الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرصاصة التي اخترقت قلب منتظر ناصر قبل ثمانية اشهر تتسبب في اقالة الجبوري

عباس الشطري

2016 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



في خطوة تصعيدية تعكس مدى قوة الحراك المدني الوطني العراقي المستمر منذ ثمانية اشهر , اقال نواب معتصمون منذ يوم امس الاول في مبنى البرلمان العراقي رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اليوم في جلسة طارئة عقدت في مبنى المجلس غاب عنها الجبوري ونوابه وبرغم من ان هذه الخطوة قوبلت بعدم قانونيتها كون عدد النواب الذين حضرو جلسة اليوم يقل عن نصف الاعضاء المطلوب لاقالة الرئيس ونوابه الا ان هذه الخطوة عكست مدى قوة الحراك المدني الذي اندلع قبل ثمانية اشهر وجديته في تصحيح مسار الديمقراطية النسبي الذي تمتع به العراقيون برغم كل الصعوبات الامنية ذلك الحراك الذي لم توله الحكومة ورئاساتها الثلاث الاهتمام المطلوب بل راهنت على تراجعه بمضي الوقت بعد ان تمسكت الكتل السياسية المشكلة للحكومة بمواقفها التي تعكس مصالحها الضخمة ,الحراك المدني الذي تشكل من جمهور عراقي يرفض الفساد والمحاصصة والذي اندلع في البصرة بعد مقتل الشاب منتظر ناصر برصاص قوات الامن بعد احتجاجه وعدد من الشباب حول ازمة الكهرباء في صيف العام الماضي واخذ بالتصاعد في بغداد والمحافظات الاخرى بعد ان اطلق الصحفي احمد عبد الحسين دعوته للتظاهر من اجل منتظر الشاب البريء ,لم تتوقف التظاهرات في ساحة التحرير في بغداد حينها كل يوم جمعة احتجاجا على الفساد المالي والاداري الذي بدا ينخر البلاد واجبرت رئيس الوزراء العراقي على طرح ورقته الاصلاحية التي سرعان ماعبرت عن دعمها المرجعية الدينية في النجف مااضطر البرلمان العراقي ايضا الى طرح ورقة اصلاح موازية سرعان ماتنصل عنها بحجة عدم دستورية اغلب فقراتها والحقيقة انهم تنصلو بعد انحسار عدد المتظاهرين , دعوة الاصلاح خسرت داعما كبيرا بعد انسحاب مرجعية النجف عن الاستمرار بطرحها في خطب الجمعة الا انها كسبت داعما جديدا بعد انضمام رجل الدين الشاب مقتدى الصدر وتياره الى التظاهرات واعتصامه في مدخل المنطقة الخضراء التي تضم مكاتب الحكومة المركزية ومجلس النواب والسلطة القضائية في احتجاج اربك المشهد السياسي باجمعه نظرا لجموع التيارالكثيرة والتزامهم الشديد باوامر قائدهم الصدر الذي هدد باقتحام مقر الحكومة لكن الصدر انهى اعتصامه بعد عشرة ايام في خطوة لافته زادت المشهد ارتباكا اكثر وحسب مايشير مراقبون الى انه اعطي وعدا بالاسراع في الاصلاحات وتغيير الوزراء في خطوة اولى على ان تتبعها خطوات لاحقة لكن مماطلة الكتل السياسية في قبول الورقة الاصلاحية التي طرحها العبادي ولجنته المشكلة على اساس استبدال الوزراء الحاليين الذين يمثلون الكتل المشكلة للحكومة الى وزراء تكنوقراط مستقلين ادت اخيرا الى انتفاض نصف اعضاء البرلمان على كتلهم التي وصفوا فيها التزاماتهم تجاهها بالعبودية في جلسة البارحة الطارئة ,والتي طالب فيها النواب صراحة وامام الجبوري نفسه باستقالته . الخطوة تسببت في ارباك المشهد برمته فقد اجتمع الجبوري مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حتى منتصف ليل البارحة وكان من المتوقع ان يحضر الجلسة كما يحضرها العبادي ايضا والذي سيطرح فيها ورقتين لاسماء كابينته الجديدة لكن الجبوري لم يختبر جدية النواب وخشيتهم من انفلات الوضع الا اليوم بعد تصويتهم على اقالته الامرالذي ربما سيكون مقدمة لاقالات اخرى تبعا للمشهد السياسي المعقد الذي انتج الحكومة الحالية وحصص الكتل السياسية من المناصب الحكومية فمنصب رئيس البرلمان من حصة السنة ومنصب رئيس الجمهورية للكورد ورئيس الورزاء للشيعة في تناغم محصاصاتي مشابه للمشهد اللبناني والفارق الوحيد انه اتفاق غير مثبت دستوريا كما يفترض ان يقبل السنة بكتلهم الرئيسية باقالة الجبوري مع العلم ان انتفاضة البرلمان يقودها نواب سنة من الموصل وصلاح الدين يذوق اهاليهم وجمهورهم العذاب بعد سيطرة تنظيم داعش على الموصل وبعض مناطق صلاح الدين وانضم لهم نواب شيعة كما ياتي لقاء الغريمين الصدر والمالكي في بيروت والذي يتهم فيه الاول الثاني دائما بتاسيس ثقافة الفساد في البلاد ونخر بنية الدولة التي تتمتع بنظام سياسي ديمقراطي غير مستقر كارباك اخر خاصة وان المالكي الذي خرج من المولد بلا حمص بعد اقالته من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية في الخطوات الاصلاحية الاولى وهو يدعو كما سمعنا الى اقالة الرئاسات ايضا في لعبة ماكرة لخلط الاوراق وربما يصل الامر الى الدعوة الى انتخابات مبكرة لحل الازمة خاصة وان المالكي غالبا مادعا الى تشكيل حكومة اغلبية سياسية رغبة منه في ازاحة الكورد والسنة وهو امر لايقبله الوضع السياسي الهش ولا الاميركان الراعين الرسميين للعملية السياسية في العراق اذ ان من شان ذلك ان يقوض جهودهم في مكافحة تنظيم داعش في المنطقة ويجعل الوضع اكثر تعقيدا كما انه سيبقى هدفا بعيد المنال فلا الوضع الامني وتوجه الدولة نحو محاربة تغلغل داعش وتحرير الموصل من براثنه يسمح بذلك ولا المفوضية جاهزة لتنظيم الانتخابات كونها مجروحة الشهادة فقد اتهمت كثيرا بالتزوير لصالح الاقوياء, اكثر مايمكن مراقبته والتبؤء به هو ان نظام المحاصصة الطائفية والقومية المقيت والذي جاء به الاميركان بعد عام 2003وفتت المجتمع المنقسم اصلا اصبح قاب قوسين او ادنى من الرحيل اذا ما استمر فعلا النواب في انتفاضتهم البرلمانية الذي اسس لها الحراك المدني واسهم فيها الصدر وتياره وتسببت في صحوة ضميرهم الاخيرة بعد ان كان جل عملهم في السابق الموافقة على مشاريع كتلهم ومصالحها الضيقة هذا الحراك المجتمعي والسياسي برمته يرجع الى ذلك الشاب البصري الذي اخترقت الرصاصة قلبه الصغير لكنها نفذت كرصاصة رحمة على نظام المحاصصة السيء الصيت في العراق والذي اصبح الجبوري اول ضحاياه .
عباس الشطري
كاتب من العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل