الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلك قصيدة ماريانا

السيد عبد الله سالم

2016 / 4 / 12
الادب والفن


تلك قصيدة ماريانا

أَعْطِنِي بَعْضَ الَّذِي أَخْفَيْتِ
تَحْتَ برْوَازِ الجِنُونِ
كَي أَرُدَّ الفَجْرَ لِلَّحْنِ الحَنُونِ
كَيْ أَسِيْرَ بَاسِطًا وَعْدِي
خَفِيْفًا كَانْشِرَاحَاتِ النجُومِ
فَوْقَ أَرْضِنَا الرَّءُوْمِ
نَحْتَسِي والعُشْبَ فنْجَانَ الخُرُوجِ
مِنْ مَتَاهَاتِ الظُّنُونِ
هَاهُنَا لَيْلٌ تَيبَّسَ فِي مَفَاصِلِ العَجُوزِ
وَاخْتَفَى تَحْتَ الوِسَادَةِ
لا يَبِيْنُ
بَلْ يُرَاوِغُ طِفْلَةً حَطَّتْ كَرَابِيْجَ الحَنِيْنِ
فَوقَ منْخَرِ العجُوزِ
وَأَسْدَلَتْ مِنْ ضَفِيْرةِ الزَّمَانِ
مًهجةَ المعْصُومِ مِنْ غَضَبِ السِّنِيْنِ
هَاهُنَا فَجْرٌ تَرَبَّعَ فَوقَ عَرْشِ المحرومينَ
وَانْزَوَى جَنْبَ السَّرِيْرِ
يَسْأَلُ المَعْشُوقَةَ عَنْ فَتْحٍ مُبِيْنِ
أَوْ يَرُدَّ البَابَ خَوْفًا مِنْ طُلُوعِ البدْرِ بَدْرًا
دُونَمَا عُودٍ يُغَنِّي لِلصَّبَايَا.
***************
فَتْحَةٌ فِي سَمَاءِ بَيْتِكِ الوَدِيْعِ
أَفْلَتَتْ نُورَ الحَيَاةِ
لِلْقَرَارِيْطِ الَّتِي قَدْ تَرَكْتِ
جَنْبَ سَاقِيةِ البَنَاتِ
واشتعلت كَالشِّمُوسِ، كَالنَّبَاتِ
لا تَمْنَعِيْنَ الضَّوْءَ مِنْ سَكْبِ الشُكَاتِ
لا تَمْنَحِيْنَ الرِّيْحَ إلاَّ أَنْوَاءَ البُكَاءِ
هَكَذَا كُنْتِ
عِنْدَمَا وَسَّعْتِ بَئْرًا قَدْ غَارَ مِنْهُ وَجْدُهُ
وَارْتَمَى بَيْنَ الرِّمَالِ
يَشْرَبُ العَكَارَةَ كُلَّها، يَشْتَهِي النِّدَاءَ
وَالَّذِيْنَ فِي سَهْوِهِمْ، وَلَهْوِهِمْ
مَالُوا عَلَيْكِ، وَاسْتَعَانُوا
بِالَّذِي كَانَ مِنْ صَفَاكِ
لَمْ يَكْتَفُوا بِالهَجْرِ فِيكِ
بَلْ خَاصَمُوا ضرعَ الفطَامِ
أَنْتِ لَمْ تَنَالِي مِنْ خُضْرةِ النَّبْعِ
سوى
لَحْني.
*****************
فَتَحَتْ لِلَّذَّةِ بَابًا، وَتَوَارَتْ خَلْفَ البسْمَةِ
تَغْسِلُ رَغْبَتَهَا المكْشُوفةَ
بَيْنَ ضُلُوعِي
وَتُمَارِسُ أَلْعَابَ اللَّفْظَةِ، والغِلْظَةِ
وَتَكْحَتُ مِنْ تَحْتَ الجَفْنِ
كُلَّ تَجَاعِيْدِ الأَيَّامِ المَنْهُوبةِ، والمنهكةِ
وَالمَرْبُوطةِ خَلْفَ الجَسَدِ الحَيِّ
وَتَبَادَلْنَا كُلَّ مَلامِحِ غِبْطَتِنَا
وَتَنَاهَيْنَا كَأقْلامِ الحِبْرِ فَوْقَ الوَرَقِ الأَصْفَرِ
تَنْهَشُنَا الرَّغْبَةُ أَنْ نَبْقَى
كَالسِّكِيْنِ
أَوْ فَوْقَ حُدُودِ المَشِيِ عَلَى الأَسْفَلْتِ
وَبَيْنَ دُرُوبِ الخوْفِ المُمْتَلِئَةِ بِالأَشْجَانِ
نَلْمَسُ فِضَّةَ أَشْيَاءٍ نَعْرِفُهَا
وَنُدَارِي مِنْهَا مَا كَانَ بَرَاحًا لَلْوَرْدَةِ
وَنُعْلِنُ مَا كَانَ سَرَابًا فَوقَ الخَدِّ
أَيُّ الكَلِمات سَتَلْمَسُ مَكْمَنَهَا؟
وَتَمْزِجُ مَاءَ الذَّكَرِ بَاللَّحْنِ المَوْلُودِ
فَوْقَ جَبِيْنِ الشَّمْسِ.
********************
تِلْكَ قَصِيْدَةُ مَارِيَانَا
تِلْكَ الأُنْثَى
مَدَّتْ مِنْ شِقِّ البَابِ أُنُوثَتَهَا
وَتَجَلَّتْ بَعْدَ فوَاتِ النَّوْرِ
كَالأُنشودةِ فِي الزَّمَنِ الصَّعْبِ
وَتَمَلَّتْ فِي صَلِيْبِ الحُسْنِ مَفَاتِنَ أَلْحَانِي
وَتَمَنَّتْ لِي لَوْ أَنَّ العَالمَ يَسْكُنُنِي
وَيَطْرَحُ فِيَّ مَغَالِيْقَهُ.
*******************
جَاءَتْ مِنْ صَفْوِ زُجَاجِ الحُجْرَةِ
وَتَمَشَّتْ بِبرَاعَتِهَا فَوقَ خَيَالِي
وَتَخَطَّتْ أَوْقَاتِي الصَّعْبةْ
فَانْكَمَشَ القَلْبُ وَحِيْدًا بَيْنَ أَنَامِلِهَا
كَالقِطَّةِ تَخْمِشُ لَوْنَ أَظَافِرِهَا
وَتُدَاعِبُ ذَيْلَ الفُسْتَانِ
فَتَدَلَّتْ كَالوَرْدَةِ، كَالْحُلمِ، كَالنُّورِ
بَيْنَ مَرَايَا الأَرْضِ
تَغْزِلُ فِي الشَّرْقِ مَنَارًا لِلْوَجْدِ
وَفِي الغَرْبِ تَنْسِجُ بالرِّقَةِ ثَوْبَ السُّلْطَانِ.
************************
تِلْكَ قَصِيْدَةُ مَارِيَانَا
حِيْنَ أَطَاحَتْ بِالحَجَرِ المسْنُونِ
وَأَحَلَّتْ سَاعةَ صَفْوِي لِلْقَلْبِ المَحْزُونِ
فَدَخَلْنَا وَاللَّيْلُ مَلاذٌ وَصَدِيْقٌ
بَابَ الرَّغْبَةِ وَالصِّدْقِ
وَتَمَشَّتْ أَشْجَارُ الحِنْطَةِ فِي خَطْوِ الكَلِمَاتِ
فَانْبَثَقَتْ فِيْنَا الغَابَاتُ المَرْسُومةُ بالطَّبْشُورِ
فَوْقَ مَوَائِدِ أَشْعَارِي
وَتَدَلَّتْ خِصْلاتُ الشَّعْرِ السَّوْدَاءِ
تَكْتُبُنِي بَيْتًا مَوْزُونَ الفِعْلِ
وَمَهْجُورَ الأَسْمَاءِ
وَوَلِيْدًا يَخْطُو نَحْوَ اللَّحْظِ المَخْطُوفِ
مِنْ عَيْنِي كَالوَعْدِ
وَبَهَائِي.
**********************
تِلْكَ قَصِيْدَةُ مَارِيَانَا
يُثْقِلُهَا الوَرْدُ المَنْثُورُ عَلَى الجّبْهَةِ
وَخَيَالُ النِّسْمةِ فوق الخِدْرِ
وطَرَاوَةُ أَنْمُلَةٍ مَرَّتْ فوقَ غَرَامِي
كَفَرَاشَاتِ الحَقْلِ
وَأَنَاشيْدِ النَّهْرِ.


د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
22 ديسمبر 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه


.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان




.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو


.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف




.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول