الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين الأستاذ و العريف بخصوص التعذيب في الجادريّة

اسماعيل خليل الحسن

2005 / 12 / 4
حقوق الانسان


كيف نفهم ما حدث في أقبية وزارة الداخليّة العراقيّة في الجادريّة وقد أصبح الطاقم الحاكم في هذا البلد" المنكوب منذ ما قبل التاريخ " قد أصبح جلّه من الأساتذة بدلا من العرفاء الذين كانوا يحكمونه في العهد البائد؟. فإذا كان العريف جاهلا بأصول الحكم وكان رئيسه لا يملك من الثقافة سوى ما تعلّمه في مدارس حزب البعث حيث لم يكمل دراسته في الحقوق في القاهرة ولم تقبله جامعة دمشق طالبا فيها, أما وهو في سدّة الحكم فالدكتوراه تحت تصرفه متى أراد.

الأساتذة طالباني و جعفري و جلبي و علاوي وجبر كان مأخذهم على النظام السابق موضوعة حقوق الإنسان و قضايا التعذيب, لكن الشاعر الكبير سعدي يوسف, و أحسبه صادقا, كشف لنا أن يد الأستاذ الطالباني ملوّثة بدماء الشيوعيين, أما الأستاذ بيان جبر فقد خرج علينا بتبريرات هي أقبح من ذنب مثل خطورة الجرائم التي ارتكبها المتهمون الواقع عليهم التعذيب و قلة عددهم, وهنا أسأله: هل ستسلخ جلد الزرقاوي إذا ألقيت القبض عليه؟. أم أن هناك أصول للاستجواب و التحقيق والمحاكمة حتى عقوبة الإعدام لها شروط غايتها إزهاق الروح دون إحداث تعنيف. أما الدفاع بعدم معرفة ما حدث و أن الأستاذ لا علاقة له به فنقول: في الأنظمة الديمقراطيّة يسقط الوزير في حال اكتشاف فضيحة في وزارته و العلاقة بين الأستاذ وبين الحدث كعلاقة ( بيان) بـ ( جبر) ثابتة لا تنفصم, لكننا نعتقد أن الأساتذة قد أصبحوا أمراء حرب, فظّلهم ثابت لا يحول و لا يزول.

تمترس الأستاذ جبر بإنكار ما حدث, فظننته مجرد ناطق باسم صدام حسين الذي كان أركان حكمه ينكرون وجود تعذيب و وجود معتقلين بل وجود مراكز اعتقال و مجازر. فاستباح بذلك لغة الشك, أيحق لنا أن نشك بوجود رجل يخرج علينا و يتكلم معنا و يحاول إقناعنا بوجهة نظره سوى لأن اسمه بيان صولاغ جبر؟ للشك أصوله العلميّة و إلاّ تصبح الشغلة شوربة.و الدليل عند أبي الطيب في قوله:

فليس يصحّ في الأفهام شيء ** إذا احتاج النهار إلى دليل

الاعتقال لفترات طويلة دون محاكمة هي من سمات الأنظمة الاستبداديّة, فما الفرق بين العريف و الأستاذ إذا, سوى أن العريف يمتاز على الأستاذ بأنّ أفكاره من رأسه لا من رأس بريمر أو كوندليزا أو بوش؟!.

لقد أصبح المعذبون في العراق سواء في أبي غريب أو في الجادرية نجوما سلّطت عليهم الأضواء فهذا صاحب الصورة الشهيرة معلقا و هذا تجره المرأة السادية من عنقه ككلب و هذا جلده مسلوخ أو محروق أو مثقوب, و مع احترامنا لقوى السلام و الديمقراطيّة في أمريكا, فليقل لنا رجال السيلسةالأمريكيون أيّ ديمقراطيّة يريدون؟ فلقد سئمنا تكرارهم الثقيل لكلام الحريّة المعسول و نقول لهم دعوا الديمقراطيّة لحالها لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه, فلسنا في هذه البلاد هنودا حمرا أو زنوجا مارستم عليهم ما مارستم, فالتاريخ لم تمحى صفحاته بعد, حتى لو أراد الكاوبوي دهسها بأقدامه الثقيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية