الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل السيادة وتنازع المصالح : صنافير وتيران .. وتظل إيلات مصرية .. دراسة ملف - 3 /5

محمود الزهيري

2016 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أمور كثيرة تبدت منذ الإعلان عن تنازل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للملك السعودي عن جزيرتي صنافير وتيران , وأهم هذه الأمور التي تمثل اعظم المخاطر علي الأمن القومي المصري حال تسليم الجزيرتين للمملكة السعودية , لما لهما من وضع إستراتيجي خطير يؤثر علي الأمن القومي المصري عبر الجغرافيا وطبيعة المكان , لما لقرب الجزيرتين من السواحل المصرية في منطقة هي في الأساس متأزمة من الصراعات الدموية الدائرة بين الجيش المصري والشرطة المصرية وبين العصابات الدينية الإرهابية التي تناصب الدولة والمجتمع الكراهية والبغض لحد القتل والذبح والحرق والتخريب وهلك الحرث والنسل بدعاوي مرجعيتها محصورة في كتب التراث الإسلامي التي تدرسها المؤسسات الدينية الرسمية ومنها الأزهر , الذي تصفه الغالبية من أرباب السلطة بأنه يمثل الإسلام الوسطي الجميل , ومناهجه تقول بغير ذلك علي الإطلاق , وهذا بجانب السلفية الوهابية التي تعتنقها مملكة آل سعود وتتعامل معها علي أنها دين واجب الإتباع والتطبيق وهي بالفعل كذلك لديهم , بالإضافة إلي أن غالبية العناصر الإرهابية تمثل الكثرة العددية منسوبة إلي مملكة آل سعود , وإلي الدولة المصرية التي تتباهي بوسطية الأزهر , ومع التنازل عن جزيرتي صنافير وتيران وإنشاء الجسر الواصل بين مملكة آل سعود وبين الدولة المصرية , وفي حالة تراخي القوة العسكرية والأمنية فإن الكثير من الجرائم الخطيرة من السهولة أن تحدث بل وتؤدي إلي تدمير هذا الجسر في أي جزء من أجزائه , وهذا من الممكن أن يتم في حالة وجود أي منازعات تصل لدرجة عدائية بين الدولة المصرية وبين مملكة آل سعود , أو في تنفيذ بعض الحالات الثأرية الإرهابية ضد الدولة المصرية , كما أن العمق البسيط في بعض الأماكن القريبة من الجزيرتين والتي يتم إستخدامها في سياحة الغطس تسهل تلك العمليات الإرهابية , وهذا من الناحية الأمنية ..
فماذا عن الناحية العسكرية :
إتفاقيات كامب ديفيد السارية حتي الأن مازالت شروطها التعسفية معمول بها لصالح الدولة العبرية حصرياً , لأنها بمثابة شروط إذعان للطرف القوي ممثلاً في الدولة العبرية , ضد الطرف الضعيف الممثل في الدول العربية مجتمعة وعلي الرأس منها الدولة المصرية , وإن كانت هذه الإتفاقيات قد أعادت السيادة منقوصة للدولة المصرية علي أراضيها المحتلة في الحروب العربية والمصرية ضد الدولة العبرية , إلا أن الصلف العربي المعاند لإتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية مازال في حالة وهن شديد فليس لديه القدرة علي إدارة الحرب أو إدارة السلام , واستكان علي وضع يرتضيه يتمثل في إستخدام الظواهر الصوتية الرافضة للسلام مع إسرائيل , والمنادية بتحرير المقدسات الإسلامية والأراضي العربية المحتلة من جانب الدولة العبرية .. وحتي مضيق تيران الذي أبرمت من أجل مرور سفن وطائرات الدولة العبرية عبر مياهه وأجواؤه , مازالت مياهه تضم ثلاث دول عربية ممثلة في مملكة آل سعود , الأردن , مصر , والدولة العبرية , وبالرغم من وجود الثلاث دول هذه والتي تحاصر الدولة العبرية التي تبدو وحيدة بينهم إلا أن ميزان القوي مازال متفوق وفي جانب الدولة العبرية ضد الدول الثلاث نظراً لكافة الإمتيازات التي تمتاز بها الدولة العبرية من علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوربي في معظمها والكثير من دول العالم , بجانب النهضة العلمية والعسكرية التي تعيشها الدولة العبرية , في مواجهة قضايا الفقر والجهل والمرض التي تعتاش عليها الدول العربية , وهذا بخلاف الديمقراطية والحريات والحقوق الإنسانية التي تؤسس لها الدولة العبرية في مواجهة الإستبداد والطغيان وقضايا الفساد الغارقة فيها دول العرب والمسلمين , وهذا بصرف النظر عن العنصرية التي تجتاح المجتمع العبري ضد العرب وغيرهم من اليهود حيث التفرقة القائمة بين الأشكيناز والسفاراديم , ولكن تبقي الديمقراطية في الغالب الأعم هي المعيار في مواجهة الإستبداد العربي .
يتبع الجزء الرابع

ومن الناحية العسكرية فإن أسوأ الأثر سينصب علي الدولة المصرية والأمن القومي المصري , لأنه في حالة إنتقال تبعية السيادة للجزيرتين إلي مملكة آل سعود , سيؤثر بالسلب علي الدولة المصرية وتوازنات القوي المختلة بين الدول العربية والدولة العبرية , خاصة وأن ميزان التفوق العسكري مازال في الجانب العبري عبر صواريخه وغواصاته وآلته العسكرية المتطورة , وإذا كانت صنافير وتيران منزوعتي السلاح ومنزوعتي السيادة فلماذا تصر المملكة السعودية علي إنتقال تبعيتهما ؟! , إلا إذا كانت هناك دلالات في الأفق تشير إلي وجود توافق أمريكي / إسرائيلي / سعودي , حول تلك المسألة تكون المصالح حصرياً مرهونة في الجانب الإسرائيلي علي حسابات منقوصة من مملكة آل سعود , وتؤدي في نهاية المطاف إلي نقصانها من الجانب المصري , وتحييده في الكثير من القضايا الخاصة بالمنطقة , ولايغيب عن الأصداء تلك الترتيبات التي تم الإعلان عنها من جانب أجهزة الإستخبارات الدولية التي تذهب إلي تفتيت وتجزئة المملكة السعودية إلي خمسة دويلات , ومن ثم تكون الولاءات الحديثة لجزيرة صنافير وتيران في المستقبل بتبعيتهما للجزء الجديد المنفصل عن المملكة السعودية لطراف أكثر ولاءاً وأشد تبعية للدولة العبرية وللولايات المتحدة الأمريكية , ومن ثم تكون الدولة العبرية والولايات المتحدة الأمريكية في حال جوار حقيقية للدول العربية ومنغرسة في الوسط العربي , وفي مواجهة حقيقية للدولة المصرية من الشرق والتي لايفصلها عنها سوي كيلومترات بسيطة تتمكن من خلالها أبسط الأسلحة من الوصول إلي العمق الإستراتيجي لمصر من الناحية الشرقية , وفي هذه الحالة تكون الدولة المصرية في أضعف حالاتها ؟!
هذه مجرد تصورات قد يراها البعض أنها لون من ألوان الجنون , وقد يراها آخرون أنها تصيب قلب المنطق وتصادف عقل الواقع وحقيقته !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم