الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العراقية تقتل ضيوفها

طارق الحارس

2005 / 11 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الخطاب الذي خرجت به الولايات المتحدة قبل دخولها العراق ، فضلا عن امتلاك النظام السابق للأسلحة الكيماوية هو تحرير العراق وشعبه من الدكتاتورية الصدامية وهكذا كان خطاب المعارضة العراقية السابقة.
عدم موافقة الأمم المتحدة على خطوة الحرب التي قادتها الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا لاسقاط النظام الحاكم بالعراق أدى الى صدور قرار من هذه الهيئة عد فيه الوجود الأمريكي والبريطاني بالعراق احتلالا وليس تحريرا . هكذا تحولت صورة العراق المحرر من أبشع سلطة عرفها التاريخ الحديث الى بلد محتل ، بعد أن عدته الأمم المتحدة بقرار رسمي وأصبح حاكمه الأمريكي بريمر .
بعد مدة سلم بريمر زمام السلطة الى الدكتور أياد علاوي ليقود أول حكومة عراقية . حصل ذلك بعد صدور قرار جديد من الأمم المتحدة أنهى به مسألة احتلال العراق ، لكن أبقى على وجود القوات الأمريكية والبريطانية بالعراق تحت مسمى جديد هو " القوات المتعددة الجنسيات " ويستمر وجودها بالعراق بناء على طلب من الحكومة العراقية .
حكومة علاوي طلبت من هذه القوات البقاء بالعراق وكذلك فعلت حكومة الدكتور الجعفري نظرا لأن الحكومة غير مستعدة من الناحية العسكرية لادارة شؤون البلد . بين حكومة علاوي وحكومة الجعفري سقط العشرات من الجنود الأمريكيين ذلك أما عبر عبوات ناسفة مزروعة في شوارع مدن العراق أو عبر سيارة مفخخة أو خلال معارك جرت هنا وهناك . ما يسمى بالمقاومة العراقية تفتخر ليل نهار بعملياتها التي أدت الى قتل هؤلاء الجنود الذين كانوا يفتخرون بدورهم الكبير الذي ساهم بتحرير الشعب العراقي من أبشع سلطة عرفها التاريخ الحديث وظلوا على أرض العراق بناء على طلب من الحكومة العراقية ليقوموا بدور جديد هو حماية هذه الحكومة لحين تمكنها من بناء قوات مسلحة جديدة ومساعدتها في تخليصهم من شرور البعثيين وفلول القاعدة الذين لا زالوا يواصلون دورهم الدموي في قتل أبناء الشعب العراقي .
جميع الأطراف السياسية التي شاركت في بناء العراق الجديد ومعها غالبية عظمى من أبناء الشعب العراقي وقفت ضد العمليات الاجرامية التي تقوم بها الجهات التي تطلق على نفسها المقاومة العراقية ضد القوات المريكية والبريطانية وغيرها من القوات المتعددة الجنسيات ، لكن المؤتمر التحضيري للوفاق العراقي الذي عقد بالقاهرة مؤخرا فاجأ الجميع في بيانه الختامي بعد أن اقر في فقرة من فقراته مشروعية المقاومة بالعراق ، إذ أكد على أن " المقاومة حق مشروع للشعوب كافة وبيّن ان الارهاب لا يمثل مقاومة مشروعة".
الغريب في الأمر أن أطرافا مهمة بالحكومة العراقية شاركت في هذا المؤتمر ووقعت على البيان الختامي للمؤتمر وهي بذلك أعطت الضوء الأخضر لما يسمى بالمقاومة العراقية لقتل جنود وضباط القوات المتعددة الجنسيات ... ضباط وجنود القوات المتعددة الجنسيات الذين يتواجدون على أرض العراق بناء على طلب منها ، أي من الحكومة العراقية ، أي من الأطراف نفسها التي وقعت على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة وهي بذلك أعطت الضوء الخضر لقتل ضيوفها ... أليست هذه مفارقة تستحق المناقشة !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس