الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام يتخبط والشعب يعبر حاجز الخوف

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2003 / 1 / 27
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                             

يعاني نظام الطاغية صدام حسين هذه الايام من مشكلة اخرى تورقه ليلاً ونهاراً , وهذه المشكلة التي استفحلت بشكل كبير منذ مدة تتمثل بعدم الاحترام لمجمل سياساته ومؤسساته والقرارات التي يصدرها دائماً , نظرة احتقار وأزدراء يتلقاها كل يوم  سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي . فعلى الصعيد الخارجي لم يعد احد يثق أو يتعاطف مع وعود وسياسات الطاغية , تلك الوعود الكاذبة التي سرعان  ما يتناساها  , وحتى سياساته الهوجاء التي تعاطف معها البعض في السنوات الماضية بحكم المصالح المشتركة  او لاسباب مختلفة  , ما عادت تجد من يتعاطف معها او يتبناها , ذلك لانه كشف عن فقر منهجيته وابتعاده عن فكر يتطور ويتماشى مع المعطيات الجديدة التي تحدث في السياسة العالمية , ولم يستوعب الدروس والعبر  ولا الاستفادة والنظر بعين الاعتبار لدروس الماضي !
وهكذا رأينا العديد من الدول والمنظمات والمؤسسات وحتى الافراد الذين يشاركون في القرار السياسي وغيره قد نفضوا ايديهم عن اخرها بداً من رؤساء الدول الى رؤساء المنظمات والاحزاب العربية  والدولية مروراً بالادباء والمثقفين  , وحتى أولئك  الذين كانوا يتغنون بأمجاده الزائفة ويغضون الطرف عنه  وهو يذبح ويشرد جميع طوائف الشعب العراقي  !
اما على الصعيد الداخلي فالنظام كما هو معروف لا يمارس سلطته الفعلية وهي سلطة قمعية ودموية ووحشية , الا في بغداد أما بقية المحافظات فسيطرته فيها معدومة تماماً  , وينتهي عمل مؤسسات النظام واجهزته القمعية  - البوليسية قبل غروب الشمس خوفاً من رجال المعارضة العراقية الذين استطاعوا بفضل شجاعتهم ونضالهم البطولي  من تصفية العديد من جلاوزة النظام  ممن تلطخت ايديهم بدماء ابناء شعبنا العراقي الابي  . ومن المعلوم ان التمسك بنظام الامن والاحترام للقانون  في أي بلد يدل على فاعلية هذين العاملين  من الناحية المعنوية  وهذا لا يحصل في الكثير من بلدان العالم  , اما في ظل نظام  طاغية بغداد  وبالرغم من المراسيم الوحشية التي  يبتدعها  بداً من الاعدامات  وقطع الايدي والاذان , الى السجن والتعذيب بطريقة وحشية قل نظيرها , الخ  لم تعد تخيف احداً  . ولا يتقيد بهذه المراسيم  رغم دمويتها الا قلة من التابعين .
وهذا يدل على انهم  لم يعد بأمكانهم ألتزام اوامر الطاغية  ولا بطشه المعروف فقد  فقَد النظام هالته المرعبة في القتل والتنكيل والاستلاب  بل انه اصبح  الان وفقاً  للنظرة الموضوعية نظاماً منهاراً  ويلفظ آخر انفاسه العفنة  , انه الان وحش تم  اقتلاع أنيابه وأظافره  ولم يبق له من سطوة  الوحش الا صورته  وتهوره وهي صورة بائسة  ومريضة بمرض عضال لا يشفيه منها الا اطلاق الرحمة  ؟ ؟ ؟
ويبدو ان أوضاع النظام الحالية  تؤكد ان هيبته  وقوته الحالية مبالغ فيها بحكم الصورة القديمة  التي كونها لنفسه  من خلال حكم الشعب  بالقتل والسجن والسرقات وهتك الاعراض وجميع أنواع البطش . ها هم  المفتشون يدخلون الى كل اماكن تسلحه والى قصوره وحتى الى غرف نومه , وكاي وقح يخرج من شاشات التلفزة ويعطي حكم في الشجاعة والاخلاق والانتصارات  , لكنه في حقيقة الامر لا يملك ذرة واحدة من الشجاعة والرجولة ولو كان يملكها لانتحر كما فعل هتلر وآخرين . . . . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله: قصفنا 9 مواقع إسرائيلية وهاجمنا بسرب من المسيرات م


.. أعمال شغب في باريس خلال مناظرة مناهضة لليمين المتطرف




.. احتجاجات -الحريديم- تتحول إلى أعمال عنف في القدس


.. نتنياهو سيعلن خلال أيام نهاية عملية رفح.. ووزير الدفاع يقول:




.. ترقب للجولة الثانية من الانتخابات بين بزشكيان وجليلي| #غرفة_