الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكنوقراط المالكي

رحمن خضير عباس

2016 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تكنوقراط المالكي
رحمن خضير عباس
ظهر المالكي في خطبة نارية ، لاتخلو من الفصاحة ، والتي يجيدها الى النصف ، ولايجيد غيرها . هاجم فيها حكومة التكنوقراط ، حتى قبل أن ترى النور أو تتشكل . وقد دعى مستمعيه الى البحث عن المؤامرة في هذه المفردة . ويعني مفردة التكنو قراط . ولنحاول أن نفكك هذه المفردة التي أرعبت الحجي ابو اسراء ، ونبحث عما تعنيه ففي الويكيبيديا : إنها مفردة يونانية تعني حكومة التقنية والتي تعني الكفاءات والتي تتشكل من الشرائح العلمية والفنية المثقفة . وهي لاتنتمي الى الأحزاب ، وتقوم بواجباتها بمعزل عن الأهواء الحزبية . ومن خلال التعريف المذكور لم نجد أية علاقة بين المؤامرة وبين حكومة التكنوقراط التي تعني حكومة الكفاءات. فلست أدري مايخيف ابو إسراء منها ؟
واذا كان نوري المالكي يجد من التكنوقراط مؤامرة فلماذا يسيل لعابه لها وعليها ؟ حينما يقول : إنّ تكنوقراطنا أحسن من تكنوقراطكم ! يعني اذا كانت الحكومة من أمثال الحاج وغيره من حزب الدعوة ومن كوادر الأحزاب التي تشظت عنه أمثال الجعفري والشهرستاني وصولاغ وخضير الخزاعي .. الخ من جوقة الفشل فان المؤامرة غير مواجودة في هذه المفردة .
لم يدرك المالكي بان هذه الجوقة ومن ضمنها هو شخصيا قد اوصلت البلاد الى الهاوية ، واحرقت الثروة التي كانت تكفي لأن يعيش البلد دون إنتاج نفطي لعشرات السنين ، هذه الثرة الأسطورية القادرة على بناء مدننا باحسن المواصفات وبناء مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا وكهربائنا وطرقنا ومنظومات الماء والكهرباء والمجاري ..الخ بشكل يشابه الدول المحيطة بنا على الأقل .
هذا ما فعله تكنوقراطكم ياحجي نوري ، خريج أصول الدين والذي أصبحت رئيسا لوزراء بلد فقدت ثلثه مساحة وسكانا بسبب سياساتك الجاهلة والفاشلة ، فقدكنت وزيرا لأربع وزارات سيادية وترأست الجيش والأمن الداخلي ، فأصبح العراق من أسوأ بلدان العالم عيشا . وقد زحف التخلف والجهل على كل مرافق الحياة .
ولكنني اتفق معك بأنها مؤامرة فعلا ، ولكنها ضد حيتان الفساد وانت من ضمنهم .
وإنها مؤامرة ضد المحاصصة التي جعلتكم تعتبرون الوطن غنيمة يضمنها الدستور .
إنها مؤامرة ضد سرقاتكم وفشلكم واهداركم المال الحرام .
إنها مؤامرة ضد الترهل في جهاز الدولة وما فيه من ذويكم ومعرفكم وأعضاء حزبكم .
إنها مؤامرة ضد إمتيازاتكم وقصوركم ورفاهيتكم التي قامت على بؤس عامة الناس .
إنها مؤامرة على المشاريع الوهمية التي بلعتموها وتبخرت .ولم يبق منها الا هياكل مضحكة او طرق مخربة .
لقد إستهنت بالمستقلين – وانت تعني – الذين لايرتبطون باحزابكم الإسلامية . وأعتقد أنه من الغباء أنْ تتعرض لهم . لأنهم ببساطة يكوّنون الشرائح الحقيقية للشعب العراقي . وأنهم يشكلون الأغلبية التي تحملت أخطاءكم . وإذا أصبح المستقل وزيرا أو مديرا أو موظفا ، فانه يعين بسبب كفاءته وليس بسبب درجته الحزبية . واذا وجد هذا المستقل نفسه حرا فانه يقوم بعمله على أكمل وجه . رغم أنّ الناس تشك الآن من أنكم ستقومون بإفشال كل محاولة لزعزعة إمتيازاتكم الأسطورية .
لقد زعم المالكي بان حكومة التكنوقراط المزمع تشكيلها هي استهداف للمشروع الإسلامي ! ولاأدري عن أي مشروع يتحدث ؟ فاذا كان يعني المشروع الذي بدأ المالكي به ، والذي دمر البلاد وأرجعها الى أقل من الصفر ، فانه على خطأ لأن الأسلاميين أنفسهم قد طعنوا في مشروعه ، واعتبروا مرحلة المالكي هي من أكبر مراحل الفساد عبر التأريخ ، ومنها الفضائح التي كانت تظهر كل يوم وكل لحظة . وان الكثيرين إنسحبوا من حزب المالكي واتهموه بشتى الإتهامات .
كلمة اخيرة اود قولها . إذا كان المالكي وأمثاله فوق القانون ، ولايحاسبون على ما فعلوا ، فسوف ندور في دائرة مغلقة ولانستطيع كعراقيين ان ننهض لتحقيق مسقبل أبنائنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو