الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب أبداً لم تُهزم

مريم نجمه

2016 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



لنتصور أن شعوب الأرض المضطهدة كافة قررت مصيرها بنفسها , كيف سيكون وجه الأرض ؟
لونها شكلها تطورها صراعاتها مواردها أفراحها مستقبلها علاقاتها إقتصادها منظماتها مؤسساتها !؟
كم سيكون هذا العالم جميلاً وأنيقاً ناصعاً إنسانياً ومتفاعلاً حياً ومسالماً ... لوقررت ذلك !؟

منذ بداية القرن العشرين على الأقل بعد الحرب العالمية الأولى أو الثانية الكونية , أو بعد حرب صغيرة أو كبيرة بعد كل معركة حدودية تمثيلية أو حقيقية , بعد كل حرب حدودية أو شعبية , لوتركت الشعوب تقرر مصيرها كيف سيكون شكل العالم ؟

حين انتصر العِلم والعقل وصعدت المعرفة واستفاق الوعي وفازت المدرسة وتعمقت المبادئ والأحزاب واستنشقت عبير الثورات التاريخية الطبقية وحركات التحرر العالمية , وتلاشى الجهل نسبيا ودفنت الأميّة , لو تركت الشعوب تختارأنظمتها وقادتها بحرية , ماذا سيكون شكل العالم اليوم !؟

أعداء الشعوب والحرية صانعوا الحروب والمجاعات والتفتيت والتشرذم والإنقسام وشركات السلاح والنفط , والقوى الكبرى المسيطرة على العالم هل تريد أنتصار الشعوب ؟
الجواب : كيف تعيش بدون الحروب والإستغلال والسرقات والتجارة بالأرواح إذا لم تؤجج نيرانها وتراكم مدخراتها وتحمي أنظمتها بالتوسع خارج حدودها !؟


شعوبنا لم تشترك وتتوحد سوى بالسجون والمعتقلات والمنافي ,
بالخبز والدموع بالفقر والقمع والظلم والتشرد
بالرحيل والتهجير بالنفي والإبعاد والبطالة والتسريح
لم تشترك شعوبنا إلا مع القطيع عبر القطيع .


لو قررت شعوبنا المستعبدة كما تريد من طموحات وحققت أحلامها ؟ أكانت عمقت وأنشأت بدايات في كل اتجاه في كل الأدوار في الطموحات والأهداف والمسارات ؟
أكانت الشعوب ستغير خارطة العالم خارطة الوطن والبيت والحديقة والروضة والمدرسة والمكتبة والخطاب والعلاقات الأسرية , , سيتغير نصه ومحتواه والجريدة وأخبارها والدستور ونصوصه , والنظام بالشكل والمضمون , بالسلام والحوار والحرية والديمقراطية والعلاقات بين السلطة والشعب بين الأحزاب والدولة ؟؟ كيف سيكون شكل الفرح والنماء والإزدهار , والتفاعل الإنساني الحقيقي الذي يولد الإبداع الجماعي والقضاء على الفردية والغرور والأنانية والإستبداد !؟


لم تشترك الشعوب أبدا بالحروب , ولم تفتعلها بل كانت وقودها , ولا بالقرار ولا بالمصير . مبعدة الشعوب دوما عن تقرير مصيرها والإختيار لصالح المجموع والأكثرية .
الشعوب أبداً لم تبدأ هي بالحروب , ولا بانتهائها وتفاصيلها وأسرارها -
تعرف فقط أنها معنية بالبطالة والفقر والتسريح والتهجير والتشتت والضياع وتكميم الأفواه والتدجين والتكلم بإسمها , لا تعرف إلابسوقها كالقطيع -
الشعوب أبعِدت , خُدّرت , حُنطت وروضت , دجنت همشت وسلبت , كُدّست بالخيام والصيام بالمحاكم والمهاجع والقبور الجماعية .


لو انتصرت الشعوب لو قررت ما تريد لو تحققت مسيرتها السلمية ماذا سيظهر من عجائب وإبداع شعبي وتقدم خارق غير محسوب
كانت الشعوب بالتأكيد ستغير ستبني ستجدد ستزهر ستزرع الصحارى وتمحي الحدود والفواصل وتعبر أقواس النصر وحدة ورخاء .
لولا كل هذه العراقيل من عصا الرجعية والفاشية الدينية والبرجوازية المالية والتجارية الرأسمالية وجشع البرجوازية
ولولا كل هذا التلاحم والتكالب الرأسمالي السلطوي وتغول الإستعمار والإمبريالية وسطوة الدولار


الشعوب المضطهدة
الشعوب قُمعت اقتلعت أجهضت قضاياها ومطالبها وأحزابها ومنظماتها ونشطائها ثقافتها إرثها نضالاتها حراكها إنتفاضاتها وعنفوانها
ومع ذلك الشعوب أبداً لم تهزم
كانت مطية وكانت أحياناً دمية .. لا مبالية
كانت حِرابا هنا وحربا هناك مجرورة لغير هدفها .
لم تصنع هي الحروب بل كانت وقودها ونارها .. كانت الشهداء والضحايا دوما
الأنظمة هي التي حاربت وسقطت شرعياً
القيادات هي وحدها حاربت والزعماء الفاشيون هم الذين حاربوا وانهزموا وقتلوا شعوبهم وسلموا الأوطان للأعداء والغرباء , السلطة المتسلطة هي التي انهزمت وحاربت وقتلت وهدمت
الشعوب غائبة ومغيبة , هناك الأشباح والإنتهازيين والمافيات والوصوليين مع غياب الديمقراطية , وتسلط حكم الفرد الديكتاتور الديني أم العسكري أم السياسي
وما دامت الأنظمة وجيوشها وعسكرها وأجهزتها القمعية ومافياتها هي المتسلقة والحاكمة والمقررة هي التي انهزمت وليس الشعوب ,, قادت مسرحيات الحروب العدائية والعدوانية وخسرت وانهزمت .. مسيرة التسليم والتسويات والإستسلام وخسرت السلام الحقيقي والعدالة وحرية ومحبة شعوبها ! ........................ 1995 -2016 -
مريم نجمه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد




.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة