الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يبقى الا اعتصام السادة الوزراء

حسين القطبي

2016 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


اثار اعتصام السيد مقتدى الصدر لغطا بين المتابعين، وسخرية، فالسيد الصدر هو احد اقطاب السلطة، و"يحتكم" على عشرات البرلمانيين وعدد لا باس به من الوزارات...
فهل يصح ان يعتصم احد اقطاب الحكومة، اعتراضا على الحكومة..؟ فاذا كانت، حسب راي السيد الصدر، هذه الحكومة غير قادرة على اداء مهامها، ويريد السيد ان يسجل موقفا للتاريخ، فلماذا البقاء جزءا منها، اي البقاء جزءا من الفشل؟؟؟ وهل دعم الفشل هو الموقف التاريخي الذي يسجله السيد الصدر، منها؟

وبين التلويح على استحياء، والتهديد بتقديم استقالة وزرائه، واذا بالصدر نفسه يفاجأ باعتصام اعضاء مجلس البرلمان...
البرلمانيون تعلموا لغة المخادعة والاستخفاف بعقول الناس ايضا، فهم يعتصمون ضد من وبيدهم مجلس البرلمان؟ المجلس المكلف بصياغة كل القوانين، بل هو السلطة التشريعية العليا في البلاد؟؟؟

واذا كان السادة والسيدات النواب، المعتصمون في قاعة البرلمان يرون ان اجمال الاداء الحكومي يقود البلاد للفوضى، فلماذا لا يمارسون حقهم الطبيعي بسحب الثقة من الحكومة، بدلا من الجلوس على الارض والاعتصام، املا بدفع الحكومة على الاستقالة؟؟؟

واعتقد اذا بلع العراقيون طعم اعتصام مقتدى الصدر، ومن ثم اعتصام اعضاء مجلس النواب، فاننا لن نتفاجأ اذ راينا الوزراء انفسهم معتصمين في مجلس الوزراء احتجاجا على سوء اداءهم الحكومي...
واتوفع اكثر من هذا، فالسيد حيدر العبادي نفسه، الذي يدير مجلس رئاسة الوزراء، هو الاخر على استعداد للجلوس على الارض، والاعتصام ضد اداء نفسه، كرئيس للوزارة..

والغريب، والشاذ في الصورة، هو ان حق الاعتصام هو سلاح الشعب الذي لا يملك السلطة، نرى كيف تصادره السلطة لنفسها، وتمنعه عن الشعب نفسه..

عموما، ليس من الذكاء الخارق ان نعرف لماذا لا يستقيل وزراء التيار الصدري، فالوزارات اصبحت اشبه بابار نفط مخصخصة، تدر على العوائل المستوزرة ارباحا ليس بمقدور اية تجارة ان تبلغها...

والامر لا يتوقف على المناصب الوزارية، فان اعضاء مجلس النواب، الذين ينفقون الملايين من اجل شراء هذه المناصب بالتاكيد هم ايضا يحاولون الضحك على ذقون الشعب، هذا الذي انتخبهم بسذاجة، وليس بينهم من يوافق على ترك منصبة، فهو الدجاجة التي تبيض، له، ولاحفاده، ذهبا.

واذا كان اعتصام الصدر واتباعه هو وسيلة لابراز عضلاته السياسية، وعرض لمدى قدرته على تعبئة مناصريه، فانه لاعضاء البرلمان يمثل قائمة اهداف اخرى، تختلف عن اهداف اعتصام الصدريين، ومطاليبهم.

هنالك جهات تمتلك مليارات الدولارات نتيجة البقاء في الحكم مدة 8 سنوات متتالية، انفقت فيها ميزانية تربو على الترليون دولار، كلها تبخرت من مصارف الدولة، لتتكثف في جيوبهم.. وهذه الجهات التي اشترت بهذه الثروة اكثر وسائل الاعلام، من فضائيات ومواقع الكترونية، وضمائر كتاب كانوا يعتبرون يوما ما من اصحاب الضمائر، هذه الثروة، هي التي يغازلها السادة والسيدات النواب المعتصون، هذه المرة.

المعروف ان الاعتصامات هي سلاح الجماهير، وليست الحكومات، وكان المطلوب هو ان تقوم به الجماهير، لايصال صوتها للبرلمان، وهذا ما لم يخالفه السيد الصدر، باعتباره جمع في مخيم الاعتصام الجماهير من الشارع العراقي... اما اعتصامات "الموضة" و "تجارة الضمير" تحت قبة البرلمان فهي ضحك على الشعب، لاهداف هي: امتصاص النقمة الجماهيرية، الحفاظ على مناصبهم، وعرض ضمائرهم للبيع على السماسرة.

وان لم نرى اعتصامات جماهيرية، في الاسابيع القادمة، ضد الحكومة، والبرلمان، وتظل الامور الخدمية تسير من سيئ الى اسوأ، فلا نتعجب فعلا اذا راينا السادة الوزراء يعتصمون في قاعة مجلس الوزراء، يتوسطهم الدكتور حيدر العبادي، احتجاجا على اداء انفسهم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب