الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاقرة الفياغرا.. (1/3) ( قصة )

محمد عبعوب

2016 / 4 / 11
الادب والفن


فاقرة الفياغرا.. (3/1)

كلما مرت أمامه متنقلة بين غرف البيت تكابد لترتيب الفوضى التي تركها الأبناء خلفهم بعد مغادرتهم الى مشاغلهم، و فيما هو مستلق يشاهد تلك البرامج المملة و المؤدلجة حد القرف على شاشة محطة القنفذ*، يتذكر تلك الايام الخوالي الحافلة بغزواته الغرامية مع حليمة ، يتأمل اهتزازات جسدها الواهن بعد ان استهلكته سنوات حمل و ولادات متعاقبة يزيد عددها على السبعة، فيستعيد شريط ذكريات ربيعه البسيط خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي المضمخة بعطر طبيعة حدائق مدينته وثقافة تواصل جسدي مع شريكته مستمدة من ثقافة الاجداد، لم تشوهها ثقافة افلام الجنس الفجة التي تروجها محطات بث متخصصة تبث من ايطاليا ويحرص الرجال على مطاردة ذبذباتها باقتناء أحدث الهوائيات التي تنتجها شركات غربية قبل ان يدخل العالم ثورة السات لايت والبث عبر القمار الصناعية..
- آه يا حليمة.. لو تعود الأيام الخوالي و ينور ربيعنا من جديد!!
تشيعه بنظرة ساخرة من حلم تدرك أنه لن يتحقق، وهي ترتب تلك الفوضى بتثاقل فرضه العمر.. وترد على آهته قائلة:
- انت شكلك بتهبل يا حسين، خلاص كل شي تم، خذينا حصتنا من الدنيا والرجوع لله.. انهض بالك خليني انضم الدار، اطلع افتح الدكان شوف رزق صغارك .
ينهض مقهقها ويشاكسها بقرصة في فخضها تتفادها بدلال، مشيرا لها بأن الدكان في ظل هيمنة التشاركيات الحكومية على التجارة لم يعد يدر أي دخل .. يغادر البيت بكسل، يقف على ناصية الشارع التجاري الذي يطل عليه العمارة التي بها شقته مستعرضا حركة الناس المحدودة بعد أن أممت الدولة التجارة وقلصتها الى حدود العدم.. يفتح الدكان الذي يبدو خاليا إلا من بعض قطع الملابس النسائية القديمة والغيارات الداخلية وأحذية أطفال .. يتأمل ذلك المشهد المكرور لبضائع لم يعد يقبل على شرائها أحد، ويسترجع ماضي تجارته الحافلة بالحركة واقبال الزبائن والبضائع المتجددة كل اسبوع.. ويتساءل في قرارة نفسه عما اذا كانت الدنيا كلها في تراجع.. عملا وحياة!! وينزوي متخذا من زاوية مدخل دكانه مركزا لرصد حركة المارة خاصة النساء والفتيات علَّ مشهدهن يوقد فيه من جديد فحولته المنطفئة ..
وبينما هو شارد ينازع باحثا عن ضوء في ذلك النفق المظلم الذي وجد نفسه فيه في هذه المرحلة الحرجة من العمر.. تراجع مريع على صعيد تحصيل رزق عائلته، ومغادرة مؤلمة لفحولة كانت تمنحه رغبة الإقبال على الحياة تزينها حليمة باحتفالاتها المبهجة به كلما عاد الى البيت محملا بأكياس الفواكه والمعلبات وجيب منتفخ بدخل محترم.. بيمنا هو يستعرض تلك الايام الخوالي دخل عليه رفيقه عمار مطلقا ضكته المعتادة موحيا له بأنه لم يعد يصلح لشيء .. يستقبله حسين بسلام بارد كبرودة حياته القاحلة، ويشير له بالجلوسعلى مقعد مقابل، ليدخلا كالعادة في جلسة اجترار لماضيهما الجميل وقصص غراميات شبابهما ومغامراتهم الشبقية خارج البلاد وحتى داخلها.. يرمقه عمار بنظرة تحد ويرفض الجلوس إلا اذا أوصى له بعلبة عصير باردة وفطور محترم من مقهى بوعجيلة المجاور..
- انشالله خير.. ما تقولش لقيت لي شغل في مصلحة محترمة يدر علي دخل يسد طلبات البيت المتزايدة كل يوم.. اذا صار هذا يعني مش فطور من مقهى بوعجيلة.. غداء بازين بلحم قعود وطني.. غير اجلس وخبر وكل شي يصير..
جلس عمار مطلقا ضحكة مجلجلة، وقال:
- الموضوع أهم من الشغل والفلوس يا مسكين.. قل لي؛ خير عيونك منفخة .. شكلك البارح سهرت مع محطات سيراكوزا؟ يا شيباني مخرف،!! خلاص لا سيراكوزا ولا غيرها، لوح عليك، بيع الونغر وإلا ارميها في الزبالة ، وفقل التلفزيون وعيش حياتك من جديد..

-يتبع -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي