الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يقتل الشيوعيين

ماجد فيادي

2005 / 12 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


لكل جريمة شفرات تحل خيوطها, ولجريمة قتل الشيوعيان في مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة بالعاصمة بغداد, شفرات يمكن تعقبها منطقياً, للتعرف على القاتل والمخطط, فمنذ سقوط النظام الدكتاتوري على يد قوات الاحتلال, لم تشهد مدينة الثورة, أي نشاط منظم للإرهابيين البعثيين وعابري الحدود تحت اسم أو تنظيم من هذا القبيل, بل كانت ولا تزال أعمال العنف تدور تحت لواء جيش المهدي وقوات فيلق بدر, مرة ضد قوات الاحتلال وأخرى فيما بينها, وإذا صار تواجد للبعثيين في مدينة الثورة فهو تحت لواء جيش المهدي, هذا بعلم السيد مقتدى الصدر أو بدون علمه, فان بدر سلوك من هذه المجاميع البعثية, فهو تحت مسؤولية من يحتويهم ( هكذا هو العمل السياسي والعسكري في كل دول العالم), ولنا في ذلك تجربة, فقد سبق وتعرض مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة الى اعتداء سابق, حينها بادر السيد مقتدى الصدر الى استنكار الفعل ورفضه, وقتها لم تكن الدماء قد سالت, والأضرار المادية يمكن أن تعوض, أما اليوم, أصبح للدم كلمة, ولعائلتي الشهيدين حق.
لو ربطنا هذا الفعل الجبان, بما حصل لرفاق آخرين في مناطق ذات سيطرة مليشياتية شيعية, مثل البصرة وكربلاء والنجف, نجد أن المليشيات المسيطرة في تلك المدن هي تابعة أيضا لفيلق بدر وجيش المهدي, وهذه المليشيات لا تعطي فرصة لأي حكومة بفرض الأمن, تكرر هذا مع مجلس الحكم وحكومة أياد علاوي وحكومة الجعفري, عليه كل ما يجري من أعمال إرهابية في هذه المناطق, انطلاقا من عقلية علمية وتجربة, يكون مقترن بهذه المليشيات, وفي مقارنة بسيطة فقد نسبت الاحزاب الشيعية كل أعمال الإرهاب في منطقة أللطيفية الى القوى البعثية, استنادا الى التواجد السني ألبعثي في أللطيفية, وهم بذلك محقين, عليه أسحب هذا الحق على مدينة الثورة وما تعرض له مقر الحزب الشيوعي العراقي وتظاهرته السلمية.
أنا لا استبعد, أن تقوم هذه المليشيات بفعل من هذا النوع, لأنها تصرح علناً عدم اعترافها بالديمقراطية, وهي تمارس القتال فيما بينها, فلماذا لا تقوم به ضد أعضاء وأنصار الحزب الشيوعي العراقي, هذه المليشيات تعمل على جبهتيني
الأولى:. إشاعة الطائفية , كي تجد العذر في بقائها, واستخدام السلاح بحجة الدفاع عن النفس ضد الطائفيين.
الثانية:. مزاحمة القوى العلمانية بكل الوسائل, خلال الانتخابات أو بعدها, فان لم تستجب للتهديدات, صار العنف بديلا.
لنا في ذلك تاريخ, فقتل احد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي في البصرة مثال, والاعتداء على طلبة جامعة البصرة مثال آخر, وخطابات السيد الجعفري المحرضة ضد الحزب الشيوعي العراقي مثال ثالث. ولو عدنا الى الحدث نفسه, بماذا نفسر, قطع طريق عام في مدينة الثورة وإطلاق نار وقتل مواطنين وانسحاب منظم دون أن يكون تواجد لجيش المهدي أو فيلق بدر, إن الانسحاب المنظم والتغطية العسكرية التي رافقته لا تدع شك فيمن شارك بالفعل, كما تشير الى وجود أعوان, علمت بالفعالية وخططت للفعل, وقتلة لهم في مدينة الصدر ملاجئ, فأين جيش المهدي منهم, وأين فيلق بدر.
عندما حصل تفجير باربيل في خيمة تلقي التهاني بالعيد, لم يتهم احد الإرهاب ألبعثي أو أي حزب عراقي آخر, بل توجهت أصابع الاتهام نحو أنصار الإسلام, بحكم تواجدهم ونفوذهم في كردستان العراق, وعندما قتل مواطنون على طريق الأردن, توجهت الاتهامات نحو البعثيين والزرقاويين بحكم تواجدهم. إن ما جرى في مدينة الثورة ضد الحزب الشيوعي العراقي لم يكن بفعل عمل انتحاري, حتى يتهم به البعثيين والزرقاويين, لكن ما جرى عمل منظم بأعوان من أهل المنطقة.
من يريد أن ينظم الى قائمة القتلة البعثيين والزرقاويين وعابري الحدود, لن يجد لفعله مستقبل, والعار سيلحقه لا محالة, وعلى حكومة الجعفري, أن تكون عراقية بحق, وتتحمل مسؤوليتها في حماية المواطنات والمواطنين, وتكشف لنا من هم قتلة الشعب, في معتقل الجادرية, ومن قام بالفعل الجبان تجاه الشيوعيين في مدينة الثورة.
إن التوقيت بين الحادث, والانتخابات والمطالبة بتحقيق دولي لكشف أحداث معتقل الجادرية, واضح للعيان, ورسالة مفهومة, لكنها خائبة, فالشيوعيون على مر التاريخ لم يرضخوا للتهديدات ولا المعتقلات ولا التعذيب ولا الإعدامات والقتل, من يضن بفعل جبان من هذا النوع, يوقف الشيوعيين عن الدفاع لحقوق الشعب, وبشهيدين يجلسهم في بيوتهم, وحرق مقر يفقدهم الوسيلة, يكون على خطئ, فللتاريخ شهود, وليس أبشع من الدكتاتور قارعنا, وللعهد الملكي معنا شهود, لكن ذهب الجميع وبقى الشيوعيين العراقيين وردة حمراء في صدر العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة