الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهوة السرد والتجريب وحقوق القارئ حياء أبو نصير نموذجا

الشربيني المهندس

2016 / 4 / 13
الادب والفن


شهوة السرد والتجريب وحقوق القارئ
حياء أبو نصير نموذجا رؤية الشربيني المهندس
كل كتابة تظل ناقصة مهما سعت إلى الكمال، فهي رسالة تنتظر رد فعل المرسل اليه .. كما انها من وجهة نظر آخري توضح رأي الكاتب في الموضوع دون انتظار رأي القارئ
بعد قصص العائلة وعيون وزهور باسمة وأمواج عاتية وأرواح هائمة وشهرزاد جاءت رواية الحياء للأديب المتميز أبو نصير عثمان ليستمر في كتابته المغايرة عن التجربة والإبداع بأسلوب يحاول أن يبدو جذابا معبرا عن جوانب شتي من شخصية الإنسان المعاصر ..
وإذا كانت الكتابة مثل النهر الذي ينبع من جهة ليجري في اتجاهات متعددة ، لكنه بالتأكيد يروي عطش كل عابر سبيل يمر بشطآنه متذوقا .. وهذا هو دور السرد المتعدد الأساليب لكن بهدف .. وأنا مثل أبو نصير مهووس بلحم الواقع المعاش والذي يلتقط ابو نصير أدق تفاصيله ، ويأتي ذلك وقد اكتشفنا أن لنسيج الحياة اليومية أهميته ، وأن الحياة اليومية غير منفصلة عن الكتابة في انخراطها في الزمن والمكان، ولكن ليس من غاياتي نقل الواقع الذي يجتذبني باستمرار؛ وإنما الاشتغال عليه لتوليد تصوّرات فنية ، وتحية لكل رواية تجريبية تصغي إلى عصرها بلغة قادرة على نقل أدق الأحاسيس دون أن تترك الفرصة للقارئ للملل أو المغادرة مبكرا .
وان كان المفهوم الشائع عن التجريب هو الكتابة بلا ضابط في محاولة للتميز لكن مع التجريب تبرز فكرة التجربة الأسلوبية في الكتابة ومحاولة الخروج عن الإطار المعتاد للعمل الأدبي.. فالتجريب يطلق على فعل واعٍ يحاول المبدع من خلاله اكتشاف قدراته والإفادة من تجارب الآخر ،وهو مرحلة متقدمة من الكتابة ، وخاصة أن العمل السردي مشروط بأدواته البنائية ،ولا يمكن أن نغامر بالأسلوب الروائي إلى درجة مسخ مفهوم الرواية واجتثاث بنيتها الجمالية.
إن القارئ المعاصر قارئ فاعل نشط ، وهو مبدع يبث نشاطه عبر النص لينجز إبداعاً جديداً ، ومن هنا تتبين لنا أهمية التجريب وحدوده وآلياته في تطوير هذا التكامل المعرفي الأخاذ بين منظومة الاتصال الثلاثية ( المؤلف ـ النص ـ القارئ ) ارتباطا بوعي الكاتب والمتلقي .
أن خيوط الرواية العربية اليوم لم تعد تحاك عبر عناصرها التقليدية؛ كالتسلسل الزمني، وأحادية الرؤى، واللغة الواحدة الواضحة، وعنصر السببية؛ بل يبدو وقع الاتجاه هو تجريب العديد من التقنيات الأخرى التي تتشابك وتتداخل لتؤسس لنموذج آخر من الكتابة وهو الرواية الجديدة، أو ما وقع تسميته بـ «رواية التجريب»، والتي من سماتها تجاوز كل ما هو تقليدي في الكتابة وأصبح السرد مركّبًا لتضفير مجموعة من الحكايات أو القصص ..إذ لم تعد الرواية قصة بقدر ما صارت ضفيرة من القصص يمكن دراستها في ضوء متغيرات أساسية أهمها الذاكرة والذات
وتأتي رواية التخيل الذاتي لتعيد تشكيلات الأنا في تصادمها مع المجتمع ، والقيم ، ووصفًا للحاضر مقرونًا بالسخرية ، وتفكيك انهيارات الواقع ، وهو الأسلوب المحبب لأديبنا وأعماله .
وإذا كانت الرواية للجميع مع استسهال الكتابة وغياب المعايير غالباً لكل نمط كتابي يحاول أن يبدو جديدا ولكن ليس بكسر كل القواعد والجماليات للسرد وغيره ، وان كانت الرواية هنا تعالج مسألة السمسرة المادية والمعنوية بأساليب متفاوتة ومتباينة أيضا ، تنتهي باختلاط وجوه الرجال والنساء في حفل زفاف سعيد المعتوه فلم يعد أحد يدر من يقبل ومن يحتضن كما يري الراوي السارد ، فإننا نتوقف حول بعض الأمور التي تقود إليها شهوة السرد علي حساب القارئ من علاقة العناوين الرئيسة والفرعية من حياء ولوعة وندم ، ولوم وتربص وحيرة ، وسياق الأحداث وانتظار المصير والقدر ، والتي تبدو مفككة الروابط ، ولكن الأهم احترام إبداع القارئ ..
ولما كان السارد العليم هو الغالب هنا فيأتي ذكر الهالة المضيئة التي تذكرنا بهالات القداسة الحاضنة لرؤوس الأنبياء والأصفياء والمرسلين ، ونسبة ذلك للخصلات المصبوغة للشعر الذهبي الشاحب للسيدة نسمة ، التي تنتظر أن تسوق إليها الأقدار من ينشد رفقتها ، وهي تحت الطلب كما يقول الراوي ص 11
كذلك يأتي تعريف السمسرة ص15 وتشبع الهواء بالرطوبة ـ التي لم يشرحها ـ مع سقوط الإمطار بالإسكندرية ، وهي غلطة أو خطأ علمي حيث الجميع يعرف ويشعر بالرطوبة الخانقة وتشبع الهواء بها في فصل الصيف بالإسكندرية علي حساب الثقة بين النص والقارئ ..
وتكرار الوسطاء (السماسرة ) والبديل ( الدوبلير ) وتكرار الصفحات أيضا يمثل نوع من الاستهانة بثقافة القارئ في نظري ..
وانظر إلي عبارة جيوب ثلاثي الإسكندرية ، توفيق وسامية ، ونسمة أو نسمة ، وسامية وتوفيق أو نسمة وتوفيق وسامية ، أو توفيق ونسمة وسامية ، أو سامية ونسمة وتوفيق ،أو سامية ونسمة ،وتوفيق كيفما اتفق ص 29.. ويمكن أن تغيرها بأسماء الدلع توتو ونونا وسوسو مثلا ، وإجراء نفس التباديل .. أو تغيير أسماء الدلع مرة ثانية توتي ونونو وسمسم وثالثة والتباديل كما في ص 121 .. وتصور بنظرية الاحتمالات لو كان العدد أكثر من ثلاثة لاستغرقت التباديل والتوافيق الرواية بكاملها وهو لا يأتي في باب العجائبي أو التخييل أو السخرية .. ربما يدفع ذلك بالقارئ للملل ولن تشفع له القصص الجانبية وهنا نستطيع القول بان التجريب بالتأكيد والتجديد شئ آخر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى