الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن هزيمة داعش بدون الكورد

عبدالله جاسم ريكاني

2016 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


هل يمكن هزيمة داعش بدون الكورد؟

ترجمة بتصرف: د. عبدالله جاسم ريكاني

تحاول الولايات المتحدة الامريكية ان تضع خطة لطرد الدواعش من مدينتي منبج و جرابلس السوريتين ترضي الاتراك و تضمن مشاركة وحدات حماية الشعب الكوردية. و لكن الاصرار التركي على عدم مشاركة الكورد في هذه العملية خلق جواُ من عدم التوافق مع الامريكان و أظهر العداء التركي السافر للكورد في غرب كوردستان. و لهذا السبب فان أمريكا مشغولة الآن في وضع خطة بديلة تأخذ الحساسيات التركية تجاه الكورد في نظر الاعتبار من خلال عدم "تركيز الاضواء" إعلامياً على الكورد على الرغم من انهم سيقومون بالدور الرئيسي في عملية تحرير المدينيتين من الدواعش. لقد أثار الرئيس التركي أردوغان هذه القضية في الاسبوع الماضي خلال اجتماعه بالرئيس أوباما و نائبه بايدن ووزير خارجيته كيري. و حسب المعلومات التي ذكرها مراسل صحيفة حريت التركية في واشنطن، فقد وضعت تركيا شرطين للموافقة على عملية منبج: الاول: مشاركة العشائر العربية في المنطقة بشكل منفصل عن قوات سوريا الديموقراطية الموالية لوحدات حماية الشعب الكوردية. ثانياً: ان تزيد امريكا من دعمها الجوي لقوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا في منطقة ماريا. و بحسب اقوال الكاتب في صحيفة حريت فيردا اوزر و الذي رافق اردوغان في زيارته لواشنطن، اقترحت انقرة على واشنطن "التخلي عن حزب الاتحاد الديموقراطي الكوردي". و بالمقابل ستقوم تركيا بالحرب ضد داعش بالتعاون مع العشائر العربية و المجموعات التركمانية. كما ان تركيا طلبت الدعم الجوي لقوات التحالف في حال قيام الجنود الاتراك بعمليات برية على الارض السورية ضد داعش. و لكن الامريكان رفضوا التخلي عن حزب الاتحاد الديموقراطي و حذروا تركيا من رد الفعل الروسي اذا ما دخلت القوات التركية الى الارض السورية.
ان كلاً من مدن منبج و الباب و جرابلس الواقعة غرب الفرات لا تزال تحت سيطرة الدواعش بينما خط اعزاز و ماريا الموازي لنهر الفرات تحت سيطرة القوات الموالية و المدعومة من قبل تركيا. و تقول تركيا ان هذه القوات ستمنع الكورد من العبور الى غرب الفرات و ستطرد الدواعش من المنطقة.
و لكن هناك العديد من المشاكل في المشروع التركي. اولاً، انفصال وحدات حماية الشعب الكوردي من قوات سوريا الديموقراطية لا تتلاءم مع حقائق المنطقة كما ان القوات المدعومة تركياً لا تستطيع السيطرة على المنطقة لوحدهاعلى الرغم من المبالغة في عديد هذه القوات و التي يقال انها تتجاوز ال 3000 مقاتل، كمل انه لا يمكن غض النظر عن ارتباطات هذه القوات بتنظيم القاعدة و الجماعات السلفية الاخرى.
الادارة الامريكية تصر على التعامل مع قوات سوريا الديموقراطية و التي تشكل قوات حماية الشهب الكوردي عمودها الفقري و احتوائها على قوات عربية و تركمانية و مكونات سورية اخرى.
ان هذه الخطط و المشاريع "غير الاعتيادية" باتت تؤخرو تعرقل ضرورة غلق النافذة الوحيدة ( 60 ميل) على الحدود التركية و التي تربط الدواعش بالعالم الخارجي و تسمح بخروج وعبور الارهابيين و الانضمام لداعش.
كما ان استرداد الجيش السوري لمدينة بالميرا "تدمر" من داعش، أحرجت امريكا التي باتت تدرك انها هي الاخرى بحاجة الى تحقيق نصر عسكري في سوريا و لهذا السبب فان الضغط على انقرة من قبل الامريكان آخذ في الزيادة. و تم ارسال وفد امريكي الى انقرة في اعقاب زيارة اردوغان لواشنطن للعمل على تفعيل و تنفيذ خطة طرد الدواعش من منطقة غرب الفرات و عزل الدواعش عن العالم الخارجي.
الخطة الحالية تركز على تحرير منبج و تأخير التقدم نحو جرابلس. و الكورد حالياً يبدون مرونة لتسهيل التخطيط الامريكي مع الاحتفاظ بموقعهم على مسرح الاحداث. و التطور اللافت للنظر هو تأسيس مجلس منبج العسكري. و هذا قد يكون جزءاً من الاطار الذي يهدف الى تقليل الظهور القوي لوحدات حماية الشعب الكوردية. ان هذا المجلس الذي تأسس في سد تشرين الواقع في جنوب طرابلس يقاد بشكل رئيسي من قبل الكورد و يضم مجاميع قتالية اخرى مثل افواج الشمال، ثوار المنبج، جند الحرمين، شهداء الفرات و تركمان المنبج.
لقد اوضح احد المصادر الكوردية الموثوقة ان اميركا كانت قد غيرت خططها و اولوياتها بشأن جرابلس و الرقة بسبب ردود الافعال التركية، و لكن و بعد الانتصار الذي حققه الجيش السوري في تحرير مدينة بالميرا من ايادي داعش، وافقت الادارة الامريكية ثانيةُ على عملية تحرير منبج لأنها تريد ان تحقق هي الاخرى نصراً عسكرياً لحفظ ماء الوجه و لان الامريكان لا يريدون ان يسيطر النظام السوري على كامل المنطقة.
قوات بشار الاسد تتهيأ حالياً لبدء معركة حلب و اذا ما تلكأت قوات سوريا الديموقراطية في عملياتها فان النظام سيسيطر على كامل المنطقة. الخطة الحالية إذن تشكل اولاً تحرير منبج و تعيين ادارة مدنية ذاتية لتمشية امورها كما هو الحال في مدينة تل ابيض و في ذات الوقت سيتم تطويق مدينة جرابلس. بالطبع ستكون قوات سوريا الديموقراطية هي القوة الرئيسية و لكن و لاسترضاء تركيا، سيتم الإشادة بدور المجتمع المحلي في تحريرها. و يعتقد ان الامريكان يتشاركون هذه الخطة مع الروس ايضاً.
و بخصوص فكرة ارسال قوات تركية او تركمانية الى المنطقة، أوضح نفس المصدر الكوردي، ان الكورد لديهم مخاوفهم الخاصة مثلهم مثل الاتراك. لان قوات حزب الاتحاد الديموقراطي الكوردي سوف لن تسمح للقوات التركمانية على شاكلة فيلق السلطان مراد بالدخول الى المنطقة لان هذه القوات تتشارك نفس الافكار مع داعش و الكورد لا يسمحون بالعقليات التي تتشابه مع عقليات و تصرفات داعش بالتواجد و التأثير في المنطقة. اي انه لا فائدة من دحر داعش و جلب قوات النصرة مكانهم و التي لا تقل عن داعش إجراماً و إرهاباً.
يقول الكورد انه لا يعرفون كيف يمكن اقناع الاتراك لعدم اهمال دور الكورد الذين يشكلون 50% من سكان منبج و الباب و اعزاز، بالاضافة الى انهم يشكلون عصب القوات المسلحة داخل قوات سوريا الديموقراطية التي قاتلت النظام و اليوم تقاتل داعش. لا يمكن لتركيا اهمال الكورد واذا كانت تريد العيش الى جانب الكورد فعليها اذن ان تتقبل وجودهم. و لا يمكن تحرير الرقة اذا لم يتم السيطرة على جرابلس وهي منفذ داعش الرئيسي مع تركيا.
و يشير الكورد دوماً الى تجربة الادارة الذاتية لمدينة تل ابيض عندما تتم مناقشة كيفية ادارة المناطق التي سيتم تحريرها مثل منبج، و يؤكدون ان غرضهم ليس السيطرة على هذه المناطق و انما تحريرها من داعش و من ثَمً تسليم ادارة هذه المناطق الى اهالي المنطقة المحليين ليديروها ذاتياً.
و على الرغم من المرونة التي يبديها الكورد، و لكنهم لم يتخلوا عن هدفهم في فتح معبر بين مدينتي غفرين و كوباني، و ينفون مزاعم انقرة ان هذا المعبر هو اكمال لحلم الكورد في تأسيس دولة كوردية تمتد الى البحر المتوسط.
انه لمن المهم تحديد القوة التي ستحرر منبج و جرابلس و لكن الاهم هو تحديد الجهة التي ستتولى هذه المسوؤلية بعد ذلك. لقد قام الكورد بإقامة اتصالات وثيقة مع بعض الاشخاص والجهات المحلية ورؤساء العشائر المتنفذين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية الموالية لتركيا. كما ان الكورد تمكنوا و بحذر من اقامة شبكة من العلاقات و الاتصالات في منطقة الشهباء مع العرب و التركمان على الرغم من المعارضة و التحذير التركي. كما ان الكورد يحضرون حالياً ادارة مشتركة لتمشية امور الشهباء بعد التحرير من داعش و تأسيس مجلس تنفيذي من الوجهاء المحليين لهذا الغرض. و جنباً الى جنب مع النشاطات المدنية، فان العمليات العسكرية ايضاً كانت مستمرة من سد تشرين الى الشمال و من عفرين الى الغرب و لهذا تم تحرير مطار ميناغ من الدواعش، و لكن هذه العمليات تم تأجيلها بالقرب من اعزاز و تل رفعت بسبب القصف المدفعي التركي على قوات سوريا الديموقراطية و القرار الامريكي في ارضاء تركيا و عدم استفزازها.
ان التغلغل الداعشي الى تركيا من خلال معبر طوله 60 ميل، و دور هذا التغلغل في العمليات الارهابية في اوروبا ووصول العديد منهم الى ليبيا قد فضح الدور و الموقف التركي و لعبتها القذرة بشكل لم يعد حتى حلفاء انقرة في واشنطن من تحمله بعد الآن. وواشنطن التي وعدت انقرة بأنه سوف لن يكون هنالك معبر كوردي، تشعر ان عليها ان تقوم بشئ و تحقيق نصر عسكري في المنطقة و ان المطلب التركي في فصل قوات العشائر العربية عن القوات الكوردية امر صعب و غير قابل للتحقيق. كما ان واشنطن لا تحبذ تقديم الدعم الجوي للقوات الموالية لتركيا لتحتل الخط الواقع بين منبج و جرابلس. الكل ينتظر حالياً كيف يمكن لواشنطن التي اصبحت حائرة بين تركيا حليفتها في الناتو و الكورد الذين باتوا يحققون نتائج عسكرية باهرة على الارض في حربهم على داعش، و هل ستلجأ واشنطن الى ما يسمى "بالصيغ المؤقتة" لحل المشكلة ام ماذا؟ و لكن الثابت انه لا يمكن اغفال او الاستغناء عن دور الكورد في الانتصار على داعش.

المقال للكاتب التركي فهيم تاشتكين باللغة الانكيزية- اذار 216








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟