الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الشعبيّة التونسية : ما هكذا تصلح الجبهة الشعبيّة و ما هكذا يقع التحضير لندوتها الوطنية الثالثة...وقرار شخصي.

بيرم ناجي

2016 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



كان من المفروض أن تعقد الجبهة الشعبية هذه النّدوة الثالثة منذ السنة الفارطة و تأجّلت بسنة كاملة. هذا يفترض ان التأجيل بسنة كاملة سيؤدّي الى اصلاح شيء فعلا في هذه الفترة يبرّر هذا التأجيل لكن -مع الأسف- لا يبدو انّ شيئا تغيّر كثيرا. أكثر من ذلك ، ها هي الجبهة تصدر اعلاما للمستقلّين في تونس العاصمة جاء فيه ما يلي:


" إعلام هام جدا :
في إطار الاستعداد للندوة الوطنيّة الثالثة للجبهة الشعبية المقرّر عقدها نهاية هذا الشهر، وتماشيا مع الاتّفاقات المتعلّقة بحجم نيابات الحزبيّين وغير الحزبيّين فيها، تعقد الجبهة الشعبية بتونس يوم السبت القادم 16 افريل 2016 بداية من الساعة الثانية بعد الزوال (14:00) بمقر الوطد الموحد اجتماعا لتحديد نواب النّدوة المستقلّين (غير المنتظمين في أحزاب).
الرجاء من كل الرفيقات والرفاق الجبهويات والجبهويّين الحضور بكثافة في هذا الموعد." (انتهى)

---

انّ هذا الاعلام يثير الملاحظات و الأسئلة التالية:


1- يفترض انّ النظام الداخلي للجبهة حدّد الثلث للمستقلين في هياكلها و يفترض أن يطبّق ذلك في النّدوة الوطنية أيضا بوصفها هيكلا تنظيميّا يشبه المؤتمر.


2- لا معنى لاجتماع خاص بالمستقليّين خارج تنسيقيّاتهم الجهويّة الا اذا شبذهناهم بالأحزاب السياسيّة.


3- لا معنى للاجتماع المنفرد بهم في تونس العاصمة تحديدا دونا عن بقية الجهات وكأنهم لا يوجدون الا في العاصمة. ثم ما معنى دعوة "كل الرفاق و الرفيقات الجبهويين" لحضور اجتماع سيعين النواب المستقلّين ؟ هل سيساهم المتحزبون في تعيين المستقلّين أيضا؟


4- هل يعني عقد ندوة خاصة بالمستقلّين في العاصمة ان تنسيقيات العاصمة نفسها و باقي التنسيقيات سوف لن ترسل الى النّدوة الوطنية الا نوابا متحزّبين فقط؟ هذا ان كانت هنالك نية أن ترسل كل تنسيقية نائبا أو نوّابا عنها اصلا.


5- خلاف ذلك يفترض أن تعقد كل التنسيقيّات الولائية و في المهجر اجتماعات لتحديد نوابها من المتحزّبين و المستقلّين معا و باحترام النصاب المتفق عليه في النظام الداخلي (ثلثان مقابل ثلث).


6- هنالك جهات في تونس و في المهجر لم تستكمل أصلا ندواتها التي توقفت السنة الفارطة قبل شهر رمضان.فلم لم يتمّ استكمالها؟ و كيف سيقع ذلك؟


7- لم يطلب من التنسيقيات المساهمة في وثائق سياسية و تنظيمية الى اليوم فهل سيرتجل ممثلوها آراءهم أيّام الندوة دون الرّجوع الى قواعدهم ؟ أم انّ قيادات الأحزاب اتفقت على الوثائق و انتهى الأمر و لا تشريك للتنسيقيات و المناضلين في الاعداد و سينحصر الأمر في النقاش أيّام النّدوة؟


8- نحن اليوم في 13 أفريل و الندوة الوطنية ستقع ابتداء من 29 من الشهر الجاري و لم تتلقّ التنسيقيات الجهوية وفي المهجر أيّة اشارات للاستعداد . اذ يفترض أن تعقد اجتماعات تناقش فيها وثائق تلقتها من مجلس الأمناء و/أو تعدّ هي وثائق تقييميّة و مواقف يدافع عنها من سيمثلها من نواب في الندوة الوطنية و هو ما يفترض عقد اجتماعات لاختيار هؤلاء النوّاب أصلا مما يوحي انّ الأمر سينحصر في مكتب التنسيقية على الأكثر هذا ان لم تقم الأحزاب السياسية بتعيين من تريد وطنيّا و جهويّا و مهجريّا.


9- اذا كان تحديد من سيمثل المستقلّين سيقع في اجتماع تونس العاصمة فمعناه انّ ما تبقّى هو تحديد من سيمثّل الأحزاب .فما هو دور التنسيقيّات الجهوية في العاصمة و في الولايات و في المهجر اذن؟ هل هي مجرّد هياكل تنفيذيّة للقرارات لا غير؟


10- لا خبر عن الاتصال بمن وقعت معهم خلافات حادّة و منهم من انسحب من الجبهة - من المناضلين الأفراد و المجموعات - خاصة بعد مشكلة الانتخابات الأخيرة و لا عن اتصالات بأحزاب قديمة أو جديدة ...لتكون فعلا ندوة انطلاق جديدة برنامجية و تنظيمية .


خاتمة ... وقرار شخصي :


مع الأسف الشّديد، يبدو انّنا لم نتقدّم خطوة كبرى حقيقيّة لا في العقليّة و لا في التنظيم ...و لا نعرف لم كلّ هذا التباطؤ الذي يدوم سنة كاملة ثمّ يعقبه تسرّع كبير يتناسى ما تمّ عدم انجازه و لا يوفّر أبسط الشروط الضرورية لانجاز ندوة ممثّلة فعليّا ...الا اذا كان كل شيء مرتبطا بمدى جهوزية الأحزاب السياسية و مجلس الأمناء العامين بقطع النظر عن التنسيقيّات الجهوية و المهجريّة و عموم المناضلين. انّ هذه الطريقة في عقد الندوة الوطنية تبيّن انّ كلّ شيء ممركز في مجلس الأمناء و منحصر في الأحزاب السياسية و لا يوجد تقدير فعلي لا للمستقلّين من ناحية و لا للتنسيقيّات من ناحية ثانية.
فهل يمكن لندوة وطنية تمّ اعدادها بهذه العقلية و بهذه المسلكيّة أن تكون الاطار الذي سيعالج نواقص الجبهة من الناحيتين السياسية و التنظيميّة في المستقبل و تمنع المزيد من التردّي التنظيمي و الاحباط النّضالي و الانسحابات و غيرها؟

قرار شخصي :
بسبب ما سبق سأعتبر انتمائي - بوصفي مستقلاّ - الى الجبهة مجمّدا الى حين النّدوة . و سأنتظر ما ستخرج به النّدوة عساه يكون ايجابيّا رغم كلّ هذه المقدّمات السّيئة. فان كان كذلك سأتفهّم ما سبق من تباطؤ عقبه تسرّع على أمل ان ما تم التوصّل اليه من اتفاقات سينقل الجبهة فعليّا الى وضع أحسن سياسيّا و تنظيميّا .و لكن اذا لم يكن الأمر كذلك و بقي الوضع على ما هو عليه فانّني – وبكلّ أسف - سأضطرّ الى الانسحاب التنظيمي منها و الاكتفاء بمساندتها من الخارج متى أصابت سياسيّا لا أكثر و لا أقلّ . اذ ليس من المعقول أن نكرّر نفس الملاحظات لسنين كاملة و لا يتغيّر شيء لا عند التحضير لاجتماع أهمّ هياكلها الذي يكاد يعادل المؤتمر و الذي يجب أن يصبح كذلك –النّدوة الوطنية - و لا أثناءه من تقييم و نقد ذاتيين ضروريين تعقبهما مقرّرات سياسية و تنظيمية جديدة و جريئة مرتقبة.

أرجو ألاّ يفهم هذا بطريقة سيئة من أحد و ألاّ يساهم في خسارتي لمن أعتبرهم أثمن رأسمال بشري في حياتي وأعتذر منهم ان سبّب هذا أي ألم لأحد .ولكن ...يكاد الكيل يطفح. و أتمنّى ألا تكون مخرجات النّدوة الوطنيّة القطرة التي ستفيض الكأس.

13-04-2016.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ