا له من مخاطر جسيمة هددت حياتهم وحياة اسرهم من قبل جلاوزة النظام الدكتاتوري  ,  ولقوا من قبل اخوتهم الكورد كل الترحيب والمساعدة التي ساهمت في تخليصهم مما عانوه من اضطهاد وقمع من اجهزة السلطة البعثية والتخفيف من الشعور بالغربة والحنين الى الاهل والاقارب في مدنهم الاصلية .
احدى العوائل العربية الجنوبية التي زارها التلفزيون في منزلها تحدث افرادها عن الامان الذي يشعرون به والذي يفتقد اليه سكان المدن الاخرى في الجنوب والوسط . وتحدثوا بصراحة عن احساسهم بالاستقرار وحرية العمل والكسب , وقد حصلوا هم والعوائل العربية الاخرى على البطاقة التموينية وانهم يعاملون بكل حب واحترام من قبل اخوتهم الكورد دون الشعور باي تمييز او تفرقة عنصرية .
احد الكسبة من الاخوة العرب قال انه من احدى المحافظات الجنوبية وانه يعيش منذ اربع سنوات في السليمانية ولم يتعرض خلال وجوده في المدينة لاي مضايقة من احد او مساءلة من الاجهزة الامنية وهو يمارس عمله ويكسب قوته اليومي , اما الشخص المسيء فهو الذي يتعرض للمساءلة سواء كان عربيا او كورديا .
مواطن اخر التقاه البرنامج وهو يرتدي الدشداشة العربية ,  قال انه من محافظة كربلاء وانه يخرج الى عمله بزيه العربي حاله حال الاخرين من العرب دون اي احساس بالتمييز او سوء في المعاملة .
التقى البرنامج ايضا بعدد من العسكريين العراقيين العرب الذين لجأوا الى السليمانية بسبب التهديدات والمخاطر التي تعرضوا لها من قبل نظام البعث واغلبهم من ذوي الرتب العسكرية العالية .
احد هؤلاء العسكريين والذي كان برتبة عميد ركن سابق تحدث عن احواله ,  وعبر عن سعادته لمدى الترحيب الذي وجده من الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم من اخوته الكورد , وقد حصل على السكن المناسب والراتب الشهري , حيث انه يعمل حاليا مدرسا في الكلية العسكرية  في المدينة . وأكد على مبدأ المساواة السائد في اوجه الحياة المختلفة وفي مجال عمله ايضا , اذ ليس هناك فرق بين الكوردي والعربي والتركماني .
       كما تحدث ايضا عسكري اخر كان برتبة عقيد قوات خاصة عندما هرب من خطر النظام الصدامي فأكد ايضا على حسن المعاملة ,  بل قال ان العرب يتمتعون بنوع من( المفاضلة العاطفية) من قبل اخوتهم الكورد .
شاهدنا ايضا العديد من الاطباء والمحامين والكسبة الذين اكدوا على انهم يعيشون حياتهم اليومية بصورة عادية حالهم حال اخوته الكورد ويمارسون وظائفهم واعمالهم بكل حرية , واطفالهم يدرسون في المدارس العربية المتوفرة في المدينة ,  واغلبهم تملكوا الدور السكنية ايضا دون اي اشكال .  واجمع كلهم على عدم الاحساس باي تمييز عنصري ضدهم خلال السنوات الطويلة التي قضوها بين اخوتهم الكورد .
استاذ جامعي عربي يعمل حاليا في كلية القانون في جامعة السليمانية قال بان الاساتذة العراقيين العرب الذين يعملون في هذه الجامعة وغيرها من جامعات كوردستان يتمتعون بكل الامتيازات التي يتمتع بها الاستاذ الكوردي من رواتب ومخصصات وتملك للاراضي وغيرها . واكد على ان التجربة الديمقراطية الموجودة في كوردستان تجربة رائعة يحتذى بها .
وقد عرض البرنامج ايضا لقاء مع احد الصحفيين ويعمل محررا في احدى الصحف في السليمانية حيث اشاد بالحرية الواسعة التي يتمتع بها في مجال عمله الصحفي وقال انه حتى عندما يكتب نقدا حول اي ظاهرة سلبية فان الصحيفة تنشر نقده بدون اي تحفظ وهو مما يدل على توفر حرية التعبير والنشر  في كوردستان عكس المناطق الاخرى من العراق . وعندما سئل عن رأيه بما جاء في البيان الصادرعن اللجنة المزعومة للدفاع عن حقوق الانسان ,  اجاب بأنه اطلع على الاكاذيب التي وردت في البيان وان هذا يدخل ضمن المحاولات التي تقوم بها اجهزة صدام الامنية والتي تهدف الى الاساءة للعلاقات بين الاخوة العرب والكورد وتشويه الحقائق .
 ان هذا البرنامج الذي عرض مؤخرا يلقي الضوء بكل شفافية على حقيقة الاوضاع التي يعيشها اخوتنا العراقيين العرب بين اهلهم ومحبيهم من الكورد سواء في مدينة السليمانية او في اربيل او في المدن الكوردستانية الاخرى التي تنعم بالحرية والاستقرار بعد ان تخلصت من قبضة الدكتاتورية البغيضة التي ما يزال يعانى منها اهلنا في الوسط والجنوب , والتي اصبحت تعيش ساعاتها الاخيرة .
وقد كنت قد قرات ما صدر عن هذه اللجنة المزعومة والتي نشرت بياناتها المزيفة على بعض مواقع الانترنت ومنها موقع النهرين في يوم التاسع  من شهر ديسمبر المنصرم تحت عنوان ( لا تلتزموا الصمت تجاه ما يتعرض له العرب والاقليات في المنطقة الامنة ) . ومن يطلع على ما جاء في هذا البيان يلاحظ بسهولة اسلوبه التحريضي البعيد عن الحيادية في سرده  للحوادث ورفعه للشعارات الرنانة وافتقاره للطابع العقلاني والانساني الذي من المفترض ان تتميز به البيانات الصادرة عن منظمات حقوق الانسان النزيهة .
ولغرض الحصول على صورة اكثر وضوحا حول هذا الموضوع كنت قد  قمت من جانبي بالاتصال بالدكتور احمد الموسوي الذي يرأس الجمعية العراقية لحقوق الانسان – فرع  سوريا واستفسرت منه برسالة ارسلتها له  عبر الانترنت عن حقيقة هذه اللجنةالمزعومة  واذا ما كان  قد وصل الى اسماع جمعيته ما يدل على وقوع اي انتهاكات لحقوق الاخوة العراقيين العرب المقيمين في السليمانية فاجابني مشكورا برسالة ( احتفظ بها ) وعبر الايميل ايضا بان هذه اللجنة لا وجود لها على ارض الواقع وان جمعيته استلمت هذا البيان الصادر عن هذه اللجنة ولم  تنشره  لعدم قناعتها بما ورد فيه .  وانه كان شخصيا في كوردستان العراق في  شهر اب الماضي واطلع على الاوضاع هناك ولم يلمس اي شئ يدل على وقوع مثل هذه الانتهاكات الخطيرة . ولم يصله ما يدعو للقلق منذ انتهاء الاقتتال الداخلي الذي وقع في المنطقة الكوردية .
وزيادة في التأكيداتصلت ايضا هاتفيا بالعميد الدكتور سعد العبيدي  عضو حركة الائتلاف الوطني العراقي  وعضو المجلس العسكري العراقي الذي كان في زيارة عمل لمنطقة كوردستان قبل مدة قصيرة وسالته عن اوضاع الاخوة العراقيين العرب هناك وطلبت رأيه بكل صراحة . فاجابني مشكورا بانه امضى هناك اكثر من شهر ,  وقد كانت هذه فترة كافية له للاتصال بالعديد من الاخوة العراقيين العرب من المدنيين والعسكريين , عوائل وافرادا , من الذين يقيمون في كوردستان وخاصة في مدينة السليمانية ,  وقد لاحظ ان الجميع يعيشون حياتهم اليومية العادية بكل حرية وامان ويتمتعون بكل التقدير والاحترام من قبل اخوتهم الكورد . ولم يتلق منهم اي شكوى تتعلق بسوء معاملة او اي انتهاك لحقوق الانسان .
هذه بعض من الحقائق التي رايناها واستمعنا اليها والتي تعطينا فكرة واضحة عن كل ما يجري على ارض الواقع في كوردستان الملاذ الامن والحنون لجميع العراقيين الذين يعيشون على ارضها  والذين  خبروا اساليب اجهزة النظام البعثي في تخريب الوحدة الوطنية ونشر روح الفرقة بين العراقيين والاساءة للعلاقة التاريخية بين العرب والكورد وباقي القوميات في الوطن .
 ومما يلاحظ  وفي هذه الايام التي تشهد قرب التحرر والخلاص من سيطرة النظام العفلقي الحاكم  قيام البعض من المأجورين  للنظام والمعروفين للجميع ,  ببث روح العداء والكراهية بين الاخوة ونفث سموم الحقد على كل ما هو كوردي .  وما الدعوة الاجرامية  التي اطلقها احد اشباه علي الكيمياوي  والتي نشرت على موقع كتابات يوم 24 من شهر كانون الثاني الحالي وتحت عنوان (الاكراد وضرورة نزع اسلحتهم  مستقبلا) وقبلها مقالة اخرى له وصف الكورد فيها بانهم( خنجر في خاصرة العراق)  الا  تحريض صريح  منه للقيام بقتل الكورد وابادتهم جميعا باسم الانتماء الى العراق والوطنية الزائفة وغيرها من الشعارات البراقة التي لم تعد تنطلي على احد .
     نقول لهؤلاء المأجورين ولغيرهم من الفاشيين العرب المصفقين والمهللين لتمزيق اللحمة الوطنية تحت ذريعة الدفاع عن عروبة وعراقية العراق ....  خابت امالكم ومحاولاتكم البائسة وانكشفت صورتكم الحقيقية للجميع ... وسيبقى العراق شامخا بتاخي العرب والكورد وشراكتهم في الوطن الديمقراطي الفيدرالي الموحد . 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس